Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 28, 2016
A A A
حرب نوويّة في الشرق الأوسط؟!
الكاتب: نبيه البرجي - الديار

اولئك الذين يُدعون «جنرالات الغضب» في اميركا لهم اسم اخر في اسرائيل» انبياء الغضب». الفريقان يتقاطعان في نقطة محددة: كل الشرق الاوسط في القبضة الاميركية – الاسرائيلية…
تبدو هيلاري كلينتون وكأنها زوجة جورج دبليو بوش لا زوجة بيل كلينتون. اقرب الى عقل المحافظين الجدد منها الى عقل «حكماء» الحزب الديمقراطي الحذرين جدا حيال ما يعتبرونه «مستنقع النيران الهرمة».
ثمة جدل هائل داخل الاستبلشمانت في الولايات المتحدة. جنرالات، ومستشارون، واعضاء بارزون في الكونغرس، ورجال اعمال، ودبيلوماسيون يدعون الى ابعاد القيصر عن الشرق الاوسط ولو استدعى الامر القاء قنبلة نووية على سوريا او ايران…
معلقون اميركيون يتحدثون عن «عقدة مونيكا» لدى السيدة هيلاري. هي لم تتخلص بعد من عقدة الموظفة في البيت الابيض، ومن البقعة التي وجدت على فستانها. بطبيعة الحال، لا تستطيع المرشحة الديمقراطية ان تطلق النار على رأس زوجها ولا على رأس عشيقته، لكنها لا تريد ان ترى شبح مونيكا لويفنسكي يخرج اليها من جدران المكتب البيضاوي في البيت الابيض…
اكثر من ذلك يقول المعلقون. العالم سينظر الى الرئيسة من خلال العشيقة التي لا تزال في ذروة نضارتها فيما هي دخلت في العمر الصعب، ودون ان تمتلك لا الجاذبية السياسية ولا الجاذبية الجسدية. حتما سيكون هناك من يذكّرها بامرأة تدعى جاكلين كنيدي كانت تضج انوثة واناقة، فيما كان زوجها مأخوذا بكل المفاتن الاستراتيجية لمارلين مونرو…
ربما لا احد اسرّ في اذن دونالد ترامب، وعشية المناظرة الاولى في جامعة هوفسترا في نيويورك، بأن منافسته على الرئاسة استعانت بطبيب نفساني لمعالجتها من الصدمة التي احدثتها العلاقة الجنسية بين بيل ومونيكا، ودون ان تتخلص كليا من اثار تلك الصدمة التي قد تنعكس، بطريقة او باخرى، على ادائها كرئيسة للولايات المتحدة…
حتى الان، ما من كلام صدر عنها خلال حملتها الانتخابية التي انطلقت منذ نحو عام الا ويرافقه قرع الطبول. حائرة بين ان تكون الملكة فيكتوريا او الملكة كاترين. حتما لا تعجبها الام تيريزا لان الكرة الارضية خلقت لتكون للجبابرة لا للبؤساء او للمعوزين…
واذا كان رونالد ريغان قد فاخر بأنه هو من فجّر الاتحاد السوفياتي بالضرب بالمطرقة على الستار الحديدي، وبتكريس برنامج « حرب النجوم» الذي يطارد الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات بعد 7 او 8 ثوان من اطلاقها، تبدو هيلاري كلينتون وكأن برنامجها يتمحور حول تفكيك الاتحاد الروسي.
لا مكان للدببة القطبية، او للدببة المجنحة، في الشرق الاوسط. قد تضع او هي ستضع اتفاق فيينا على الطاولة مرة اخرى. لن تقبل بأن تكون مدة الاتفاق 10 سنوات، وبعد ذلك تشق ايران طريقها الى النادي النووي، كما انها تعتبر ان صناعة الصواريخ الباليستية يرتبط ارتباطا عضويا بالمشروع النووي…
لا احد سألها عما ستفعله بالترسانة النووية في كوريا الشمالية. هي من وصفت كيم جونغ- اون بالمعتوه الذي قنبلته على رمية حجر من لوس انجلوس وسان فرنسيسكو. هيلاري ليست بعيدة عن اجواء المجمّع الصناعي- العسكري وتعتبر، كما يعتبر بارونات المجمّع، ان ما من مجال لابقاء 58 الف جندي في جزيرة اوكيناوا، وغيرها من الجزر اليابانية، الا من خلال الفزاعة النووية في بيونغ بانغ…
رأي كلينتون يتقاطع مع رأي الصقور في البنتاغون الذين يرون ان فلاديمير بوتين يضع كل ثقله في سوريا كي يحمي الخاصرة الروسية الرخوة في القوقاز. اذا افلتت منه سوريا لا بد من ان تتزعزع روسيا المقدسة…
استطرادا، اذا تراجع الايرانيون عن ضفاف المتوسط لا بد ان يتراجعوا عن ضفاف الخليج…
لا الروس يمكن ان يتراجعوا ولا الايرانيون كذلك. هل تندلع الحرب النووية في الشرق الاوسط؟ ثمة من يرى اللجوء الى القنابل النووية التكتيكية. و يتردد ان المرشحة الديمقراطية ليست بعيدة قطعا عن هذا الاتجاه…
اذاً انه كارل روف الذي يؤكد ان القنبلة الثالثة التي لم تستخدم في شبه الجزيرة الكورية بدعوة ملحة من الجنرال دوغلاس ماك آرثر الى الرئيس هاري ترومان، قد تلقى في الشرق الاوسط بدعوة من البنتاغون الى البيت الابيض…
حجته الا شيء يحل ازمات المنطقة، ويضع حدا للايديولوجيات المجنونة وللاسراتيجيات المجنونة سوى تلك الليلة الشبيهة بليلة هيروشيما «الابوكاليبس الان» لفرنسيس فورد كوبولا قد يكون «الابوكاليبس غدا» لهيلاري كلينتون إن تسلقت القمة كأول امرأة في الامبراطورية التي لا تغيب عنها الكواكب…