Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر July 26, 2021
A A A
هل ترتدي «إهدن طرحتها» في ظلّ الوضع المتردّي؟
الكاتب: باميلا كشكوريان السمراني - الديار

تتربّع إهدن دائماً على عرش الإصطياف اللّبناني، هي البلدة المقصودة والمشهورة بحسن ضيافة أهلها وتكريم الضيف الذي عند زيارتها وجد فيها ما لذّ وطاب.
«واسع ميدانك واسع عَ وسع الكون…» ميدان إهدن… حكاية العراقة والأصالة التي امتدّت عبر العصور مع يوسف بك كرم وصولاً الى لبنان الحديث، ذلك الميدان الذي ما انفكّ يوماً عن استقبال الجميع في ربوعه… فكيف تعيش إهدن صيف 2021 في عزّ الأزمة الراهنة التي تفتك في البلاد؟
«إهدن… عنوان الضيافة!»
شرح رئيس بلدية زغرتا – إهدن أنطونيو فرنجيه لـ « الديار» الوضع العامّ الإستثنائي لهذا الصيف في إهدن والمنطقة، وكيفية تأثيره إجتماعياً واقتصادياً قائلاً: «لا شك أنّ الصيف الماضي لم يؤسّس لحركة سياحية، فإهدن بلدة اصطياف على خريطة بلد ينزف اقتصادياً ووباء الكورونا فرض الغاء رزنامة النشاطات السنوية، فبالنسبة لهذا الصيف، مع تدني نسبة الاصابات بفيروس كورونا في المنطقة ومع أخذ اللّقاحات، حاولنا العودة الخجولة والتدريجية الى ايقاع الصيفية التقليدية مع مراعاة الشروط الوقائية في ظل انتشار جديد لوباء الدلتا. فخلية الازمة في بلدية زغرتا – اهدن لم يتوقف عملها بعد، مع تطور جائحة الكورونا، ونحن كبلدية نظمنا حركة عمال الأجانب وأصحاب الدراجات وعمال الdelivery وأوعزنا الى الشرطة البلدية بتشديد المراقبة وعدم التساهل».
اضاف :»لقد اختبرنا حس المسؤولية عند المجتمع الأهلي في نشاطين الاول لمنتدى ريشة عطر في المسرح البلدي، والثاني لنادي روتاري زغرتا الزاوية في افتتاح مسلك ذوي الحاجات الخاصة، وشهدنا التزاماً مميزاً لجهة العدد المحدود من المدعوين والحرص على التباعد والتعقيم والكمامات، واظن ان هذه الاحتياطات الوقائية سترافقنا في اي نشاط يمكن ان نقوم به ولا نستطيع تأجيله».
وعن توقعات حركة الإقبال على توافد السيّاح لزيارة المنطقة أكّد فرنجيه: «لا يمكننا أن نحصي العدد المتوقع قدومه، وإن كانت المؤشرات لدينا من مكاتب ووكالات سفر ومن مصادر شفهية لاقرباء واصدقاء تؤكد أن النسبة ستكون مقبولة مقارنة مع الصيف الفائت الذي شهد على وباء الكورونا في أوجّه، ثم كارثة الرابع من آب وما رافق ذلك من الاوضاع الاقتصادية السيئة»، واشار الى انه «لا يمكننا جزم النسبة، فالتحول يبقى سيد الموقف، فمن كان يتوقع أن تعود سدني مثلاً الى الحظر حيث هناك جالية زغرتاوية كبيرة ، فلنقل إذا سارت الأمور على خير ودون مستجدات درامية، فإنّ أهالي اهدن من المغتربين لا يلزمهم لا دعوة ولا دعاية للمجيء الى مسقط رأسهم . اما لناحية السيّاح فرغم كل الازمات التي نعيشها فنحن نشهد على حركة مرضية فإهدن تتنوع فيها السياحات بين دينية وبيئية وتراثية وثقافية وحضارية».
اضاف : «باعتقادنا ان نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين منعتهم الخضات الاقتصادية والامنية من السفر لتمضية اجازة عوضوا عن ذلك بـ «ويك اند» سياحي أو باسبوع في اهدن كما تدل الحجوزات في المؤسسات الفندقية لعوامل عدة، من الاسعار المقبولة والمدروسة بشهادة وكالات السياحة الداخلية، الى الحفاوة وتوفر كل ما من شأنه تسلية العائلات مثل النشاطات الترفيهية الخاصة بالأطفال، الى نوادي الرياضية والأماكن المخصصة للدراجات والمشي الى المطاعم المختلفة بين أجنبية وتراثية وعربية».
وعن جديد اهدن لهذا الصيف قال فرنجيه: «اهدن دائمة التجدد السياحي فشبكة المطاعم والفنادق والعناوين السياحية تتعدد وتتشعب وتتوسع من صيف لصيف . كذلك فإن الهوايات الجبلية باتت مقصداً في ربوع جرد اهدن العالي وشبكة الممرات المستحدثة من جبل مار سركيس وباخوس المؤدية الى المحمية وصولاً الى الاعالي تستقطب عشاق الطبيعة وهواة الدروب الجبلية «.
تجمع إهدن النشاطات بفروعها كافّة، خاصّة وأن طبيعتها الخضراء ومناخها الجاف يتيحان الفرص لتعدّد النشاطات بمختلف أنواعها وخاصّة الرياضية بحيث تخصّ إهدن الرياضات الجبلية بحصّة كبيرة، وفي هذا المجال قال»مارك فنيانوس» صاحب «Ehden Mountains Activities» « لـ « الديار» أنّ النشاطات الرياضية الجبلية في إهدن لطالما كانت محطّة جذب لجميع محبّي هذه الرياضات المتنوعة من Zip Line وMonkey Bridge و Sky cycling و Paraglading وغيرها من النشاطات الرياضية الترفيهية التي تتمحور بين إهدن و «نبع جوعيت» في إهدن وحرش إهدن، والتي تستقطب الزائرين من كافّة المناطق اللّبنانية وتتلاءم مع كافّة الأعمار وتُناسب الجميع من حيث الإمكانيات المادّية بحيث أنّ الأسعار مدروسة وتتماشى مع الظروف الراهنة التي نمرّ بها في لبنان اليوم. ونتمنّى أن ننتهي قريباً من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية ليعود لبنان عامّة الى الحياة وإهدن خاصّة التي لم تعرف يوماً اليأس، فهي نبع الحياة».
حال «إهدن» كحال معظم المناطق اللّبنانية التي تُعاني من شدّة العواصف الإجتماعية والإقتصادية التي تفتك بلبنان، الا أنها ترفض الإستسلام وتبقى منتفضة مُشرّعة أبوابها للجميع، فطرحة إهدن بيضاء مُرصّعة بلآلئ السماء، تُضيء دروب من قصدها… عسى أن تنفرج الأزمات وتعود المناطق اللّبنانية كافّة الى الحياة المطلقة من جديد لأنّ الحياة تليق بلبنان!