Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 19, 2021
A A A
ماذا كتبت “الجمهورية” في إفتتاحيتها؟
الكاتب: الجمهورية
“هدنة غير معلنة.. مخاوف على الاستقـرار.. عون والحريري: خطوتان متوقعتان”.
تحت العنوان اعلاه، كتبت صحيفة الجمهورية في افتتاحيتها:
 
السؤال الذي يتصدّر المشهد الداخلي بعد حرب البيانات بين بعبدا وعين التينة، هو: هل مرّ القطوع بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، واكتفى كلا الرئيسين بما قاله بحق الآخر وانتهى الأمر، ام انّ صعودهما الى ذروة القساوة في خطاب بلا قفازات هو فصل من مسلسل طويل من الاشتباك العاصف بينهما؟
المشهد الداخلي بعد المواجهة العنيفة بين عون وبري بَدا وكأنّه محكوم بهدنة غير معلنة تراجعت فيها حدّة القصف السياسي المباشر بين بعبدا وعين التينة، الّا أنّ هذه الهدنة تبدو هشّة حتى الآن، مع استمرار المناوشات والاتهامات والسباب من العيار الثقيل بين مناصري الرئيسين على المنابر والشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي موازاتها مناوشات مماثلة وبالحِدة ذاتها بين مناصري رئيس الجمهورية والرئيس المكلف سعد الحريري.
وفي موازاة ذلك، تتبدّى حركة اتصالات في اتجاه بعبدا وعين التينة يتولى جانباً أساسياً منها «حزب الله» لإعادة ردم الهوّة بين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس النيابي. وقالت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»: هناك اتصالات ما زالت في بداياتها، ولا شك انّ هذه المهمة ليست سهلة.
وفي مقابل ذلك، جمود كامل على خط التأليف، وسط مخاوف من ان تكون حرب البيانات بين الرئاسات قد أطاحت ملف التأليف نهائياً. وفيما روّجت أوساط قريبة من القصر الجمهوري أجواء تفيد بأنّ رئيس الجمهورية بصدد المبادرة الى «خطوة ما» في القريب العاجل، من دون ان توضع ماهية هذه الخطوة وما اذا كانت مرتبطة بالاشتباك بين عون وبري او بملف التأليف، إكتفت اوساط بيت الوسط بالقول لـ«الجمهورية» ان لا تبديل في الموقف، وباب الخيارات مفتوح.
الّا ان اللافت للانتباه ما بدأ يتردد في بعض الصالونات السياسية عن انّ الرئيس المكلف سعد الحريري يعكف على مراجعة حساباته، وتقدير الموقف والخطوة التي سيقدم عليها، وقد يبادر في القريب العاجل الى إعداد صيغة حكومية كاملة، تعقبها زيارة يقوم بها الى القصر الجمهوري وإيداعها رئيس الجمهورية، فإن قبلها الرئيس عون يكون بذلك قد وضع نقطة النهاية للأزمة المستمرة منذ 8 أشهر، وإن لم يقبلها فساعتئذ يفتح الباب على خيارات أخرى أولها اعتذار الرئيس المكلف.
الى ذلك، قال مرجع مسؤول لـ«الجمهورية» ان لا سبيل لتجاوز العقد سوى جلوس المعنيين بتشكيل الحكومة على الطاولة وجهاً لوجه ومحاولة فكفكة هذه العقد، لا أن يستمروا في مخاطبة بعضهم البعض من خلف المتاريس.
ولفت المرجع الى انّ مبادرة الرئيس بري تشكّل فرصة بلوغ توافق وحل بين عون والحريري، أمّا اذا أحبطت فلن يكون مثلها بل قد يفرط كل شيء ويسقط البلد.
وبرزت في السياق تغريدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قال فيها: لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة الانتظارية من قبل بعض المسؤولين وحالة البلاد تتراجع في كل يوم في غياب الحكومة. آن الاوان لجعل التسوية فوق كل اعتبار بعيداً عن الحسابات الشخصية الضيقة. انّ مبدأ التسوية ليس بدعة بل أساس في الحياة وفي السياسة، وتذكروا انّ الحقد يقتل صاحبه أولا”.
في سياق دولي آخر، وصل الى بيروت المفوض الأعلى لشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين. ويلتقي قبل ظهر اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
وفيما استمرت أزمة المحروقات تراوح مكانها، رغم التأكيدات الرسمية بأنّ البنزين بات متوفراً في السوق، وبقيت طوابير الإذلال على حالها، طَفت الى السطح أمس بوادر كارثة صحية مع تضاؤل مخزون الادوية، لا سيما أدوية الامراض المزمنة، الى مستويات خطيرة تُنذر بفقدانها عمّا قريب من الاسواق.
وفي مؤتمر عقده لهذه الغاية، حذّر نقيب مستوردي الادوية كريم جبارة أنّ «مخزون الادوية وصل الى مستويات متدنية جداً لعدد كبير من ادوية الامراض المزمنة والاساسية، بما يُنذر بكارثة اذا لم يتم تدارك الأمر سريعاً واستيراد كميات جديدة الى لبنان».
وأعاد سبب الأزمة الى «زيادة الطلب على الادوية وصعوبة الاستيراد نتيجة تراكم الديون المستحقة للموردين في الخارج والذين لم يعودوا يستطيعون تحمّل التأخير في دفع مستحقاتهم، بما أدى الى تدنّي المخزون الى مستويات حَرجة، بحيث أصبح لا يغطي احتياجات لبنان إلّا لبضعة اسابيع او لشهر تقريباً بالنسبة الى عدد كبير من هذه الادوية الاساسية، ما يتطلّب معالجة سريعة حفاظاً على الامن الصحي للمرضى المقيمين في لبنان».