Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر May 25, 2021
A A A
السيد نصر الله: المقاومة استطاعت بحق ان تقدم صورة نصر تاريخي وحقيقي لشعبها

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن التطور التاريخي في معركة سيف القدس هو أن أهل غزة ومقاومتها دخلا لحماية القدس وأهلها، وكانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى، معلناً عن معادلة جديدة وهي “القدس مقابل حرب إقليمية”.

السيد نصر الله بارك لقادة المقاومة الفلسطينية الذين كانوا متألقين، ولشعب غزة الذين احتضنوا وصبروا ولم يقولوا إلا ما يعبر عن إيمانهم وصفائهم ووفائهم.

وفي بداية كلمته في ذكرى عيد المقاومة والتحرير، لفت إلى أن العدو “الاسرائيلي” كان يريد الاستفراد بحي الشيخ جراح وقد دخلت القدس والمقدسات بدائرة تهديد أكبر، لذلك اتخذت المقاومة الفلسطينية الموقف التاريخي والحازم.

ورأى أن حماقة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وقادة العدو واستخفافهم بالفلسطينيين والأمة والخطأ في التقدير دفع إلى ما حصل.

وأوضح أن التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات، ولم يخطر على باله أن غزة ستقدم على قرار تاريخي ضخم.

وشدد على أن غزة باغتت الصديق والعدو في قرارها تنفيذ تهديدها رداً على ما يقوم به الاحتلال في القدس، وما أقدمت عليه خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو يجب أن تقدّر عالياً.

وتوجه السيد نصر الله للإسرائيليين بالقول إنه يجب أن يعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى مختلف عن أي اعتداء آخر يقومون به، وأن المساس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة.

وأضاف أنه حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام معادلة القدس مقابل حرب اقليمية سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه، وعندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أو مصطنعة.

السيد نصر الله شدد على أن “سيف القدس” أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الاعلام، حيث شعر العالم كله في أنه أمام شعب فلسطيني واحد يتحرك بنفس واحد نحو هدف واحد.

وعدد نتائج المعركة التي تمثلت بإحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض، توجيه ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها، وسقوط وتلاشي صفقة القرن بوضوح، بالإضافة إلى إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لـ”إسرائيل” لا سيما كنظام فصل عنصر، وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدو الحقيقي.

وتابع أنه من نتائج المعركة أيضاً هو دخول قطاع غزة إلى داخل كل المعادلة الفلسطينية، معتبراً أن ذلك تطور عظيم، كما إظهار مدى انجازات المقاومة وقدراتها على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقاً، حيث أظهرت قدرات صاروخية مختلفة لجهة النوعية والكمية والمديات.

ورأى السيد نصرالله أن من أهم انجازات معركة “سيف القدس” شلّ أمن الكيان “الإسرائيلي” وهو إنجاز عسكري لا سابقة له، ودخول أراضي 48 الأمر الذي أخاف “الإسرائيليين”، بالإضافة إلى إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج ما سيؤثر على الاستثمارات هناك.

كما عدد مظاهر فشل الكيان أولاً بمنع إطلاق الصواريخ وهو فشل إستخباراتي، ثم الفشل في في خداع المقاومة الفلسطينية لجرها لفخ نوعي، حيث منعت المقاومة بوعيها ويقظتها وحكمها هذا الفخ وفشل الاسرائيلي من النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم يطلق بعد، وكذلك الفشل في تحديد قيادات الصف الأول وفي اغتيالها.

واعتبر السيد نصر الله أن من أهم مظاهر الفشل أيضاً هو الضياع إذ أن “اسرائيل” ذهبت إلى هذه المعركة وهي ضائعة، كما أنها لم تقدم على خوض حرب برية.

كما نوه بثبات وصمود غزة وقيادة المقاومة والسيطرة والاستعداد العالي للمواجهة حيث لم يسمع العالم من رجالها ونسائها وأطفالها إلا كل الكلام الذي يعبر عن الشموخ والإباء والعزة والكرامة.

وأضاف أن المقاومة استطاعت بحق أن تقدم صورة نصر تاريخي وحقيقي لشعبها وأحبائها في العالم ولكل أعدائها أيضًا.

وفي السياق، بيّن السيد نصرالله أن المقاومة في لبنان في أحسن حال ولم يمر عليها يوماً كانت قوية كما هي الآن كماً وكيفاً ونوعاً وجهوزيةً واستعداداً، موجهاً رسالة للعدو بأن “لا يخطِئ التقدير في لبنان وأن لا يدخل في حماقة جديدة”.

وشدد على أن المقاومة تستند إلى بيئتها الحاضنة التي فشلوا عن المس بها، وهي اليوم في موقع قوي حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي.

وأضاف في سجل الحساب مع العدو حساب دم الشهيد محمد طحان يعبر عن الجيل الحاضر لإقتحام الحدود وقص الشريط الشائك والدخول بلا سلاح، قائلاً للصهاينة “هذا دم صبرنا عليه ولكن ما تركناه ولن نتركه”.

وفي الشأن الحكومي، جدد السيد نصر الله التأكيد أن المفتاح لما يجري في لبنان هو تشكيل حكومة جديدة، وأن مشكلة التأليف هي داخلية بحتة.

ولفت إلى أنه يوجد طريق من اثنين لتشكيل الحكومة إما أن يتفق الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أو بمساعدة الرئيس نبيه بري.

وأوضح السيد نصرالله “أننا بتنا من الآن نحتفل بـ25 أيار 2000 انتصار المقاومة في لبنان ودحر الاحتلال و21 أيار 2021 انتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن التحرير عام 2000 صنعه الشعب اللبناني والمقاومة، وكان من أهم عوامله الموقف الرسمي الصلب، وذكر أن الانتصار حينها أسس لقواعد وثقافة وقيم جديدة، ووضع العدو والقضية الفلسطينية والصراع أمام مسار استراتيجي مختلف، لذلك حذر قادة العدو من المخاطر استراتيجية لهزيمتهم.