Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر May 20, 2021
A A A
هل تأتي الرسالة الرئاسية بمفعول عكسي؟
الكاتب: محمد علوش - الديار

بعد عيد الفطر مباشرة، فعلها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأرسل رسالة الى المجلس النيابي بشأن «مشكلة تأليف الحكومة»، طالباً من المجلس إيجاد الحل لمشكلة التكليف، بدون أن يطلب سحبه لعدم وجود سند دستوري لمطلب كهذا، الامر الذي دفع رئيس المجلس نبيه بري للدعوة الى عقد جلسة نيابية يوم الجمعة المقبل لتلاوة الرسالة.

لا مكان للنقاش الدستوري بشأن صلاحية رئيس الجمهورية بإرسال رسالة إلى المجلس النيابي، فهذا من صلب صلاحياته، كذلك لا مكان للنقاش بدستورية المطلب، كونه لم يتطرق نهائياً إلى مسألة سحب التكليف، بل اكتفى بالطلب من النواب إيجاد الحلول لمشكلة تأليف الحكومة، إذ يمكن للنواب، بحسب مصادر مؤيدة للرسالة ومضمونها، أن يطلبوا بأكثريتهم من الرئيس المكلف الإعتذار عن مهمته، وهذا ما يجعل الرئيس المكلف محرجاً، كونه بحاجة إلى تأييد النواب لنيل الثقة.

ولكن بالمقابل، تؤكد المصادر أن الرسالة قد تشكّل حافزاً للرئيس المكلف للقيام بواجباته وإعادة إطلاق عجلة التواصل مع رئيس الجمهورية، مشددة على أن عون يريد «أكل العنب لا قتل الناطور»، وبالتالي يريد تشكيل الحكومة لا اعتذار الرئيس المكلف، وهو يقوم بكل ما يمكنه القيام به في هذا السبيل، ومخاطبة المجلس النيابي هي إحدى الوسائل القليلة التي يملكها رئيس الجمهورية.

من جهتها لم تستغ مصادر «تيار المستقبل» هذه الرسالة، معتبرة أن من شأنها زيادة البعد بين بيت الوسط وبعبدا، هذا دون الحديث عن عدم دستورية ما تطلبه، إذ أن الدستور اللبناني نص على آلية التكليف ولم ينص على آلية سحب التكليف، وبالتالي، إن المطالبة بسحب التكليف هو لعب بالنار، وإخلال بالتوازنات، ويضرب كل ما تبقى من أسس صامدة في هذا الكيان.

وتضيف مصادر «المستقبل»: «يريدون سحب يدهم من التعطيل الحاصل، ولكن العالم اجمع يعلم دورهم في هذا التعطيل، ويريدون تحميل المجلس النيابي مسؤولية فشلهم وتكبّرهم وتسلّطهم، إذ كيف يجرؤ من عطّل البلد لمدة عامين ونصف على أن يتهمنا بالتعطيل، والحريري زار بعبدا مرات مرات خلال الستة أشهر الماضية لأجل تشكيل الحكومة دون جدوى؟».

وتشير المصادر نقسها إلى أنهم «عطّلوا البلد وبكوا، سبقونا واشتكوا»، وهم لا يزالون مصرين على تحقيق مصالحهم، ويبدو أنهم انتقلوا بالتفكير من كيفية تشكيل الحكومة الى كيفية إنقاذ رئيس التيار قبل مرحلة الإنتخابات النيابية، خاصّة بعدما لاحظوا تأييد الفرنسيين لقوى مسيحية مدنية، ونيّتهم دعمها بالإنتخابات على حساب القوى المسيحية التقليدية.

في المرة الأخيرة التي راسل بها عون المجلس النيابي بملف التدقيق الجنائي كانت النتيجة عكس ما يشتهي، لذلك كانت هناك نصائح لرئيس الجمهورية بعدم إرسال رسالته هذه للمجلس، على اعتبار أنها قد تنعكس عليه سلباً بحال قرر أكثرية النواب دعم سعد الحريري بمهمته، وهو ما يسعى إليه تيار المستقبل من خلال التنسيق مع الكتل النيابية الأخرى التي تدعم تكليفه وتدعم استمراره، وتُشير مصادر سياسية مطّلعة الى أن رئيس الجمهورية أخطأ بإرساله الرسالة، لأن خطواته كلها تُظهر حجم رغبته بالتخلص من الحريري، وهو ما تعتبره المصادر السبب الأساسي لاستمرار حكومة تصريف الاعمال حتى اليوم.