Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر March 4, 2021
A A A
مغامران يحققان رقمًا قياسيًا بالوصول إلى أعمق نقطة في قاع المحيطات
---1-10 -1-11 ---1-11 لبلابللا
<
>

تمكن مغامران، هما الأميركي ريتشارد غاريوت والبريطاني فيكتور فيسكوفو، من الوصول إلى أعمق نقطة معروفة في قاع البحار والمحيطات، والتي تبعد 10.928 متراً تحت سطح المحيط الهادئ، ليحققا بذلك رقماً قياسياً ظل عصيّاً على المغامرين ومستكشفي أعماق البحار والمحيطات، وقد حقق غاريوت وفيسكوفو هذا الإنجاز التاريخي عبر غواصة مصنوعة من التيتانيوم.

حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية فإن المغامر الأميركي ريتشارد غاريوت صار أولَ شخص يذهب إلى القطبين الشمالي والجنوبي ويدور حول الكوكب، ويغوص وصولاً إلى ما يُعرف بـ”تشالنجر ديب”، وقال في حديثه من داخل السفينة الاستكشافية Pressure Drop: “لقد كنت في قاع الأرض، ولا يمكنك الوصول إلى أعمق من ذلك”.

عالَم آخر في أعماق المحيطات
كان هذا تاسعَ غوص إلى نقطة “تشالنجر ديب” بالنسبة لقائد الغواصات المرافق فيكتور فيسكوفو، وهو ضابط استخبارات بحرية أميركي سابق يبلغ من العمر 55 عاماً، ووصل إلى أعمق نقاط في المحيطات الخمسة، وتسلّق أعلى قمم جبلية بالقارات السبع.

بالنسبة لغاريوت، فيعلق قائلاً: “كانت هناك مجموعة كاملة من أشكال الحياة الصغيرة التي تصعب رؤيتها بدرجة ما: فكانت هناك مخلوقات بحرية صغيرة تشبه خيار البحر، ومخلوقات شفافة مثل الديدان المسطحة”.

المحيط الهادي
أثناء صعودهم إلى السطح، عند عمق نحو 500 متر، تعثروا في أحد السحاريات، وكان عبارة عن مستعمرة من الخلايا المترابطة ذاتية الاستنساخ والتي ترتبط معاً لتشكل ما يبدو مخلوقاً واحداً.

يوضح المتحدث نفسه، بهذا الخصوص: “بدت أقرب إلى ممسحة كبيرة من المجسات، ربما يصل طولها إلى متر. هبطت لتقف مباشرة أمام نافذة الرؤية الخاصة بي. اصطدمنا بها وتفتَّتت إلى كل هذه القِطع التي تنفصل وتنمو لتشكل سحاريات. لم نؤذها، بل خلقت المزيد منها”.

المغامرة لم تكن سهلة قط
فقد أوضحت الصحيفة أن الغواصة Limiting Factor هي الغواصة التجارية الوحيدة المعترف بقدرتها على الصمود في العمق الكامل للمحيط.

صمم الغواصةَ فريق من مقاطعة ديفون الإنكليزية لصالح شركة Triton Submarines في فلوريدا، ولديها هيكل مصنوع من التيتانيوم بسُمك 90 ملم لتحمُّل الضغط الساحق على بُعد سبعة أميال تحت المياه.

قدَّر غاريوت قُطر الهيكل المرن مع غوصه في الأعماق. إذ قال: “انكمشت بـ6 مليمترات، مع نزولنا أعمق وأعمق”. حتى إن كوباً من البوليسترين كان مثبّتاً في الجزء الخارجي من الغواصة، سُحق تماماً وصار حجمه مجرد جزء صغير من حجمه الأصلي.

أعماق المحيطات
وأضاف غاريوت، وهو رائد أعمال في مجال ألعاب الحاسوب: “تجلس لتهبط إلى داخل الظلام لأربع ساعات… سوف تذهب لمسافة طويلة للغاية، والغواصة تتحرك بسرعة. يخترق الضوء القادم من السطح بضع مئات فقط من الأمتار في الأعماق”.

نقطة “تشالنجر ديب”
في القاع، توجد طبقة “رقيقة” من المخلفات التي تهبط عمود المياه وتستقر. وحصلت البعثة على عينات من المياه والطين؛ لتحليلها عن طريق العلماء.

تكونت نقطة “تشالنجر ديب” عن طريق تصادم زوج من الصفائح التكتونية على مدى ملايين السنوات، وقُدِّرت لأول مرة في عام 1875 عن طريق سفينة البحرية الملكية البريطانية “إتش إم إس تشالنجر”.

وتجدر الإشارة إلى أن غاريوت سبق أن حلّق وصولاً إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2008، بوصفه رائد فضاء خاصاً. كما يعمل كذلك مع منظمة Ideas Foundation التي تعمل مع المدارس؛ وذلك من أجل مشاركة أعماله البطولية وإلهام الأجيال الأصغر.