Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر February 28, 2021
A A A
هل تقي اللقاحات من متحوّرات فيروس كورونا الجديدة؟ وما هي نسبة فاعليّتها؟
الكاتب: ذا كونفرسايشن

لا يزال هنالك الكثير من الأسئلة حول الفاعلية التي تؤمنها اللقاحات ضد “كوفيد-19” خصوصاً أن هنالك التباساً حول ما إذا كانت هذه اللقاحات تقي من الفيروس أو من المرض. وثمة أسئلة أخرى أيضاً عن فاعلية اللقاحات في مواجهة المتحورات الجديدة كتلك التي ظهرت في جنوب أفريقيا وبريطانيا على سبيل المثال.

أجابت أستاذة علوم الأحياء المجهرية في جامعة واشنطن ديبورا فولر على هذه الأسئلة في مقال نشره موقع “ذا كونفرسايشن”. تؤكد فولر بداية أن التلقيح لا يمنع العدوى بالكامل. بإمكان من تلقى اللقاح أن يصاب بالعدوى. لكن فرصة أن يصاب بمرض شديد بسبب هذه العدوى تقارب الصفر.

في معظم الحالات، يصبح المتلقحون محميين من المرض، لا بالضرورة من العدوى. لكل شخص جهاز مناعي مختلف. حين يكون اللقاح فعالاً بنسبة 95% فهذا يعني أن 95% من المتلقحين لن يمرضوا. يمكن أن يكون هؤلاء محميين بشكل كامل من العدوى أو أن يصابوا بها لكن من دون ظهور عوارض عليهم لأن جهازهم المناعي يتخلص من الفيروس بسرعة كبيرة. بإمكان الـ 5% أن يلتقطوا العدوى ويمرضوا لكن مع أرجحية كبيرة جداً بألا يحتاجوا لدخول المستشفى.

تتحقق العدوى حين تنطلق جزئيات فيروسية كافية من شخص مصاب إلى آخر غير مصاب. نظرياً، إن أي شخص يصاب بفيروس “كورونا” يمكنه أن ينقله لآخرين. لكن اللقاح يخفف هذه الفرصة. عموماً، إذا لم يحمِ التلقيح الإنسان من العدوى بالكامل فهو سيقلص كمية الفيروسات الخارجة من الفم أو الأنف ويقلص الوقت الذي يطلق فيه هذه الفيروسات. وهذا مهم جداً. إذا أطلق مريض كميات أقل من الفيروسات فهذا يعني أن احتمال نقله إلى شخص آخر يصبح أقل. لكن بما أن اللقاحات لا تؤمن فاعلية بنسبة 100% تنصح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن يواصل الناس ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.

خلال الأشهر الأخيرة، وجد الباحثون متحورات جديدة معدية أكثر وهذا يعني أن على الشخص تنفس كمية أقل من الهواء الموبوء كي يصاب بالعدوى. وثمة متحورات أخرى أكثر قابلية للانتقال وهذا يعني أنها تزيد كمية الجزئيات الفيروسية التي يطلقها الإنسان من فيه أو أنفه. ووجد الباحثون متحوراً جديداً أكثر قابلية على تفادي جهاز المناعة.

بالنسبة إلى المتحور الجنوب أفريقي، تؤمن اللقاحات أكثر من 85% من الحماية في وجه الإصابة بمرض شديد بسبب فيروس كوفيد-19. لكن في ما يخص الحالات الخفيفة إلى المعتدلة فهي تؤمن حوالي 50 إلى 60% من الحماية. وهذا يعني أن ما لا يقل عن 40% ممن تلقوا اللقاح سيصابون بعوراض متوسطة للمرض إذا أصيبوا بالفيروس.

لكن أي لقاح يقلص حدة المرض يقلص أيضاً كمية فيروسات “كورونا” التي يطلقها المصاب. مع ذلك، تكتب فولر أن الأمر سيستغرق وقتاً أطول للقاحات كي تقلل انتقال العدوى وللوصول إلى مناعة القطيع بالمقارنة مع وضع لم تظهر فيه تلك المتحورات.