Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر September 16, 2016
A A A
رواية “الكاوبوي”: جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة
الكاتب: النهار

كشفت وقائع القرار الاتهامي الذي اصدره قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا معلومات عن نية في اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قبل تشرين الثاني 2016 وكانت مدار حديث بين الموقوف يوسف فخر وعنصر المخابرات السورية مهند موسى، والتخطيط لإنشاء مجموعات مسلحة في لبنان بالاتفاق مع القواتي السابق ناجي النجار الملاحق غيابيا، ترمي الى السيطرة على مناطق لبنانية وطرق دولية، وتواصلَ فخر مع السوري الاسرائيلي مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي ومسؤول عن الملف السوري لجهة دعم المعارضة مندي الصفدي حول دعم الثورة السورية بالمال والسلاح، وتعاونهما مع المدعى عليهما السوريَّين حمود عوض وهيثم القضماني بهذا الخصوص.

الكاوبوي يوسف فخر الذي كان خلال الحرب مسؤولا عسكريا للحزب التقدمي الإشتراكي في منطقة راس بيروت، غادر لبنان عام 1987 الى اميركا، وتزوج هناك من اميركية فدام زواجه ثلاث سنوات حصل خلالها على الاقامة الدائمة ثم على الجنسية الاميركية. تزوج مرة ثانية من لبنانية ورزق منها ثلاثة اولاد واستمرت اقامته في اميركا 24 عاما من دون زيارة لبنان كونه كان مطلوبا من المخابرات السورية في تلك المرحلة. ومنذ عام 2011 بدأ يتردد الى لبنان والمرة الاخيرة كانت في 18 07 2016. واستدعي للتحقيق في 01 08 2016 . وأُحيل بعد الادعاء عليه من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية على قاضي التحقيق العسكري الاول الذي اصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. اما ظروف توقيفه من القضاء فقد توافرت معلومات لدى الامن العام اللبناني ان يوسف فخر تواصل مع شخص مقيم في اسرائيل ومقرب من رئيس الوزراءالاسرائيلي يدعى مندي الصفدي، وان هدف تواصله التشاور لدعم المجموعات الارهابية في سوريا وتجنيد عملاء لصالح الموساد الاسرائيلي.
وابلغ الامن العام اللبناني هذه المعلومات لمفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية فأشار بوجوب استدعائه واستيضاحه في شأن صحة تلك المعلومات من عدمها. وبالفعل حضر المدعى عليه يوسف فخر بعد ابلاغه الى دائرة الامن العام وبوشرت التحقيقات معه بموجب محضر ضبط تاريخه 01 08 2016.

افادته الاولى اغتيال جنبلاط قبل تشرين الثاني المقبل
ادلى المدّعى عليه فخر ان علاقة صداقة قديمة نشأت بينه وبين مهند موسى اثناء الوجود السوري في لبنان، وهذا الاخير كان مقرّبًا جدًّا من رئيس جهاز الامن والاستطلاع غازي كنعان. ومنذ حوالى خمسة اشهر تواصل معه عبر الفايسبوك، وتحادثا عن الاحداث في سوريا، واهم ما ورد في محادثاتهما الامور الآتية:

1_ اخبره مهند انه على علاقة طيبة مع مُضر وريبال رفعت الاسعد، وان ريبال مقيم خارج سورية وعلاقته جيدة مع الاميركيين وسيكون له دور في سوريا، وان بشار الاسد لن يبقى في السلطة. اما مُضر فهو في سورية ومقرب من الرئيس السوري، وبالتالي نصح مهند المدعى عليه يوسف فخر بتأسيس لعلاقة مع الاثنين، ويكون من الرابحين بأي تطور مع سوريا.

2_ كما ابلغه صراحة بأن وليد جنبلاط لن يبقى على قيد الحياة، وسيتم اغتياله قبل شهر تشرين الثاني 2016 ، ويمكن قبل هذا التاريخ، وعلَق المدعى عليه بالقول” بدكن تروحوا روحوا”. وامام قاضي التحقيق، اضاف ان مهند اكد له ان السوريين غير راضين عن وليد جنبلاط، والروس تخلوا عنه.

وعن دوره بعملية الاغتيال نفى تكليفه بأي دور في هذا الخصوص. عندها تمت مواجهته بالرسائل الالكترونية مع مهند موسى وقوله في احداها “انه يومًا ما سيأخذ بالثأر للذين كانوا السبب بخروجه من لبنان وبقائه 30 عاما في الخارج”.

وسئل من يقصد بذلك؟. فأجاب” ان هذه الرسالة صحيحة. وقصدت فيها وليد جنبلاط والاشخاص التابعين له بينهم نشأت ابو كروم”.

الافادة الثانية: تشكيل مجموعات مسلحة
عرض فيها المدعى عليه فخر انه خلال عام 1997 ، تعرف في احدى الحفلات في لوس انجلس على ناجي النجار الذي يرتبط بعلاقات جيدة مع جهاز “اف بي آي” ، وعمل مستشارا للجنرال فاليلي من كبار ضباط الجيش الاميركي المتقاعدين. كما كان مسؤولا في القوات اللبنانية في زحلة، وانشق عن ايلي حبيقة والتحق بسمير جعجع، وشارك في القتال ضد الجيش اللبناني ابان الاحداث مع القوات اللبنانية. اضاف المدعى عليه فخر انه منذ ثلاثة اعوام، عاد الى التواصل مع ناجي النجار عبر الفايسبوك، وتحادثا بشكل خاص عن الوضع السوري، ومصير الدروز نتيجة الاحداث هناك، وتوافقا بالرأي في شأن وجوب تشكيل مجموعات مسلحة من البيئة الدرزية خارج عباءة وليد جنبلاط.

وبالفعل حضر الى لبنان عام 2012، وبدأ بالتخطيط للتنفيذ، واتصل ببعض العناصر الذين كانوا في الحزب الاشتراكي، لإقناعهم بالانضمام الى تلك المجموعات، ومعلنا الاهداف الآتية:

_ الدفاع عن المناطق الدرزية ضد اي اعتداء خصوصا من حزب الله
_ السيطرة على طريق الشام_بيروت وطريق راشيا_ عين عطا، والقرى الدرزية المحاذية لجبل الشيخ من ينطا حتى كفرقوق وعين عطا.
_ تأمين ظهر الثوار السوريين المتواجدين في جبل الشيخ من الناحية السورية.
_ امدادهم بالمقاتلين والسلاح من الداخل اللبناني.
_ تأمين ممر آمن لهم للانتقال من جنوب غرب سوريا، الى الغرب السوري بكامل عتادهم.

وبعد ذلك نصحه ناجي النجار بالتواصل مع الضابط السوري المنشق رياض الاسعد فتواصل معه عبر سكايب، ونسّقا سوية الخطوات العملانية، لكنه توقّف عن التنفيذ بسبب تطورات الاحداث في سوريا وتمركز حزب الله على الحدود اللبنانية السورية، بحسب قوله. وأنهى هذه الافادة بالقول ان ناجي النجار عرّفه على شخص سوري يحمل الجنسية الاسرائيلية يدعى مندي الصفدي وهو مستشار لرئيس الوزراء الاسرائيلي، ومسؤول عن الملف السوري لجهة دعم المعارضة بالمال والعتاد.

الافادة الثالثة: علاقته بمندي الصفدي
بناء على المحادثات بين المدعى عليه يوسف فخر وناجي النجار، تواصل عبر السكايب مع مندي الصفدي. وكان محور التواصل الوضع في سوريا ووجوب تأمين السلاح والذخيرة للثوار عبر الجولان المحتل، وايضا للدروز المتواجدين على حدود اسرائيل لحماية انفسهم من هجمات “النصرة” و” داعش”. أضاف المدعى عليه يوسف فخر ان مندي الصفدي كلّفه بالمقابل بتجنيد اشخاص لصالحه مقيمين في اميركا، وتمكن فعلا من اقناع المدعو هيثم القضماني الملقب” ابو سعيد”، المقيم هناك وهو سوري الجنسية من حلب ويكره آل الاسد، بالعمل مع مندي، وفي هذا التعامل يستطيع تحقيق اهدافه لإسقاط النظام السوري، واعطاه رقم هاتفه، وقَبِل هيثم بهذه المهمة وأصبح يتواصل مع مندي في شكل دائم.

اضافة الى ما ورد، ادلى المدعى عليه يوسف ان مندي عرّفه على حمود خالد عوض لينسق معه ومع هيثم القضماني حول وسائل دعم الثورة السورية، وان هيثم سلّم حمود مبلغ 185 الف دولار لشراء السلاح من لبنان وارساله الى الداخل السوري، لكنه لم يشتر شيئا واستولى على المال ، بحسب افادة يوسف.

الافادة الرابعة: علاقته بمحمد النعيمي وشقيقه ابو حسين النعيمي
ادلى فيها المدعى عليه يوسف فخر، انه تعرف على المذكورَين بواسطة مندي الصفدي، وخلال تواصله مع ابو حسين علم منه انه يحتجز 18 جنديا من الطائفة الدرزية. وتمكن من اقناعه عبر السكايب من تخلية سبيلهم مقابل تزويد جماعته من الثوار بأجهزة كومبيوتر وكاميرات ديجيتال حديثة. واستمرت المفاوضات مع الشقيقين النعيمي حوالى ثلاثة اشهر وتكلّلت بالنجاح.

الافادة الخامسة: التحقيق معه في اميركا
كشف المدعى عليه في هذه الافادة ان ناجي النجار يحمل الجنسية الاميركية باسم مايك ريتشارد ستيفنز، وانه خلال عام 2012 توجه الى مطار رفيق الحريري في بيروت للعودة الى اميركا على الخطوط الجوية الايطالية”اليتاليا”، لكن موظف الشركة ابلغه بعدم السماح له بالسفر، وعليه مراجعة السفارة الاميركية في بيروت.
توجه الى السفارة حيث سلمته احدى الموظفات ظرفا مقفلا وجواز سفره الاميركي وطلبت منه عدم فتح الظرف وتسليمه في مطار بوسطن إلى السلطات هناك. عندها اخبر ناجي النجار بما حصل معه، فارسل له بطاقة تعريف تتضمن اسم ضابط اميركي متقاعد يدعى تيم هانت مع رقم هاتفه لمساعدته عند الضرورة. وبعد يومين سافر الى اميركا وبوصوله الى مطار بوسطن تم سوقه الى التحقيق الذي دام حوالى اربع ساعات عن سبب زياراته الى لبنان. وانهى هذه الافادة بقوله انه تواصل مع الضابط الاخير وتوطدت علاقته به كثيرا، وكان يتم عبر بريده الالكتروني وان هذا الضابط كلفه بأن يجمع له بعض المعلومات العسكرية. وتبين انه ضبط من المدعى عليه يوسف فخر 12 هاتفا خليويا بانواع مختلفة، وجواز سفر اميركي وهوية اميركية باسم جو فخر وهوية لبنانية باسم يوسف منير فخر، قرص مدمج لأسرى سوريين والافراج عنهم في السويداء، وتسجيلات صوتية للرسائل الالكترونية.