Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر February 2, 2021
A A A
القاق لموقع “المرده”: لم نتجاوز مرحلة خطر كورونا والمرأة الحامل بإمكانها تلقي اللقاح
الكاتب: ديانا غسطين - موقع المرده
A222AD9E-72A5-4663-86DE4AB14EECA4E5_source 9b53e99e-8e85-4b9f-9742-df9aa72679e6
<
>

على وقع انخفاض الاصابات بفيروس كورونا، بدأ اللبنانيون يتنفسون الصعداء آملين بأن ينتهي الاقفال العام للبلاد في موعده اي في الثامن من شباط الجاري، عساهم يستعيدون بعضاً من النفس المعيشي الذي كاد ان ينقطع بسبب الازمتين الصحية والاقتصادية. ولكن هل تجاوزنا فعلاً مرحلة الخطر وماذا عن اللقاح وتأثيراته؟
في السياق، يقول رئيس اللجنة التقنية للكورونا والحمل الدكتور فيصل القاق في حديث لموقع “المرده”: “للاسف لم نتجاوز بعد مرحلة الخطر في ما خص تفشي فيروس كورونا على الصعيد الوطني. فعلى الرغم من تراجع عدد الاصابات الا ان عداد الوفيات لا يزال مرتفعاً وقد سجل في الثلاثة ايام الاخيرة (السبت + الاحد + الاثنين) 175 وفاة. هذان المؤشران لا يدلان على ان الوضع بخير خصوصاً ان نسبة الايجابية في الفحوصات تتراوح بين 20 و23% وبالتالي هي من اعلى النسب في العالم، وبحسب منظمة الصحة العالمية نسبة ايجابية الفحوصات يجب ان تكون 5% كحد اقصى. واغلب الاعتقاد ان التراجع الطفيف في عدد الاصابات مردّه الى حالة ظرفية نتيجة قرار الاقفال”. ويضيف: “الخوف هو من عودة العدد الى الارتفاع عند اعادة فتح البلد وذلك بسبب الانتشار الواسع وغير المنضبط لهذا الفيروس”.
ويكمل: ” غرف العناية الفائقة تشهد على حدية الاصابات وعوارضها. فعلى سبيل المثال لدينا 952 اصابة كورونا في العناية الفائقة، 335 منها تقريبا يلزمها التنفس الاصطناعي، وهذا رقم كبير جدا بالنسبة للبنان. اذاً، بين النسب الايجابية المرتفعة وبين ارقام الاصابات والوفيات العالية لا يمكننا القول إننا تجاوزنا مرحلة الخطر، لا بل علينا ان نكمل ما نقوم به اليوم وبشكل جدي اكتر. لا شك أن التدابير المعمول بها اليوم افضل من قبل، كما ان الناس ملتزمون بشكل جدي اكثر، وبالتالي يجب الإستمرار على هذا المنوال. وحول قرار اعادة فتح البلد يشير الى أن اللجنة الوزارية المكلفة بمعالجة أزمة فيروس كورونا ومجلس الدفاع الاعلى هما من يقرران هذا الموضوع على ضوء المؤشرات الصحية.
وحول الفئات التي سيشملها اللقاح، اكد القاق أن “لقاح كورونا سيشمل كل المقيمين على الاراضي اللبنانية، وذلك حسب تراتبية الفئات والأولوية المحددة من قبل اللجنة الوطنية للقاح كورونا، بدءاً من الكوادر الطبية والتمريضية والمسعفين، مروراً بالفئات العمرية الكبيرة والمصابين بالامراض المزمنة وصولاً الى الاعمار المتوسطة والشابة من دون ان ننسى ذوي الاحتياجات الخاصة والمساجين. ولا استثناء لاي فئة ان كانت مهنية او اجتماعية او صحية، فنحن نحاول ان نقوم بحماية من وباء انتشاره مهول ما يحتم علينا السعي الى تلقيح كل الناس لأن كل شخص يتلقى اللقاح يحمي نفسه والناس المحيطين به من عائلة واصدقاء. فالتراكم المناعي مهم جداً من اجل الحد من التفشي المريع للوباء”.
وحول تأثير كل من فيروس كورونا واللقاح على صحة المرأة الحامل وجنينها، يؤكد القاق “سبق واشرنا كلجنة تقنية للكورونا والحمل بناء على الابحاث والتوصيات والارشادات الموجودة أن الحمل بحد نفسه لا يشكل مخاطر زائدة لالتقاط الكورونا. الا أن الاعراض الجانبية قد تكون اعلى عند المرأة الحامل من غيرها”. ويتابع: ” 95% من حالات الكورونا لدى النساء الحوامل تكون عوارضها بسيطة، ولكن في حال اصبحت العوارض خطيرة، يكون الحمل اكثر تعرضاً للمضاعفات الجانبية مثل الطلق المبكر، الولادة القيصرية، ارتفاع الضغط الحملي، التجلط وغيرها وذلك بنسبة اقل من 5%، كما أن هناك نسبة 1 الى 2% من هؤلاء النساء معرّضات للدخول الى العناية الفائقة واستخدام التنفس الاصطناعي.
ويتابع: “لا تأثير على الجنين. فالانتقال العامودي ظهر في ارقام محدودة جداً ضمن دراسات ضمت آلاف الحوامل حيث كان انتقال الفيروس من الام الى الجنين نادراً ويبقى كذلك. وفي حال حدوثه يكون ذو تأثير محدود جداً على الجنين وعلى المولود في وقت لاحق. طبعاً نحن كلجنة تقنية واستناداً الى كل المراجع العالمية والتوصيات وآخرها من منظمة الصحة العالمية والتي تقول إنه ليس هناك من مانع ومن سبب لعدم شمل الحوامل والمرضعات باللقاح. هذا اللقاح يحتوي على “مرسلات الحمض الريبي النووي” وبالتالي لا تأثير له على الحمل او الجنين، ومع ان الدراسات الأولية للقاحات لم تشمل نساء حوامل، الا أن الادلة النظرية والمنطق الاخلاقي والاجتماعي المفترض أن يؤمن الحماية لكل الشرائح المجتمعية وبغياب اي آثار سلبية بين الدراسات الحيوانية، اجمعت المنظمات والمرجعيات الدولية على أنه ليس هناك من مانع بإعطاء اللقاح للمرأة الحامل اذا ما رغبت في ذلك وبعد التشاور مع طبيبها وكذلك الامر بالنسبة للمرأة المرضعة وكذلك ايضاً بالنسبة للمرأة التي تخطط للحمل.
ويقول: “جلّ ما يجب ان نفكر به وبشكل اساسي هو تأمين الحماية للنساء الحوامل. وهناك في لبنان تقريباً سنوياً ما يقارب 125000 ولادة، ودائماً المرأة الحامل هي ضمن الفئة التي تستوجب عناية ورعاية خاصة ليس لانها في حالة مرضية ولكن من باب الوقاية والحرص عليها وعلى جنينها. وبالتالي نشدد ان تكون الحوامل والمرضعات في طليعة الفئات التي يجلب ان تستفيد من اللقاح. كما أن اللجنة الوطنية للقاح كورونا اكدت أنه لا مانع من أن تأخذ الحامل اللقاح. ففيه فائدة وحماية للام وحماية محدودة للجنين الذي يستفيد من مضادات الكوفيد-19 جراء هذا اللقاح”.
ويتابع: “لا داعي لأن تخاف المرأة في حال اصيبت بفيروس كورونا خلال الحمل. كل ما عليها فعله هو البقاء في البيت والالتزام بإجراءات الوقاية، وان تمشي في البيت من اجل تحريك الجسم وتناول السوائل كما الالتزام بتناول الفيتامينات ومن بينها الفيتامين “د” والموصوفة فقط من قبل الطبيب”.
ويختم الدكتور القاق حديثه بالقول: “نحن في معركة طاحنة مع الوباء وبالتالي كل وسائل الحماية تتوفر من خلال السلوك الشخصي المتمثل بالمثلث الذهبي (التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة والحفاظ على النظافة الشخصية) الى جانب اخذ اللقاح والتنبه للعوارض”، مشدداً على “ضرورة عدم تناول ادوية عشوائية بناء على كلام من هنا وهناك. فالمطلوب ان نصمد ونثابر لنتخلص من الجائحة اللعينة”.