Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر January 17, 2021
A A A
هل الخطأ السلبي في نتائج كورونا سببه السلالة المتحوّرة في لبنان؟
الكاتب: كارين اليان - النهار

ارتفاع مرعب في أعداد الإصابات بكورونا سُجّل في الأسبوعين الأخيرين، فبدا واضحاً أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة. وفي ظل الحديث عن وجود سلالات متحوّرة للفيروس كانت قد ظهرت أولاً في بريطانيا فسُجّل انتشار واسع للفيروس، ازدادت المخاوف من أن يكون وجود هذه السلالات المتحورة في لبنان وانتشارها سبباً لما يسجّل من أعداد مرتفعة في عدّاد كورونا. فسرعة الانتشار مع السلالة المتحوّرة قد يزيد بنسبة تصل إلى 70 في المئة مقارنةً بسرعة انتشار السلالة الاصلية، ما أثار الشكوك في لبنان. هذا ويجري الحديث عن تسجيل أعداد كبيرة من نتائج الفحوص بخطأ سلبي بسبب السلالة المتحورة التي تستدعي فحص كورونا خاص فيما لا يمكن أن يكشفها فحص الـPCR . فما مدى صحة ذلك وهل يعني ذلك ان السيطرة على الفيروس فُقدت تماماً في البلاد؟

 

 

هل ارتفاع معدلات الخطأ السلبي سببه وجود السلالات المتحورة؟

احتمال وجود خطأ سلبي في نتيجة فحص PCR موجود من البداية بنسبة 20 إلى 30 في المئة، وفق ما توضحه رئيسة دائرة المختبرات في مستشفى الحريري الحكومي الدكتورة ريتا فغالي. فهذه المسألة كانت واضحة من بداية انتشار الوباء. وما تؤكده أن الخطأ السلبي لا علاقة له أبداً بالسلالة المتحورة وليست هي سببه. فمعظم فحوصPCR التي تجرى في المختبرات اللبنانية لا تقتصر على هدف واحد من بين البروتينات التي تسمح بكشف الفيروس بل على ثلاث في معظمها. فعلى سبيل المثال في مختبرات مستشفى الحريري الحكومي يبحث الفحص عن 3 بروتينات كأهداف، وبالتالي لا يعتبر الخطأ ممكناً هنا في الإخفاق في كشف السلالة المتحورة. هذا وتشير فغالي إلى أن عدّة الفحص المستخدمة لكشف السلالة المتحورة والتي تعمل على أساس مبدأ إلغاء الاحتمالات بحسب البروتينات التي يكشفها الفحص والأقرب إلى النتيجة المؤكدة، غير متوافرة إلا في عدد قليل جداً من المختبرات من بينها مختبرات الجامعة اللبنانية. وقد تم التقدم بطلب للحصول عليها ومن المتوقع أن تصبح متوافرة قريباً في عدد أكبر من المختبرات. مع الإشارة إلى أنه مما لا شك فيه أن السلالة المتحورة موجودة فعلاً في لبنان ومنتشرة.

 

 

هل هي الطريقة الوحيدة لكشف السلالة المتحوّرة؟

يتوافر نوع آخر من الفحص على أساس التسلسل الجيني لكن لا قدرة على اعتماده ومن المتوقع ألا يتوافر إلا الفحص الأول على أساس العدّة التي تسمح بكشف البروتينة S المعنية بالسلالة المتحورة، بحسب فغالي، وإن كان التأكيد النهائي والأدق من خلال الفحص على أساس التسلسل الجيني.

 

إذا لم تكن السلالة المتحوّرة سبب الخطأ السلبي في نتيجة الفحص، فما سببه؟

ثمة مجال لخطأ سلبي بنسبة 20 أو 30 في المئة، والسبب يتعلق بعوامل عديدة تؤخذ بالاعتبار، ولا يمكن إهمالها، وإن كان هذا الفحص يعتبر دقيقاً وهو الأكثر انتشاراً. فالخطأ السلبي في النتيجة قد يظهر مع أي كان وله علاقة بعوامل كالتوقيت الذي يجرى فيه الفحص في مرحلة مبكرة جداً أو متأخرة جداً أو بحسب الخلية التي تؤخذ منها العينة وأيضاً بحسب الطريقة التي تنقل فيها العينة. لذلك، تشدد فغالي على أهمية الاستناد إلى الأعراض التي تظهر على المريض حتى إذا أتت نتيجة الفحص سلبية. ففي حال ظهرت أعراض تشير إلى احتمال إصابته بالمرض، يعتبر الحجر ضرورياً، حتى إذا أتت نتيجة الفحص سلبية. فالفحص العيادي والأعراض معيار هنا بغض النظر عن نتيجة الفحص.