Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر December 17, 2020
A A A
ماذا قال عاصم عراجي لموقع “المرده” عن رفع الدعم عن الدواء وما وضع القطاع الصحي؟
الكاتب: ديانا غسطين - موقع المرده

مع اقتراب موسم الأعياد وتخطي الإصابات اليومية لفيروس كورونا حاجز الالفي اصابة، اذ اعلنت وزارة الصحة العامة في تقريرها اليومي امس تسجيل 2056 اصابة، 2008 منها تعود للمقيمين و48 للوافدين، يكثر الحديث عن وضع القطاع الصحي ويبرز سؤال وحيد هل نحن متجهون إلى كارثة صحية لا يمكن السيطرة عليها بسبب “كوفيد – 19” ام أنه لا داعي للهلع؟

في السياق، يلفت عضو كتلة “المستقبل” النيابية ورئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي في حديث لموقع “المرده”، الى انه “علمياً، تنتشر الفيروسات بشكل كبير في فصل الشتاء (كانون الاول، كانون الثاني وشباط) وذلك بسبب تغيير المناخ، وكذلك سينطبق الامر عينه على فيروس كورونا”. ويتابع: “اتوقع ان تزداد الاصابات خلال الشهر الحالي والشهرين المقبلين. فالمشكلة ليست فقط في عدد الإصابات المرتفعة، ففي هذا الفصل تترافق عادة الفيروسات مع اصابات صعبة او اخطر من اي فصل ثانٍ. لذلك نلاحظ ان عدداً كبيراً من حالات الإصابة بفيروس كورونا يتم ادخالها الى العناية الفائقة. (منذ 3 ايام تم ادخال 23 اصابة بفيروس كورونا الى غرف العناية الفائقة)”. ويضيف: “كثيرون تتم معالجتهم في البيوت بحالات متوسطة وهؤلاء يمكن ان يتم ادخالهم في اي وقت الى المستشفيات سواء للعزل في غرف عادية او غرف العناية المركزة. الخوف من ان نصل لمرحلة لا يكون هناك اسرة كافية في اقسام العناية الفائقة. ففي الوقت الراهن يتوفر لدينا حوالي ٤٨٠ سريراً في غرف العناية الفائقة، ما يفوق ٤١٥ منها مشغول، ما يعني انه لدينا عدداً محدوداً من الاسرة في غرف العناية الفائقة واذا حصل تفشٍ كبيرٍ لا سمح الله فسنكون حينئذٍ امام مشكلة كبيرة”.
ويكمل عراجي قائلاً: “لدينا ما يفوق الالف حالة بين الاسرة العادية واسرة العناية الفائقة في المستشفيات بسبب كوفيد – ١٩. واذا لم يتم الالتزام بإجراءات الوقاية من ارتداء الكمامة الى التباعد الاجتماعي وتفادي التجمعات لا سيما في فترة الاعياد قد نشهد زيادة كبيرة في الاصابات على غرار ما حصل في اميركا في عيد الشكر”.
ويرى ان “الارتفاع الكبير في عدد الاصابات يعود الى سببين الأول هو عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، اما السبب الثاني فهو انتقال الفيروس من مريض من دون عوارض الى الآخرين”.
وحول الزيادة الكبيرة في اعداد الوفيات، يقول عراجي: “حسب الاحصائيات، تم تسجيل 433 وفاة بفيروس كورونا في الفترة الممتدة من من ١١ تشرين الثاني الى ١١ كانون الاول الجاري، اي تقريباً ثلث عدد الوفيات منذ بدء انتشار الفيروس لغاية اليوم”.
واذ يتوقع ازدياداً في الوفيات، يشير الى انه “لدينا ١٥٠ مريضاً على آلات التنفس الاصطناعي نسبة ان ينجوا منهم من الفيروس هي 50% او أقل”.
واذ يشير الى انه “رغم كل النداءات التي وجهناها للناس من اجل ان يلتزموا بالإجراءات الوقائية، الا ان كثيرين لم يصغوا ودرجة الإلتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي كانت قليلة. كما كان يمكن تجنب اقامة الاعراس والمناسبات السعيدة والحزينة من اجل تخفيف الاصابات”، مؤكداً انه لا حلّ لدينا سوى بالإلتزام “فالقطاع الصحي ما بيحمل”.
واعتبر انه على كل مصاب بكورونا ان يحجر، والامر نفسه ينطبق على من يعاني من الرشح كما يجدر به الخضوع لفحص كورونا للتأكد من اصابته او عدمها. فإذا ما استمرّ اللبنانيون بهذا القدر من الاستهتار لا سيما في فترة الأعياد، فسيكون الضغط كبيراً جداً على القطاع الصحي ما قد يؤدي الى انهياره خلال الشهرين المقبلين”.
وفيما خصّ رفع الدعم عن الدواء وانقطاع بعض أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، يشير عراجي الى ان “اجتماعات عدة عقدت في لجنة الصحة النيابية بحضور وزير الصحة حمد حسن وكل النقابات التي لها علاقة بالقطاع الصحي، وكان تأكيد على ان رفع الدعم عن ادوية الامراض المزمنة والمستعصية والامراض السرطانية لا يجب ان يحصل”.
ويضيف: “وضعنا خطة من اجل ضمان عدم رفع الدعم عن هذه الادوية ورفعنا توصية انه في حال كان هناك اية ادوية مصنعة في لبنان فيجب ان ندعمها من اجل تشجيع الصناعة الوطنية وزيادة الانتاج، لانهم يعملون ليلا نهارا من اجل تلبية متطلبات السوق”.
ويتابع عراجي: “بالنسبة لامراض ال otc اي الادوية الخفيفة مثل البانادول والمسكنات سنرفع الدعم عنها. اما بالنسبة لأدوية الالتهابات وحماية المعدة اي التي تستخدم مرة او مرتين في السنة فسيرفع الدعم عنها او سيتم دعمها على سعر ٣٩٠٠ ل.ل اي سيرتفع سعرها تقريبا مرتين ونصف. فهذه الادوية لا تستخدم بشكل دائم وبالتالي نكون قد رفعنا الدعم عن ادوية الـotc ودعمنا على اساس ٣٩٠٠ ل.ل ادوية الـ acute، اما ادوية الامراض المزمنة فستبقى اسعارها كما هي. اي اننا وضعنا خطة تحول دون رفع الدعم بشكل كبير واذا ما حسبناها بشكل عام، فإن رفع الدعم سيتم بنسبة ٢٠% كحد اقصى لانه لو تم رفع الدعم بشكل كامل لكنا امام مصيبة ولكانت كل المؤسسات الصحية والمؤسسات الضامنة امام سيناريو الافلاس”.
ويختم عراجي بالقول: “نحن امام واقع صحي صعب جداً. نحاول قدر الامكان منع القطاع الصحي من الانهيار، والمطلوب وعي الناس والتزامهم بالإجراءات الوقائية. كما يجب ان يتوقف تهريب الدواء للخارج لان ارخص دواء في المنطقة هو الذي يتم تهريبه من لبنان”، معتبراً انه “على الدولة اخذ اجراءات حازمة على المعابر الشرعية وغير الشرعية التي يتم التهريب عبرها. فالمفروض ان نتعاون كلنا مع بعضنا لانه اذا ما انهار القطاع الصحي انهار البلد اكثر مما هو منهار”.