Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر September 1, 2020
A A A
عشاء «فيروزي» لماكرون كُلّل بوسام تكريمي
الكاتب: بولين فاضل - الأنباء

نجح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث لم ينجح آخرون، في الحصول على موافقة أيقونة الفن العربي فيروز على استقباله، فلطالما مَنّى كثيرون من لبنان والعالم العربي النفس بسرقة لقاء أو شبه لقاء أو الفوز بلحظات أو هنيهات مع سفيرة لبنان الى النجوم.

ووصل الزائر الفرنسي الكبير إلى بيروت مساء امس في زيارته الثانية الى لبنان خلال أقل من شهر بعد زيارته الاولى التي اعقبت انفجار مرفأ بيروت المروع. وكان في استقباله في مطار رفيق الحريري الرئيس اللبناني ميشال عون.

وفور وصوله الى بيروت، توجه الى منزل فيروز بناء على طلب منه ليستهل من هناك الزيارة بعشاء في ضيافتها في منزلها في الرابية كلّل بوسام فرنسي تكريمي رفيع.

وغرد ماكرون على “تويتر” فور وصوله مطار بيروت باللغة العربية: «أقول للبنانيين إنكم كإخوة للفرنسيين، وكما وعدتكم، فها أنا اعود الى بيروت لاستعراض المستجدات بشأن المساعدات الطارئة وللعمل معا على تهيئة الظروف لإعادة الإعمار والاستقرار». وجاءت زيارة ماكرون بعد ساعات من تسمية مصطفى أديب رئيسا مكلفا بتشكيل حكومة جديدة، حيث دعا إلى تشكيل «حكومة بمهمة محددة في أسرع وقت».

وقال إن من أهداف عودته «التأكد من أن حكومة بمهمة محددة ستتشكل في أسرع وقت لتنفيذ الاصلاحات» التي يشترطها المجتمع الدولي مقابل تقديم دعم دولي للبنان يسهم في إعادة تحريك العجلة الاقتصادية.

وشدد ماكرون في تصريحات مختصرة من المطار على انه جاء ليتابع موضوع المساعدات، مع التأكيد على الشفافية ودور المنظمات غير الحكومية، وأضاف «سأتوجه الى المرفأ لأشرف على ذلك شخصيا، واعرف ان لبنان يعاني من كوفيد – 19، ونحن نتابع كل الدعم الضروري للشعب اللبناني».

وأوضح ان السبب الآخر هو الذكرى المئوية في لبنان، ووضع جردة للوضع في لبنان، كل الاصلاحات الضرورية التزمت بمتابعتها وفرنسا ستكون الى جانب لبنان، وكنت اود ان احقق وعدي الذي اطلقته في زيارتي الاخيرة، فقد التزمت بالمساعدة لانطلاق عمل الحكومة الجديدة وتوفير الدعم الدولي لها.

وقد اغتنم المناسبة بعضُ الشبان اللبنانيين المعترضين على طريقة تكليف السفير مصطفى أديب بتأليف الحكومة اللبنانية العتيدة والناقمين على نهج الطبقة السياسية الحاكمة وتجمهروا أمام المنزل حاملين لافتات بالفرنسية في محاولة لإيصال رسالة الى الرئيس إيمانويل ماكرون في مستهل محادثاته مع السياسيين اللبنانيين.

وإذا كانت تفاصيل ما دار في القمة الماكرونية – الفيروزية ستشغل الصحافة الغربية والعربية التي ستحاول تلمس بعض الخيوط التي من شأنها ربما أن تشفي جزءا ولو يسيرا من غليل عشاق «بترا» و«بياع الخواتم» و«ناطورة المفاتيح» و«ميس الريم» و«هالة والملك»، فإن «الأنباء» تفردت بمعلومات غير معروفة عن فيروز الإنسانة والأم و«ست البيت» خصّنا بها أحد الأصدقاء المقربين الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه.

الصديق روى أن فيروز، وخلافًا لما يخاله البعض، هي سيدة لا يفرغ منزلها من الأصدقاء والأصحاب، ولا يهدأ هاتفها من الرنين على مدار النهار. صحيح أنها في الفن الرمز والأيقونة والأسطورة وسفيرة لبنان الى النجوم وذاكرة الوطن، لكنها في منزلها امرأة بسيطة وعادية وعملية جدا لا تتوانى في سؤال إحداهن عن وصفة طبق معين وتقوم بتدوين مكوناته ومقاديره لإعداد الطبخة بنفسها، أما في أحاديثها مع زوارها فالحنين الى القرية بأجوائها وأشيائها وأخبار ناسها هو دائما طبق رئيسي على مائدة الجلسات. ولا عجب كون فيروز مسكونة بالحنين الى الحياة القروية البسيطة التي عاشتها في منزل جدتها في بلدة الدبية في منطقة الشوف في جبل لبنان.

وجوابا عن السؤال الذي يتردد حول كيف ولدت فكرة افتتاح ماكرون زيارته الثانية للبنان بالتوجه مباشرة من مطار رفيق الحريري الى منطقة الرابية شمال شرق بيروت حيث تقطن فيروز (85 سنة) منذ سنوات طويلة؟ كشف مراسل مجلة «Le journal du dimanche» الفرنسية ان الفكرة تعود الى المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي والذي كان سابقا سفيرا لفرنسا في لبنان ويُدعى إيمانويل بون.

وبحسب المطبوعة الفرنسية المعروفة، فإن فيروز هي المغنّية الأكثر معشوقة في العالم العربي بعد السيدة أم كلثوم، وتقول الرواية إنه في الزمن الغابر حين كانت تصدح الفنانتان كان الجمهور العربي يصحو على صوت فيروز في الصباح ليغفو على صوت أم كلثوم في المساء.

كما أن فيروز نجحت في جعل كل الطوائف في لبنان تذوب في شعور الوحدة الوطنية بالرغم من النزاعات التي مزّقت البلاد.

وتابعت المطبوعة الفرنسية: إن اسم فيروز يعني التوركواز «turquoise» هذا الحجر الثمين الآتي من الشرق والتي تقول الأسطورة إنه يطرد الذبذبات السلبية ويحوّلها الى طاقة إيجابية، وهذا يعني أن الرمزية مكتملة في وقت يستعد الرئيس الفرنسي للانطلاق في محادثات مع الفرقاء اللبنانيين للخروج من المأزق بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/ أغسطس.