Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 27, 2016
A A A
شاطئ تحت الريح يرسم مستقبل أنفه السياحي
الكاتب: فاديا دعبول - السفير

تمكن شاطئ «تحت الريح» في أنفه من لفت أنظار المهتمين بالسياحة والترفيه والتراث، لما تختزنه المنطقة من جمال طبيعي وأهمية تاريخية وأثرية.

يعمل أبناء أنفه إلى جانب بلديتها وفاعلياتها وجمعياتها، على إبراز وجه البلدة الحضاري وجذب السياح اليها. وقد ساهمت هذه الجهود في تنشيط السياحة وتحريك العجلة الاقتصادية، وجعل الشاطئ مقصدًا، لاسيما أن الدخول لا يزال مجانيًا، في ظلّ إقفال شواطئ المنطقة أمام الأهالي من قبل إدارات المنتجعات البحرية الخاصة.

يقع شاطئ «تحت الريح» شمالي قلعة أنفه. وهو يُعَدّ خليجًا طبيعيًا لامتداده الصخري العمودي العميق في البحر. ما يجعل مياهه نظيفة وصافية. جاءت تسمية الموقع نتيجة طبيعته الجغرافية المحمية من الرياح الغربية – الجنوبية، ومن التيارات البحرية التي تحمل نفايات المناطق الأخرى وملوثاتها. وهو ما شجع على السباحة وصيد الأسماك.

جانب من شاطئ تحت الريح المكتظ بالزوار )
تعود الشاليهات القائمة على شاطئ «تحت الريح» الى العام 1973 تاريخ صدور مرسوم تصنيف الشاطئ معلماً أثريًا. توقف العمل باستثمار الملاحات التي تحوّلت، إثر الحرب الأهلية، الى شاليهات متواضعة. الا انها مؤخرًا، لبست حلة جديدة باللونين الأبيض والأزرق، نظراً لتشبيه الزوار الأجانب، للشاطئ، بجزيرة «سانتوريني» اليونانية، وإطلاقهم لقب «أنفوريني» على المكان.

زاد من جمالية «تحت الريح» إعادة «هيئة تراث أنفه وجوارها»، وضع دواليب الهواء، إحياء للتراث الأنفاوي، وتحويلها منزلَي شحادة فوز والمهندس زياد خباز الأثريين إلى بيتين للضيافة.

تتميّز انفه بتوافر مقومات السياحة على أنواعها، البيئية والدينية والإثرية والثقافية والترفيهية، وهي شاهدة على حضارات العصور الحجرية والبرونزية والإغريقية والفارسية والفينيقية والبيزنطية والصليبية، نظراً لموقعها الساحلي، وتعرّضها للغزوات المتلاحقة. عملت بلدية أنفه على إظهار آثار هذه الحضارات عبر دعم عمليات التنقيب، وهي بصدد إعداد مشروع متكامل لتنظيم شاطئ «تحت الريح»، بهدف تقديمه للزوار بأبهى حلة سياحية.

وتقول رئيسة «هيئة حماية البيئة والتراث في أنفه» رشا دعبول إن انفه «تملك من المقومات السياحية ما يجعلها تلعب دوراً سياحياً بارزاً ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما العالمي أيضاً».

ويشير أمين سر الهيئة المهندس جرجي ساسين إلى «فرادة وتميّز انفه»، لافتًا الى أنها «كانت جزءاً لا يتجزأ من النمط الشرق أوسطي». مشدداً على ضرورة «تأمين التوازن بين كل مقومات السياحة فيها»، إذ إن موقع تحت الريح الجغرافي يبدأ من مدرسة جبران مكاري الرسمية التي تأسست في العام 1907، ويمر بكنيسة «سيدة الريح» الأثرية، ومنحدرات السفن الفينيقية، ومخازن النبيذ الفرنسية، وصولاً الى القلعة التاريخية.
***

جانب من شاطئ تحت الريح المكتظ بالزوار
جانب من شاطئ تحت الريح المكتظ بالزوار