Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر July 22, 2020
A A A
في زمن كورونا.. كيف تتمتع بالإجازة من دون الحاجة للسفر؟
الكاتب: بي.بي.سي

بدأت ظاهرة قضاء العطل في المنازل باكتساب شعبية حتى قبل أن تهز جائحة كورونا القطاع السياحي من أساسه.

فمنذ الأزمة المالية التي هزت العالم في عام 2008، قرر العديد من المسافرين خفض نفقات عطلهم عن طريق تجنب السفر إلى بلدان أخرى والبقاء قريبين من منازلهم، حسب ما تقول مارلوس دي فريز، كبيرة محللي السفر لدى وكالة (مينتل) لبحوث سلوك المستهلكين.
وقالت إنه من المرجح أن يستمر أفراد جيل الألفية على هذا النهج لأسباب مالية وأخرى تتعلق بأساليب الحياة.
أجبرنا انتشار مرض كوفيد 19 هذه السنة على اتباع شروط جديدة تتعلق بالصحة الشخصية والتباعد الاجتماعي، إضافة إلى تسببه في إغلاق الحدود بين الدول وفي إشاعة جو من الشك والريبة بمستقبل الاقتصاد، لذا فعلى الأرجح أن تزداد ظاهرة قضاء العطل في المنازل شعبية أكثر من أي وقت مضى.
تجدون أدناه مجموعة من النصائح التي من شأنها جعل العطلات التي تقضونها في منازلكم ناجحة إلى أبعد الحدود
تقول كلوديا أونغر، محللة شؤون السفر في شركة (فوكاسرايت) المتخصصة بأبحاث السوق إنه “من المهم الخروج من أدمغتكم” من أجل الحصول على أكبر قدر من الراحة.
وقالت “عندما تكون منشغلا بالتفكير في مشاكلك اليومية، لن ترى المشاكل الحقيقية التي تواجهك.
أو، بعبارة أخرى، إذا كنت مسافرا في عطلتك، لن تكون موجودا في البيت لأداء الأعمال البيتية أو لتجديد تأمين سيارتك.
ولذا لا تقم بهذه المهام عندما تكون متمتعا بعطلتك في المنزل.
ولم يكن من المفاجئ أن يكشف إستطلاع أجراه بنك باركليز في العام الماضي أن 9 من كل 10 بريطانيين تتراوح أعمارهم بين الـ 25 والـ 34 كانوا يريدون “التخلص من كل شيء” خلال إجازاتهم، وأن 70 في المئة من هؤلاء قالوا إنهم يريدون التخلص من الإدمان على الإنترنت.
توصي لينا شميت، وهي مدربة لليوغا من مدينة سان دييغو الاميركية، وكاتبة في مجال التنمية الشخصية، بأن نخبر الأهل والأصدقاء بأننا ذاهبون في إجازة تماما كما لو كنا متوجهون فعلا إلى خارج البلد.
أغلق هاتفك، أو على الأقل أسكت الإشعارات. فعّل نظام الإخطار بأنك خارج المكتب في صندوق بريدك الإلكتروني الخاص بالعمل، وتأكد من أنك لا تنظر إلى بريدك الإلكتروني بشكل مستمر.
بوسعك بالتأكيد أن تستمر في التمتع بالتكنولوجيا، إذا كان ذلك ما يروق لك، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو (البودكاست) أو مشاهدة أفلامك المفضلة.
وتقول أونغر “تأكد من أن احتياجاتك الخاصة ستستوفى قبل أن توافق على طلبات الآخرين لجزء من وقتك”.
سواء كنت تقيم في مدينة أو منطقة ريفية، فمن المرجح أن تكون قد تعودت على نمط معين من الحياة، حالك حال الآخرين منّا.
ولكن قضاء الإجازة في المنزل تمنحك فرصة لرؤية الأمور الجديدة بأعين جديدة.
يجنح الاختصاصيون في علم الاجتماع إلى التأكيد على منافع التخلص عن العادات المكتسبة عن طريق اتباع سلوكيات بسيطة، كارتياد نفس المطعم ولكن الجلوس على مائدة مختلفة، أو زيارة نفس الأماكن ولكن في أوقات مختلفة من النهار.
وتقول أونغر “لا تكن إلا نفسك في تلك اللحظة، ولا تهتم إلا بما تفعله في تلك اللحظة”.
ما من شك في أن تدليل نفسك يعد أسلوبا مؤثرا للتخلص من الضغوط والإرهاق.
وتقول شميت “إن العناية بالنفس هي أفضل طريقة للتعامل مع الإرهاق”.
فقد يتاح لك أن تتمتع بحمامك اليومي عن طريق الإنفاق على شراء منتجات باذخة تستخدمها في حمامك الخاص إن كان لك حمام.
ولكن شميت تقول أيضا إن العناية بالنفس ليست موضوعا يلائم الجميع، وإن إستكشاف طبيعتك الخاصة قد يساعدك في تجديد نشاطك أيضا.
مما لا شك فيه أنك توفر المال بعدم شراء تذاكر طيران وعدم حجز الغرف في الفنادق وغيرها من المصاريف. فلماذا لا تستخدم هذه الأموال كميزانية تستخدمها في إجازتك التي ستقضيها في المنزل؟
تقول لوري كامبل، التي تعمل لدى موقع (Good With Money) الإلكتروني “أنفق على نفسك بالخروج عندما تكون متمتعا بالإجازة في المنزل، تماما كما لو كنت في إجازة في الخارج”.
وإذا كنت تمل الطهي، فكّر في تجنبه تماما خلال الإجازة. ولكن إذا كنت تجد لذة في الطهي، قد يكون لاستخدام المكونات الغريبة ومحاولة طهي الأطباق المعقدة أثر مريحا.
وتقول كامبل إنه لا ضير في إنفاقك للمال على شراء ملابس جديدة، تماما كما لو كنت تنفق الأموال على هذا الأمر قبل توجهك إلى وجهة خارجية.
وتقول “لا يجب أن يعني بقاؤك في البيت لأسبوع أو أسبوعين أن يتدهور مظهرك أو شعورك بنفسك”.
وإذا كنت تشعر بروح المغامرة، لم لا تحجز لك غرفة في فندق إذا كانت ميزانيتك تسمح لك بذلك؟
تقول شميت “احجزوا في مطعمين كنتم تتوقون للذهاب إليهما (مطعم لوجبة الإفطار، وآخر لوجبة العشاء)، وفكروا بمعلم سياحي أو معلمين تزورونها في اليوم الواحد، وكرسوا الكثير من الوقت لاستكشاف المدن التي تقيمون فيها.
وإن لم تسعفكم ميزانياتكم، قد يكون من الأجدى أن تجربوا إقامة مخيمات في بيوتكم. فالأطفال على الأخص سيتمتعون بإزالة الأثاث من غرف الجلوس واستبدالها بالأسرة والأفرشة.
وإذا كان لديكم بطانيات وألحفة، يمكنكم التمتع بألعاب الظل ورواية القصص المخيفة، تماما كما لو كنتم تشاركون في مخيم في الخارج.
ولكن، ومهما كان الشيء الذي ستعملونه، تذكروا أن الوقت قصير وثمين، ولذا فإنه من الترف أن تعطوا لأنفسكم وقتا لتضيعوه.
لا تقسوا على أنفسكم، بل خذوا الأمر بسهولة. كرسوا بعضا من الوقت للبقاء في البيت وتجنب عمل أي شيء.
تقول أونغر “من الحيوي جدا أن يتوصل الناس إلى الأمور التي تلائمهم. فلا يجب على الناس أن يعتقدوا بأن الأمور الملائمة للجميع ستلائمهم أيضا”.
“ولذا فيجب على الجميع اتباع أهوائهم حول الطرق التي ينبغي أن يقضوا أوقاتهم بها”.
فإذا كنتم ستظلون في منازلكم في موسم الإجازات هذا العام، لا يعني هذا إن إجازاتكم ستتأثر سلبا. بل بالعكس، قد يؤدي هذا إلى حصولكم على المزيد من الراحة.