Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر June 29, 2020
A A A
الدولار يسرق ″الكبة المشوية″ من الزغرتاويين!
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

لطالما اشتهرت زغرتا بكبتها المؤلفة من البرغل واللحم، السهلة التحضير والطيبة المذاق، ولطالما شكلت الكبة الطبق الرئيسي في كل منزل زغرتاوي لاسيما ايام الاحاد والاعياد والمناسبات السعيدة والحزينة، حتى ان الكبة الزغرتاوية دخلت موسوعة غينيس عبر سيدة مميزة ارادت ان يدخل هذا الطبق ″الهدناني″ التقليدي موسوعة غينيس للارقام القياسية، فنظمت جمعية الميدان التي ترأسها عقيلة رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه مهرجان الكبة من ضمن مهرجان اهدنيات، وكانت صينية الكبة العملاقة التي سرقت يومها الانظار وفتحت شهية كل المشاركين وهي وما زالت الطبق الاول والرئيسي الذي يطلبه الوافد الى زغرتا ضيفا او سائحا.
اليوم الكبة الزغرتاوية تعيش ازمة الدولار مثلها مثل بقية الاطباق اللبنانية التي باتت باهظة الثمن بسبب غلاء المعيشة حيث تراجع نوعا ما تحضيرها وباتت طبقا ليس في متناول الجميع بعد ان كانت مأكول الاغنياء والفقراء ومحبوبة الكبار والصغار.
وتؤكد مرتا، وهي سيدة زغرتاوية امتهنت تحضير الكبة على انواعها من المبسطة الى المطبقة والممدودة فوق البصل والصنوبر الى الاقراص المشوية او المكبكبة والمدهونة بالسمنة البلدية، ان الاقبال على الكبة تراجع نسبيا بسبب الغلاء الكبير الذي طاول سعر اللحمة والبرغل والزيت، لافتة الى ان صينية الكبة التي كانت تكلفتها لا تتعدى العشرين الف ليرة باتت اليوم بخمسين الف ليرة، موضحة ان اهالي زغرتا لا يمكنهم الاستغناء عن طبق الكبة الا انهم اقتصدوا في تحضيرها تماشيا مع الاوضاع الراهنة والازمة الاقتصادية التي طالت الجميع.
ويقول احد اصحاب افران خبز الكبة في زغرتا ان العمل تراجع في فرنه، فبعد ان كان يخبز يومي الخميس والاحد (اكثر يومين لاستهلاك الكبة في زغرتا) نحو مئتي صينية بالكاد يخبز هذه الايام خمسين صينية، عازيا السبب الى ارتفاع اسعار اللحوم والوضع الاقتصادي الصعب، لافتا الى انه لم يرفع اسعار خبز صينية الكبة تحسسا مع المواطنين ولكن رغم ذلك تراجع العمل الى اكثر من النصف.
من جهتها ام ايلي التي كانت تحضر الكبة لعائلتها بمعدل يومين في الاسبوع مرة في الصينية والى الفرن، ومرة كأقراص مشوية على الفحم في المنزل، تقول اليوم انها اختصرت هذه العادة بمرة اسبوعيا لافتة الى ان صينية الكبة الممدودة فوق البصل والصنوبر باتت تكلفتها خمسين الف ليرة، متسائلة ماذا سنأكل؟، مضيفة “في الماضي القريب كانت الكبة مأكول العائلة وكانت الافران تزدحم بالصواني حيث ان كيلو اللحم كان عبر الكبة يطعم العائلة باكملها ليوم كامل الى جانب جاط السلطة، اما اليوم فبالكاد العائلة بامكانها ان تشتري هذا الكيلو شهريا.
في زغرتا اليوم حزن على وضع الكبة، الطبق الشهير والتقليدي والمتوارث أماً عن جدة الى حفيدة، أفران اقفلت ابوابها او تفتح يوم الاحد فقط فيما اصحاب محال اللحوم اعلنوا الاقفال احتجاجا على غلاء سعر اللحوم حيث لامس الكيلو الواحد أكثر من 55 الفا وهذا شكل لهم احراجا مع الزبائن الذين باتوا يسألون عن سعر اللحمة كسؤالهم عن اسعار البورصة.