Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر June 7, 2020
A A A
وقـــائــع «الإنتفاضة» لم تكــن على حجم الأهــــداف والآمـــــال
الكاتب: هيام عيد - الديار

كرّست الإنتفاضة المتجدّدة في الشارع بكل التفاصيل التي طبعت الحراك الشعبي في أواخر العام الماضي انطلاقاً من ثورة 17 تشرين الاول، معادلة الإنقسام بين المجموعات التي كانت متّحدة في السابق، بعدما شكل العنوان السياسي ميداناً لدخول عناصر من خارج الشعارات المطلبية على روزنامة المنتفضين، وذلك وفق إيقاع التحوّلات البارزة في المشهد السياسي المحلي والإقليمي على حد سواء.

وعلى الرغم من أن النسخة الجديدة لثورة 17 تشرين قد حملت عناوين جديدة وآليات لم تكن في النسخة الأولى أكان على صعيد التظاهر والتحرّك والخطاب، كما وصفتها مصادر سياسية مواكبة، فإن وجوهاً عديدة قد غابت عن المشهد في الشارع، وخصوصاً بالنسبة للعسكريين والضباط المتقاعدين، ومن دون أن تحلّ مكانها وجوه أخرى جديدة، باستثناء شخصيات من القطاع الخاص ومن القواعد الشعبية لبعض الأحزاب.

ووفقاً للمعلومات، فإن سيناريو هذه التظاهرات الذي كان يجري الإعداد له، والذي كانت ستقوده شخصيات بعيدة عن الأضواء، لم يتحقّق نتيجة انسحاب عدة مجموعات من الحراك، وذلك بسبب بعض الشعارات التي تكرّر الحديث عنها في الأيام القليلة الماضية، وارتدت طابعاً مختلفاً عن كل ما كان يُرفع في أي تحرك مطلبي.

ولذا، أكدت المصادر نفسها، أن وقائع ومجريات يوم الثورة أو الإنتفاضة المنتظر، لم تكن على حجم الأهداف والآمال المعلّقة عليها، إذ أن التحرّكات التي كانت مقرّرة باتجاه المقرّات ومنازل المسؤولين قد ألغيت، وبالتالي، فإن الرسالة الأساسية من الإنتفاضة المتجدّدة لم تصل بالكامل إلى أهدافها، وإن كان ما حصل قد شكّل مؤشراً على أن الثورة لم تهدأ، إضافة إلى أن الحراك لن يتوقف وأن التحرّكات المقبلة ستكون قريبة، وذلك من خلال سيناريوهات مختلفة ومتجدّدة في الشارع وفي كل المناطق والأماكن، بصرف النظر عن مستوى القمع والتدخلات، أي أن مجلس القيادة غير المعلن، الذي كان قد دعا لتحرك الأمس سيبقى يدير تفاصيل الحراك في العاصمة والمناطق في المرحلة المقبلة، ووفق روزنامة مختلفة أيضاً.

وفي السياق، لفتت المصادر المتابعة نفسها، أن المنتفضين قد سمعوا كلاماً فيه الكثير من التهديدات، ومن قبل وزراء مشاركين في الحكومة، التي فشلت عن تقديم أي إنجاز، ولا سيما على مستوى الشعارات التي رفعتها الثورة، بعدما كان رئيس الحكومة حسان دياب قد وعد المنتفضين بأن تعمل حكومة الإختصاصيين على تنفيذ كل مطالبهم المحقة.

ومن هنا، اعتبرت المصادر نفسها، أن بعض الذين شاركوا بالأمس لفتوا إلى وجود مندسّين عملوا لـ «خَردَقَة» الصفوف، وذكّروا أن مخطط تنفيس حراك الأمس لم ينجح بالكامل، وذلك بصرف النظر عن الإنشقاقات والإنقسامات التي حصلت، وصولاً الى دفع المنتفضين إلى الشعور بالإحباط. وكشفت المصادر ذاتها، إلى أن التحركات التي نشطت في الساعات الـ 48 الماضية في أكثر من منطقة، كانت مرسومة من أجل تفخيخ الحركة الإحتجاجية وصولاً إلى تفريغها من مضمونها، ولكنها لم تؤدِ سوى إلى زيادة منسوب الإعتراضات في الشارع ودفع جمهور جديد إلى مساندة المنتفضين، على الرغم من تكرار المشهد نفسه أمام المجلس النيابي.