يعجّ السوق بالأجهزة الذكية من شركات الهواتف العالمية، والتي يتراوح ثمنها من 100 إلى أكثر من 1000 دولار. ومع تردّي الوضع الإقتصادي، أصبح أمر شراء هاتف قديم أو مُعاد تجديده شيء مرغوب أكثر من أي وقت مضى.
تنتشر في الأسواق، الهواتف القديمة بجودة مقبولة وبسعر منخفض جداً، مقارنة بالهواتف الحديثة بأسعارها الباهظة. والمقصود بالهواتف القديمة، تلك التي تمّ إنتاجها منذ 5 إلى 10 سنوات، وليس الهواتف الحديثة لكن المستعملة. وعندما يقرّر المستخدم شراء هاتف قديم، يظهر سؤال مهم جداً، وهو إذا ما كان هذا الهاتف يوفّر الحدّ الأدنى لحماية الخصوصية، وهل يعمل بنظام تشغيل حديث؟
تحديثات النظام
عندما يجد المخترقون والقراصنة ثغرة في نظام التشغيل، إن كان في نظام «آي أو إس» التابع لشركة آبل أو نظام «أندرويد»، عادة ما تقوم «غوغل» أو «آبل» أو الشركة المصنّعة للهاتف بإصلاح هذه الثغرة، من خلال إرسال تحديث برمجي إلى الهاتف، لإصلاح الثغرة بصورة عاجلة، وبالتالي لا يمكن لأي متسلّل الإستفادة منها. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ أي هاتف قديم، كان يتلقّى تحديثات كهذه، وهذا ما يُسمّى «تصحيحات الأمان». وهذا هو الأمر الأساسي الذي يجعل الهاتف محدّثاً ومحمّياً من التهديدات المعروفة، ولكنه للأسف لا يتوافر في جميع الهواتف القديمة أو المُعاد تجديدها. فالشركات المصنّعة للهواتف تدعم تحديث نظام تشغيل الهاتف لفترة محدّدة قد تصل لـ5 سنوات، من بعدها تتخلّى الشركة عن تحديث نظام تشغيل الهاتف. في هذا السياق، لا يُعتبر تشغيل هاتف لا يتلقّى تصحيحات أمنية أمراً آمناً، حيث تصبح الثغرات الأمنية الحرجة معروفة للجميع بعد فترة معينة. وبمجرد انتهاء الدعم عن إصدار نظام التشغيل، يصبح المستخدمون الذين يستمرون في إستخدامه، هدفاً للمتسلّلين لاستغلال نقاط الضعف المعروفة هذه.
تجدر الإشارة إلى أنّ غوغل تفرض على أندرويد إعطاء فترة سنتين كحد أدنى من إصدار التحديثات من فترة تفعيله حتى مرور المدة على إستخدامه، وذلك يختلف بين شركة وأخرى. أمّا شركة آبل فهي تعطي فرصة تحديث الأجهزة التي لم تتجاوز فترة إستخدامها الخمس سنوات.
لذلك، وبعد كل الذي ذكرناه سابقاً، حاولوا عند شراء هاتف مستعمل قديم، تحديد ما إذا كان يتلقّى تحديثات أمان من الشركة المصنّعة، وإلى متى سيبقى يتلقى هذه التحديثات. ويمكن معرفة ذلك بإجراء بحث بسيط على الإنترنت، من خلال محرّك بحث غوغل، أو من خلال موقع الشركة المصنّعة للهاتف على شبكة الإنترنت.