Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 15, 2016
A A A
روسيا قادرة على تدمير أي قمر صناعي
الكاتب: سبوتنيك

أسرار حرب الفضاء… روسيا قادرة على تدمير أي قمر صناعي
*
يقول العالم أناتولي ايفانوفيتش سافين، أحد مؤسسي أول أنظمة مضادة للأقمار الصناعية في العالم، والمدير العلمي لشركة “ألماز أنتي”، أن الاتحاد السوفييتي كان قادرا على قيادة حرب فضاء حقيقية. والتقنيات الروسية الجديدة تجعل من الدفاع الصاروخي والدفاع المضاد للأقمار الصناعية، نظامان لا يقهران. وتحدث سافين الذي يعرف بـ “أب حرب الفضاء” عن كيفية بناء وتحديث نظام الدفاع الصاروخي في البلاد، بما في ذلك نظام اعتراض الأقمار الصناعية.
وردا على أن مصطلح “حرب الفضاء” جاء من الغرب، ويرتبط دائما باسم الرئيس الأميركي رونالد ريغان، فلماذا يسمون سافين “أب حرب الفضاء”؟
كانت إجابة أناتولي سافين مذهلة: “أنا الذي أشرفت على ابتكار أول نظام مضاد للأقمار الصناعية”. وأضاف سافين، أن الولايات المتحدة عملت بنشاط على عسكرة الفضاء في أوائل الستينات، وأن هذه حقيقة تاريخية. واتضح فيما بعد أن التخطيط لهذا الأمر وتحويله إلى واقع ليس نفس الشيء، ومع ذلك لم نستطع نحن أن نتجاهل حقيقة أن واشنطن تسعى للمواجهة في الفضاء القريب من الأرض، وبدأنا العمل أيضا. وتمكنا من تطوير نظام آلي فريد من نوعه، حتى بمقاييس اليوم لا يزال فريدا، لحماية منطقتنا وتدمير، حسب الضرورة العسكرية، الأقمار الصناعية للعدو المحتمل. وحينها لم نعلن عن ذلك، والسبب هو أن الاتحاد السوفييتي لم يكن ليبدأ حرب الفضاء في أي ظرف من الظروف. لقد طورنا وسائل موجودة حتى الآن في الدفاع الجوي الفضائي. دفاع وليس هجوم.
قمنا بالتجارب الأولى في عام 1970. واستطاع نظام اعتراض الأقمار الصناعية من تحويل الهدف إلى أشلاء. ودخل النظام في عام 1979 الخدمة القتالية. وبينما كانوا يحاولون في الغرب صنع مبادرة الدفاع الاستراتيجي وكانوا يعلنون عنها، كان الاتحاد السوفييتي يدمر العشرات من الأقمار الصناعية في الفضاء، ولهذا سموني “أبو حرب الفضاء”.

روسيا قادرة على تدمير أي قمر صناعي

الولايات المتحدة الأميركية استطاعت إصابة الأهداف في الفضاء فقط في عام 1985، وهذا يعني أن روسيا تقدمت عليها في هذا المجال بـ 15 سنة، فهل كانت روسيا بالفعل قادرة على قيادة حرب فضاء أم أن هذا أمر مبالغ فيه؟
أناتولي سافين يعطينا الإجابة على هذا: “أنا لا أفهم من أين تأتي المعتقدات بأن الغرب دائما يتقدم علينا. نعم لقد كان لدينا مشاكل تكنولوجية، ولم نستطع أن نطور بعض الأشياء لأسباب موضوعية. ولكن العديد من تصاميمنا كانت تنفذ بشكل أفضل وأسهل مما تفعله الولايات المتحدة. ولذلك نحن تقدمنا عليهم في سباق التسلح في الفضاء. على الرغم من أن الاتحاد السوفييتي لن يبدأ حرب الفضاء أولا. ومع ذلك نظم إدارة المعلومات الفضائية كانت تسمح لنا في أوائل السبعينات وحتى الوقت الحاضر بالحفاظ على التكافؤ العسكري الاستراتيجي ليس فقط مع الولايات المتحدة وأيضا مع جميع دول حلف شمال الأطلسي.

الجدير بالذكر أن شركة “ألماز أنتي” التي كان يقودها أناتولي سافين، هي التي صممت وأنتجت أنظمة الدفاع الجوي الشهيرة “اس-300″ و”اس- 400″، و”بوك”، و”أنتي — 2500” وغيرها من المنظومات.
من المؤسف أن نقول، أن أناتولي سافين “أب حرب الفضاء”، توفي في 27 آذار من هذا العام عن عمر يناهز 96عاما.