Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر March 16, 2020
A A A
إليكم سر نجاح تطبيق “تيك توك”

منذ إطلاقها في عام 2016، نمت منصة “تيك توك” لمشاركة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت بمعدل مذهل، فحُمِّل التطبيق أكثر من مليار مرة، كما يستخدمه أكثر من سبعمئة مليون شخص حول العالم يوميا.

في تقريره الذي نشره موقع “ذي كونفرزيشين” الأسترالي، قال الكاتب نيال إدواردز – فيتزسيمونز إن تصميم منصة تيك توك يجمع بين الموسيقى والفيديو والرقص والتحديات واسعة النطاق لإنشاء واحدة من أكثر الشبكات نشاطا في الثقافة الشعبية في عام 2020.
في الواقع، يكمن جزء من تفسير صعود هذه المنصة في حب التقليد، وبالذات تقليد حركة أشخاص آخرين من خلال تسهيل إنشاء مقاطع رقص وإتاحة مشاركتها وتنزيلها.
أفاد الكاتب بأن أول دليل حقيقي على قوة تطبيق تيك توك تمثلت في صعود أغاني مغنّي الراب “ليل ناز إكس” التي ضربت بقوة خاصة أغنيته “أولد تاون رود”. بعبارة أخرى، فإن هذه الأغنية، التي أُصدرت في أواخر عام 2018، لم تحظ بالكثير من الاهتمام لكن رقصتها أصبحت روتينا للرقص على منصة تيك توك وأصبح لحنها شعبيا في عام 2019، وبيعت منها عشرة ملايين نسخة.
 
في الوقت الراهن، أصبح تطبيق تيك توك عنصرا حيويا في صناعة ثقافة البوب. ومن جهتها، أطلقت لعبة الفيديو “فورتنايت” على الإنترنت الموجهة للشباب مؤخرًا مسابقة على التطبيق تتمثّل في اختراع رقصة جديدة لشخصيات اللعبة.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحقيقات متعمقة حول من اخترع فعلا الرقصات المشهورة. وفي فيتنام، تزامن تحدي الرقص الذي يوضح تدابير غسل اليدين الصحيحة مع أغنية البوب الصادرة عن وزارة الصحة لتوعية المواطنين بشأن احتياطات فيروس كورونا.
اعلان
من جهة أخرى، أنشأت محتويات من تيك توك أيضا حلقة تعليقات مع قنوات أكثر تقليدية، وأصبحت أغنية “ساي سو” لنجمة البوب دوغا كات مشهورة جزئيا بسبب رقصة معروضة من قبل أحد مستخدمي التطبيق، وردت دوغا كات بإصدار الأغنية كاملة مصحوبة بمقطع فيديو تضمن الرقصة ومخترعها.
على الرغم من أن تطبيق تيك توك قد شق طريقه إلى صفوف عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي العالمية، فإن صعوده كان مصحوبا ببعض القلق عند الغرب بسبب أصله الصيني وشعبيته بين الأطفال والمراهقين. ومع ذلك، تجنّب التطبيق إلى حد كبير الرقابة من خلال اعتبار نفسه “منصة إبداعية” بدلا من كونه موقع تواصل اجتماعي حيث صُمم على أساس ميزة رئيسية للمستخدمين تتمثل في المرح والأداء.
يمكن للمستخدمين إضافة الموسيقى بسهولة إلى مقاطع الفيديو التي تبلغ مدتها 15 ثانية، وهذا ما يجعل الرقصات تحتل مكانة بارزة في التطبيق. وغالبا ما تعتمد شعبية بعض المقاطع في التطبيق على درجة الإبداع والمهارة التي يتسم بها المستخدم، ناهيك عن قيمة الترفيه في تقليد المستخدمين للرقصات الأصلية.
وفي كثير من الأحيان، تلقى الرقصات نجاحا واسع النطاق، ويقوم المستخدمون الآخرون للمنصة بنشر إصداراتهم الخاصة مقلدين المستخدم الأصلي. ويعتبر التقليد، وخاصة تقليد الوقفات والتحركات، سلوكا قديما يندرج في صميم طرق تعلم البشر والتواصل فيما بينهم.