Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر August 11, 2016
A A A
كيف يمكن تصنيف الذين يُهللون لافظع الجرائم؟
الكاتب: جهاد نافع - الديار

ما تحققه مخابرات الجيش اللبناني وكافة الاجهزة الامنية اللبنانية، وفي مقدمتها شعبة المعلومات في جهاز الامن العام اللبناني وفرع المعلومات في قوى الامن الداخلي وأمن الدولة وغيرها من الاجهزة في طرابلس والشمال في اطار مكافحة الارهاب وتفكيك خلاياه ومواصلة الملاحقات بحق المتورطين والمشبوهين والمرتكبين، إن دل على شيء فانما يدل على اهمية التنسيق بين هذه الاجهزة وانعكاسات منجزاتها على أمن واستقرار طرابلس والشمال ولطالما شكلت ضرباتها الاستباقية انقاذا للمنطقة من اعمال كارثية بخنقها في المهد دليل على حجم اليقظة والحذر والسهر على مدار الساعة بحرفية مميزة.

ولعل جولة قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي في طرابلس وافتتاحه غرفة عمليات متقدمة في عرمان ومن ثم اللقاء الذي عقده مع كبار الضباط في قيادة الشمال في القبة يوم الثلاثاء الماضي جاء في الوقت المناسب لتضفي على طرابلس والشمال اجواء اضافية من الاطمئنان الى الشارع الطرابلسي الذي بات ينعم بالاستقرار بفضل انتشار الجيش الذي كرس بالخطة الامنية الامن والامان من خلالة ملاحقته الارهابيين وتفكيك الخلايا وتوقيف العناصر التكفيرية.

وليس مستغربا ان يتحدث العماد قهوجي من طرابلس عن سر حفاظ الجيش على استقرار طرابلس والتضحيات الجسام التي يبذلها ضباطه وجنوده لضبط الحدود اللبنانية – مشيرا الى الكفاءة القتالية العالية والمميزة التي مكنت الجيش من كسر شوكة الارهاب.

وتلاحظ مرجعيات شمالية ان درجة التنسيق العالية بين الجيش والاجهزة الامنية الاخرى كافة من نتائجها تجنيب طرابلس والشمال الكثير من المطبات الامنية التي خطط لها الارهاب وان هذه التجربة من التنسيق باتت مكرسة وفق النتائج الايجابية التي أشاعت الامان في ربوع العاصمة اللبنانية الثانية حيث تتولى دوريات الجيش على مدار الساعة بلا هوادة ملاحقة اي خلل امني مهما كان حجمه وان الطرابلسيين خاصة وابناء الشمال عامة يصادفون اينما ذهبوا هذه الدوريات التي تنفذ المهام الملقاة على عاتقها دون أن تسبب عرقلة او ازعاجا لاحد باستثناء المرتكبين والمتورطين والخلايا النائمة التي تقلص وجودها وقد احست بضيق الخناق حول رقابها ويزداد ضيقا لان طرابلس بشيبها وشبابها يرفضون الارهاب والارهابيين.

تشير هذه المرجعيات الى انه لولا وجود هذه الخلايا الارهابية لما كان هناك حاجة الى خطة امنية،ولما كانت هذه الدوريات العسكرية التي تشيع الامن والاطمئنان الى نفوس المواطنين، وان الذي وسم طرابلس بالارهاب ليس الاعلام او فريق سياسي ما، انما الذي وسم طرابلس بالارهاب هم مجموعات وخلايا متطرفة تكفيرية مكلفة باعمال ارهابية كادت ان تحصل لولا سهر ويقظة الاجهزة الامنية.

ثم ان الاشارة الى هذه الخلايا الارهابية لا يعني ان من يكتب عنها حاقد على طرابلس ومن يعتقد ذلك يتجنى ليس على الحقيقة وحسب وانما على ابناء طرابلس والطرابلسيين.

وتتوقف بعض المرجعيات عند من يعتقد ان المنظمات الارهابية هي ثورة ضد الظلم وان اي حملة على الارهاب باتت في منظار قصيري النظر حملة ضد طرابلس فترى مرجعيات شمالية ان ازمة اخلاقية ووطنية وازمة مفاهيم باتت تطفو لدى بعض المتزلفين حين ينبري البعض للدفاع عن ارهاب قطع الرؤوس وسحل الجثث واستباحة النساء واشكال من افظع الجرائم ،وليست طرابلس واهلها من هذا الصنف بل اهلها اول من ناهض الارهاب الدخيل عليها وعلى تاريخها.

وتضيف المرجعيات ان خطب ومواقف البعض تنبيء بمفاهيم مغلوطة ومنحرفة لا تمت بصلة الى الاسلام حيث حاول هؤلاء بث المفاهيم الارهابية على انها مفاهيم دينية وشوهوا بذلك جوهر الدين وحقيقته.

عندما يتحدث العماد قهوجي عن كسر شوكة الارهاب وتوجيه الضربات الاستباقية له مما يحمي السلم الاهلي فانما يقصد تلك الخلايا الارهابية التي تطاولت بمد يدها الى امن طرابلس والشمال من جهة ،وفي الحدود اللبنانية من عرسال الى القاع وصولا الى الحدود الشمالية وقد نجح الجيش بالتصدي لها.

تلك المرجعيات التي لفتتها جولة العماد قهوجي الى طرابلس رأت انها جولة تتزامن مع احتدام المعارك في سوريا وما لها من تداعيات على الساحة اللبنانية، وقد ادركت هذه المرجعيات مغزى ما قاله العماد قهوجي في طرابلس من ان احدا لن يستطيع تغيير الاوضاع في طرابلس والشمال لان الامن والاستقرار خط احمر والخطة الامنية تزداد تكريسا فلا عودة الى الوراء مهما كان الامر.