Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر February 24, 2020
A A A
البطريرك يونان: حمى الله العالم من كل مكروه

وجه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالة الصوم الكبير جاء فيها:
“الصوم الكبير مسيرة روحية تدوم أربعين يوما وتقودنا إلى فرح الفصح أي العبور نحو القيامة، غلبة المسيح المخلص على الموت. وهو الزمن الملائم لنتجدد من خلال تأمل أعمق بكلام الله في الأسفار المقدسة، فنلتقي مع الرب ومع القريب بفعل مصالحة صادقة تعلو بنا على شروط إنسانيتنا الضعيفة، بتقربنا من سر التوبة وتناولنا القربان المقدس.
مسيرة الصوم الكبير دعوة فريدة إلى التوبة، أي عودة المؤمن بقلبه وعقله إلى الله. وعلى هذه التوبة أن تشمل الإقرار بضعفنا البشري وخطيئتنا، وبتصميمنا على المغفرة والمسامحة والمصالحة. فالتوبة تقتضي أن نغير وجهة حياتنا من ماض مثقل بالأخطاء نحو تجديد روحي في مسيرة حياتنا، وذلك بالسعي لتغيير كامل لمسيرتنا السابقة، فنجدد السير نحو الله ومعه”.
وقال: لا يسعنا إلا أن نتألم لما يكتنف عالمنا اليوم من خطايا الكبرياء والتسلط والاستئثار والتعديات العلنية والخفية على حقوق الإنسان الضعيف. وإننا نتساءل كيف تتم المصالحة بين الأفراد والشعوب، وجرائم الأقوياء لا تزال تنشر الظلم والمآسي؟ إننا كمسيحيين نشارك جميع ذوي الإرادة الصالحة في المسؤولية من أجل تحقيق مصالحة صادقة حولنا، في مجتمعاتنا وفي أوطاننا.
في خضم تأملنا بسر المصالحة، ونحن ننطلق في زمن الصوم المقدس، تتوجه أنظارنا وأفكارنا وقلوبنا إلى أبنائنا وبناتنا حيث أرادتهم العناية الإلهية، في بلاد الشرق وعالم الانتشار، وخاصة أولئك الذين عانوا ولا يزالون يعانون بسبب الحروب والأزمات والاضطهادات وأعمال العنف والخطف والقتل، والذين قاسوا آلام الهجرة والتهجير القسري عن أرضهم ووطنهم إلى بلاد أخرى. نذكرهم جميعا في صلواتنا، ونسأل الله أن يخفف آلامهم ومعاناتهم، وأن يبسط أمنه وسلامه ومصالحته في العالم كله، فتنتهي الحروب وتزول الخصومات، ويسود السلام ويعم الوئام وتملك المحبة.
واضاف: كما نصلي من أجل أن يجنب الله العالم بأسره أخطار الأمراض والأوبئة، ولا سيما فيروس كورونا الذي تفشى في هذه الأيام في أماكن عدة في العالم، مهددا الأمن الصحي والسلم العالمي، داعين بالشفاء العاجل والتام للمصابين به. حمى الله العالم من كل خطر ومكروه”.