Beirut weather 10.21 ° C
تاريخ النشر November 27, 2019
A A A
حرب.. طوارئ.. إنهيار أم إنقاذ.. من يطمئن اللبنانيين؟
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

هل نحن على ابواب حرب؟ هل ستُعلن حال الطوارىء في لبنان؟ هل ستقفل الافران ابوابها وتشح المواد الغذائية؟ هل سنخسر اموالنا الموجودة في المصارف؟ هل سنموت على ابواب المستشفيات؟ الف سؤال وسؤال بات يجول في خواطر شريحة واسعة من اللبنانيين من دون اجوبة شافية وكافية لطمأنتهم لاسيما وانهم منذ اسابيع يقفون طوابير امام فروع المصارف للحصول على الف دولار من اموالهم المودعة اذا كانوا محظوظين او على ثلاثمئة دولار اميركي كل اسبوع، وهو الحد الاقصى الذي تعطيه بعض المصارف لزبائنها، لا يكفي لشراء حاجياتهم ودفع مستحقاتهم، فيما اكثريتهم يتوجهون من المصارف مباشرة الى السوبر ماركت للتبضع والتزود بالمواد الغذائية الاساسية من حليب وطحين وبرغل وارز خوفا من فقدانها.

ويقول فريد انه فوجىء بفاتورة كان يؤمنها اسبوعيا لاهله بمعدل مئة دولار، تتنوع بين اللحوم والاجبان والخضار وبعض المعلبات والحبوب، بانها باتت اليوم بمئة وخمسين دولارا، والدولار تخطى الالفي ليرة، متسائلا كيف بامكان العائلات المتوسطة الدخل الاستمرار.

بدوره يراقب داوود محطات التلفزة ويتابع المحللين الاقتصاديين ليجد من يطمئنه بان تعويض سنوات عمله الاربعين لن يتبخر او يفقد قيمته وبالتالي يذهب جنى عمره ادراج الرياح.

من جهته فؤاد بدأ يحتار كيف سيتدبر اموره حيث ابلغته المؤسسة حيث يعمل بانها ستدفع نصف شهر وانه من المتوقع ان تقفل ابوابها اذا استمر الوضع على ما هو عليه.

صرخات التجار مرتفعة وكذلك صرخات المواطنين والتقشف سيد البيوت فيما ربات هذه البيوت معظمهن استغنى عن الكماليات واكتفى بالضروريات حيث تؤكد جوليات ان علبة حليب طفلتها ارتفعت في عشرة ايام خمسة الاف ليرة، لافتة الى انها خزنت ثلاث علب خوفا من انقطاعها وليس بمقدورها شراء اكثر لان اعمال زوجها تراجعت خمسين في المئة بفعل الاوضاع.

ويؤكد سمير وهو تاجر مواد غذائية انه لم يعد بامكانه الوفاء بالتزاماته تجاه تجار الجملة وانه يتردد يوميا على المصارف لسحب بعض المدخرات دون جدوى فيما رفوف متجره باتت خالية.

بدوره يشير انطوان الى ان هكذا اوضاع لم نعايشها حتى في عز الاحداث اللبنانية، متسائلا هل تتحسن الامور اذا تشكلت حكومة وما الذي سيتغير ونحن على ابواب افلاس البلد؟ متمنيا ان يتقي حكامنا الله لان المركب سيغرق بنا وبهم اذا لم تكن هناك حلول جذرية سريعة تنقذ الوضع قبل ان تتفلت الامور ونصل الى ما لا تحمد عقباه.