Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر November 21, 2019
A A A
بعض التواضع.. كي لا نترحم على بلدنا
الكاتب: حسناء سعادة - سفير الشمال

ثورة، حراك، انتفاضة.. سمِّها ما شئت وانخرط فيها بقدر ما تريد.
سلطة، عهد، دولة أطلِق عليها ما تراه مناسبا، واعلن موقفك منها مؤيدا او معارضا على قدر ما ترغب.
فساد، مديونية، جوع، سرقة، رشاوى، بطالة، نفايات، ازمات طحين وبنزين ومواد غذائية، فقدان ادوية وارتفاع اسعار واحتكار.. مفردات باتت محور اهتماماتنا اليومية ومحور احاديثنا بغض النظر عن الثورة او السلطة او العهد او الحراك، فالمواطن موجوع اليوم في لبنان سواء من نزل الى الشارع او ذاك الملتزم منزله، والمركب واحد وبات على شفير الغرق على ما يؤكد خبير مالي لافتا الى ان لا السلطة خجلت من نفسها وبادرت الى اجراءات سريعة للحد من تفاقم الازمات، ولا الثورة التي تمكنت من فرض نفسها في الشارع، قادرة على اجتراح المعجزات، فيما الاوضاع الاقتصادية من سيء الى أسوأ.
ويقول الخبير انه احتجاجا على فرض المزيد من الضرائب افترش الناس الشوارع، وهذا امر محق، انما بالمقابل ازداد قلق المواطن، وقلقه محق، اذ انه يدفع من اللحم الحي ثمن قوت اولاده ومعيشتهم، لافتا الى ان اسعار المواد الغذائية الاولية ارتفعت بشكل عشوائي بألف حجة وحجة، فيما غاب بعضها عن رفوف المحال التجارية، وحليب الاطفال حدث ولا حرج عن ارتفاع اسعاره الجنونية الى العديد من السلع التي بات وجودها نادرا.
ويضيف الخبير ان العديد من المتاجر أقفلت وكذلك حال المؤسسات، التي منها من استغنى عن عدد كبير من العمال ومنها من يدفع نصف معاش، فيما المدارس الخاصة لن تدفع للاساتذة حقوقهم كما ان اولياء الطلبة لن يبادروا الى دفع الاقساط ليس تهربا من الدفع بل بفعل فقدان السيولة والتسريح من العمل الذي رفع نسبة البطالة بحيث تكاد تلامس الخمسين في المئة.
ويرى الخبير ان كل فئات المجتمع تعاني، من المزارع الى الصناعي الى اصحاب المهن الحرة الى الاساتذة والحرفيين وغيرهم لان عجلة الدورة الاقتصادية بالكاد تدور وهذا ينذر بخطر كبير يجب استدراكه قبل فوات الاوان.
ويكشف الخبير المالي، ان ليس بالامكان اجتراح معجزة في الوقت الراهن انما إحداث صدمة ايجابية من شأنه أن يعيد الانتظام الى الحركة الاقتصادية والمالية، وبالتالي وضع السكة على الطريق الصحيح، فالمواطن مذعور على مستقبله ومستقبل اولاده، على امواله في المصارف التي باتت تعيد له حقه بالتقسيط الممل بمعدل الف دولار في الاسبوع عملت بعض المصارف الى تخفيضها الى 300 دولار، هذا اذا فتحت ابوابها، مذعور على مصيره في بلد مديون ومنهوب وسائب.
ويختم الخبير بالتمني على السلطة والحراك معا التحلي بالتواضع كي لا نترحم على بلدنا بعد ان يفلس ويضيع وينهار.