Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 15, 2019
A A A
الدعوة إلى الإستشارات الملزِمة اليوم .. وتصاعُد الاحتجاجات في الشوارع
الكاتب: اللواء

آخر، ما وصلت إليه بورصة مساعي التكليف، المرتبطة على نحو غير دستوري، بالتأليف، بعد مضي 28 يوماً على انتفاضة الشعب اللبناني بوجه الطبقة الفاسدة، المريضة، والعاجزة عن إيجاد جسر للعبور إلى الحل، بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، هو بقاء كل فريق على موقفه على الرغم من الكلام المنقول عن رئيس الجمهورية ان التأليف سيكون خلال أيام..

مصدر واسع الاطلاع، كشف لـ«اللواء» ان اتصالات الساعات القليلة الماضية، أسفرت بعد اجتماع وزير المال في الحكومة المستقيلة علي حسن خليل والمعاون السياسي لحزب الله حسين خليل مع الرئيس الحريري في بيت الوسط، والذي انتهى إلى ولادة تسوية سياسية تقضي بالاتفاق على:

1- ترشيح النائب محمّد الصفدي لرئاسة الحكومة.

2- وهذا الترشيح يدعمه حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل وتيار المستقبل..

3- على ان تؤلف حكومة تكنو-سياسية يرجح ان تكون من 24 وزيراً، يكون فيها وزراء الدولة سياسيون، اما الباقون فتكنوقراط.

وعليه، كشفت مصادر قصر بعبدا ان الدعوة للاستشارات الملزمة ستصدر اليوم، مرجحة ان تبدأ هذه الاستشارات بدءاً من غد السبت، ولغاية الاثنين المقبل.

ولم تستبعد المصادر إذا وافق النائب الصفدي ان لا يتأخر تأليف الحكومة.

وكان الرئيس الحريري التقى مساءً رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام.

وكشفت جهات سياسية تتابع عملية تشكيل الحكومة الجديدة، أن الاتصالات طوال الأيام الماضية،لم تؤد الى أي حلحلة لإقناع الرئيس سعد الحريري لتغيير موقفه الرافض لتشكيل حكومة تكنو – سياسية، بل اصر على موقفه هذا وأكد لمن تواصل معه تشبثه بتشكيل حكومة انقاذ وطني مؤلفة من شخصيات مشهود لها وموثوق بها، تستطيع العمل بانسجام وتحقق صدمة ايجابية فعلية وتحظى برضى الحراك في الشارع، في حين لا يمكن لحكومة تكنو – سياسية أو على غرار الحكومة المستقيلة ان تفعل فعلها في هذا المجال. وقد أظهرت الوقائع استحالة تكرار هذه التجربة الفاشلة مرة أخرى، ان كان بالممارسة أو بالشارع الذي اسقطها.

وكان نقل عن الرئيس نبيه برّي انتظاره انفراجات على الصعيد الحكومي، والمالي أيضاً الأسبوع المقبل، مشيراً إلى ان الموفد الفرنسي أبلغه ان مقررات مؤتمر سيدر ما تزال سارية المفعول.

في بعبدا، حسم الرئيس عون امره، وأعطى الأوامر إلى قيادة الجيش اللبناني بفتح الطرقات، ولكن من دون ان يؤثر هذا على الحراك، وسط تشديد على تأليف الحكومة، خلال الأسبوع المقبل.

وشدّد الرئيس عون على ضرورة عودة العجلة الاقتصادية في القريب العاجل، وهذا ما أكّد عليه أيضاً امام وفد الهيئات الاقتصادية والمجلس الاقتصادي- الاجتماعي.

دبلوماسياً، اعرب مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية السفير كريستوف فارنو، خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر الصنوبر، عن أمله في تشكيل سريع للحكومة لاتخاذ قرارات سريعة.

وردا على سؤال عن مهمته في المرحلة المقبلة بعد ان استمع الى اللبنانيين وهل ستقوم فرنسا بوساطة مع عدد من الدول المعنية بالشأن اللبناني، قال: «المرحلة المقبلة هي لتشكيل حكومة جديدة، صحيح ان فرنسا هي في قلب المجموعة الدولية ونحن نساند قدر الأمكان، ولكن الأولوية الان هي في تفكيك حالة الجمود التي تحدثنا عنها ولانسياب الأمور وللتمكين من استنباط حلول لإيجاد حكومة وهذه ستكون بمثابة الإشارة القوية التي ينتظرها الجميع».

على صعيد عمل المصارف، أعلنت نقابة موظفي المصارف استمرار الإضراب اليوم «إلى حين تبلّغنا الخطة الأمنية والإجراءات الواجب اتباعها في ما خص التعاطي مع العملاء»، لكن مع استمرار تلبية حاجات الزبائن من السيولة عبر أجهزة الصرّاف الآلي، وتأمين خدمات مراكز الاستعلام Call Center للردّ على استفسارات الزبائن وطلباتهم.

وأكدت المصادر حرص نقابة الموظفين الشديد، على «ضمان ظروف جيّدة لعملهم من قِبَل الأجهزة الأمنية المعنيةّ، من هنا شددت على ضرورة انتظار ردّ وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن في شأن مشاوراتها مع القيادات الأمنية الأخرى».

الوضع الميداني

ولليوم الثامن والعشرين على التوالي، في حراك الانتفاضة الشعبية في الشارع، ينتقل من ساحة إلى ساحة على وقع استمرار الاتصالات السياسية للتوافق على مرشّح لتأليف الحكومة..

وعاد المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً وحصلت إشكالات بينهم وبين الجيش في مناطق عدة عمد فيها إلى فتح طرق عدة أغلقوها في استراتيجية متبعة منذ بداية حراكهم.

وخلال التشييع في بلدته الشويفات شرق بيروت، انضم متظاهرون إلى عائلة الشهيد علاء أبو فخر الذي لف نعشه بالعلم اللبناني. وهتف مشيعون «ثورة، ثورة» و«ثوار أحرار سنكمل المشوار»، ونثروا الأرز والورود على جثمانه.

وخلال قطع الطريق في منطقة خلدة جنوب بيروت، وقع إشكال بين المتظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور الى إطلاق نار من جانب أحد الجنود ما تسبب بمقتل أبو فخر (38 عاماً) أمام زوجته وطفله. وأعلنت قيادة الجيش بدء التحقيق مع مطلق النار. واعتبرت منظمة العفو الدولية ما حصل «انتهاكاً لحقوق الإنسان»، داعية السلطات إلى إحالة القضية إلى القضاء المدني. وأشارت إلى حادثة أخرى الشهر الماضي استخدم فيها الجيش الرصاص الحي ضد المتظاهرين في منطقة البداوي (شمال)، ما أسفر عن إصابة محتجين إثنين على الأقل بجروح. وقالت هبة مرايف، المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن «مقتل علاء أبو فخر والإصابات التي وقعت أثناء الاحتجاج في البداوي هي انتهاكات لحقوق الإنسان، يجب أن ينظر فيها القضاء المدني». وأضافت إن «محكمة مستقلة تماماً هي وحدها كفيلة بتحقيق العدالة لعلاء وعائلته، ولمنع وقوع حوادث مماثلة مستقبلاً في سياق الاحتجاجات المستمرة».

وتدخلت وحدات الجيش اللبناني بعشرات العناصر لفتح الطريق في جل الديب، شرق بيروت، ووقعت مواجهة بين العناصر العسكرية والمتظاهرين وأوقف الجيش ثلاثة متظاهرين في جل الديب عرف منهم جوزف وجوليان روحانا.

وليلاً تحرّكت الجموع المحتشدة في ساحة النور في طرابلس باتجاه منزل الصفدي، اعتراضاً على احتمال تكليفه تأليف الحكومة، فضلاً عن التجمعات الليلة في الزيتونة بي التي تعود ملكيتها للصفدي.