Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 2, 2019
A A A
الحرب الإلكترونية… سلاح “غير مرئي” يصيب الجيوش بـ”شلل تام”
الكاتب: سبوتنيك

لن ترى أسلحتها ولن تسمع لها صوتا، ولن تشم رائحة البارود المحترق، لكن إذا نجح العدو في استهدافك، ستحرق طائراته كل شيء، حسبما يقول أحد الضباط الأميركيين المتخصصين في الحرب الإلكترونية والأسلحة غير المميتة.

تعتمد الحرب الإلكترونية على استخدام الطاقة الفائقة، لموجات الراديو وأشعة الليزر، لإرباك أو شل قوة العدو الإلكترونية، بحسب موقع “رايثيون” الأميركي.

تتكون قوة الحرب الإلكترونية التابعة لأي جيش من 3 أقسام هي: وحدات الهجوم الإلكتروني؛ ووحدات الحماية؛ والقسم الثالث مختص بوسائل دعم الحرب الإلكترونية، بسحب ما ذكره موقع “بيزنيس إنسيدر” الأميركي.

1- الهجوم
تعد عمليات التشويش إحدى أسلحة الهجوم الإلكتروني الفعالة، وتعتمد على بث موجات مركزة تتداخل مع الموجات الخاصة برادارات العدو ووسائل اتصاله، وتؤدي إلى شل قدرتها على تمييز الموجات الخاصة برصد أهداف معادية، إضافة إلى تداخلها مع موجات الاتصال الخاصة بالعدو.

2- الحماية
لأن العدو يمتلك وسائل تشويش مماثلة، فإن وسائل الحماية الإلكترونية تقوم بزيادة قوة وسائل الرصد والاستشعار الخاصة بالحرب الإلكترونية، لزيادة قدرتها على مواجهة أي تشويش، أو التقليل من قوته.

3- الدعم
تقوم وسائل الدعم الإلكتروني بالبحث عن مصدر التشويش الإلكتروني المعادي، ومحاولة اعتراضه والتعرف عليه، تمهيدا لشن هجوم مضاد.

ما هي الحرب الإلكترونية
تعد الحرب الإلكترونية سلاحا محوريا في الحروب بين الدول الكبرى خاصة روسيا وأميركا، لأن من يمتلك اليد العليا فيها، يستطيع فرض هيمنته الجوية على سماء المعركة.
فدون امتلاك وسائل حرب إلكترونية فائقة التطور، يمكن للعدون أن يشوش على نظام الملاحة الجوية، الذي يعد عاملا أساسيا في عمل القذائف عالية الدقة (بي جي إم)، كما يمكن أن يؤدي إلى فقدان الصواريخ الموجهة لمسارها، كما يقلل قدرة الدولة على حماية سمائها باستخدام وسائل الدفاع الجوي التقليدية.
يقول أحد ضباط الجيش الأميركي الكبار، في مقابلة مع موقع “أفييشن وويك” إن روسيا والصين تطوران منصات حرب إلكترونية هجومية، يمكنها الوصول إلى أحدث الأسلحة التقنية، التي يملكها الجيش الأميركي، الذي يعمل على تطوير أسلحة مضادة تمكنه من امتلاك تفوق تقنية في تلك المواجهة.
تعتمد أسلحة الحرب الإلكترونية على توظيف موجات الراديو والرادار، والأشعة تحت الحمراء، ووسائل الرؤية الرقمية، والأشعة فوق البنفسجية، وتقنيات الليزر في مهاجمة العدو، وشل قدرته على تنفيذ هجوم، أو حرمانه من استخدام أسلحته الدفاعية عند شن هجمات ضده.
يشير تقير نشرته دورية “فاس” الأميركية، إلى أن عقيدة الحرب الإلكترونية للجيش الأميركي، تعتمد على استخدام القوة الكهرومغناطيسية وأسلحة الطاقة لمهاجمة الأشخاص والمنشآت، بهدف تعطيل نشاطها أو إخراجها من الخدمة، أو حتى تدميرها، وهو ما يمكن تلخيصه في “استراتيجية القضاء على العدو دون استخدام أسلحة مدمرة”.

– التشويش الراداري
يؤدي استخدام التشويش الراداري إلى شل قدرة العدو على الاتصال أثناء تنفيذ هجوم جوي، وتقوم به بعض الطائرات المخصصة لذلك، حيث تعيق الاتصال بين محطات الرادار ومراكز القيادة والسيطرة ومنصات الصواريخ، وهو ما يسمح للطائرات المهاجمة باختراق المجال الجوي للعدو.
يستخدم الجيش الأميركي طائرات مخصصة لذلك منها طائرة بوينغ “إي إيه 18 جي”، التي تقوم بعمليات التشويش ضد الأهداف المعادية.
بينما يتم استخدام الموجات الكهرومغناطيسية للتشويش على المتفجرات، التي يتم تفجيرها عن بعد، لمنع استخدامها ضد القوات البرية أثناء الهجوم، بحسب مركز أبحاث البحرية الأميركية.

– الخداع العسكري
تعد عمليات الخداع العسكري إحدى وسائل الحرب الإلكترونية، وتعتمد على اختراق وسائل الاتصال للعدو، ومده بمعلومات استخباراتية غير صحيحة، تجعله يتخذ قرارات خاطئة فيما يخص مكان ووقت المعركة.

خطر يهدد الجيش الأميركي
يقول تقرير لموقع “أرشيف”، التابع لمركز جورج تاون للدراسات الأمنية الأميركية، إن روسيا تطور وسائل حرب إلكترونية، ربما تجعلها في المرتبة الأولى عالميا في هذا المجال.
ويقول التقرير، إن الولايات المتحدة الأميركية قضت حوالي عقدين من الزمان في عمليات محاربة الإرهاب، التي كانت تستطيع خلالها من فرض الهيمنة الجوية والبرية والبحرية على العدو، في وقت قصير، بينما كان الجيش الروسي يواصل تطوير وسائل حرب إلكترونية، تعد الأكثر تطورا في العالم، بحسب الموقع الأميركي، الذي أشار إلى أن تنامي قدرات روسيا في الحرب الإلكترونية يمثل أكبر تهديد للجيش الأميركي.
وبحسب التقرير، فإن الجيش الأميركي مازال يمتلك تقنيات تمكنه من فرض الهيمنة الجوية في الحروب التقليدية، مضيفا: “لكن روسيا تجهز جيشها بقدرات لا نظير لها، تفرض على واشنطن زيادة قدراته في تلك المواجهة، حتى لا يصبح ضحية لتلك الحرب”.

وعن تجربة روسيا في الحرب الإلكترونية يقول الموقع، إن عام 2008، كان بداية مرحلة جديدة بالنسبة لوسائل الحرب الإلكترونية الروسية، مشيرا إلى أن الحرب الجورجية، التي واجه فيه الطيران الروسي صعوبات لاختراق الدفاعات الجوية الجورجية، لفتت أنظار الروس إلى أهمية الاستثمار في تطوير وسائل حرب إلكترونية فائقة القوة.

ولفت إلى أن تجربتهم في تلك الحرب جعلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يأمر بتطوير أكثر من 70 في المئة من وسائل الحرب الإلكترونية، خلال فترة زمنية تمتد حتى عام 2020، بينما تقول تقارير إنها حققت حتى الآن حوالي 90 في المئة من عمليات التحديث.

وفي عام 2009، شكلت روسيا وحدات خاصة بعمليات الحرب الإلكترونية فقط، وتواصل دعم تلك الوحدات بأشخاص في أعلى درجات الاحترافية، وتهدف إلى أن يكون جميع العاملين بتلك الوحدات محترفين في الحرب الإلكترونية.

أسلحة الحرب الإلكترونية الروسية
يعد نظم التشويش الروسي “بوريس أوغليبسك 2″، واحدا من أهم أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، ويتم استخدامه للتشويش على الاتصالات بالأقمار الصناعية، وموجات الراديو، وكان له دورا فعالا في شرق أوكرانيا، حيث عطل استخدام الدرونز ضد القوات الروسية بالتشويش على نظام الملاحة “جي بي إس”، الذي كانت تستخدمه.

والنظام الثاني هو “ماسكفا 1″، الذي يمكنه البحث عن مصادر الموجات الإلكترونية، في مدى 400 كم، ويعمل على كل الترددات، ويمكن استخدامه في عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية، والتشويش عند الحاجة، كما يوجد أنظمة أخرى عديدة منها نظام “كراسوخا 2” تحليل الموجات الرادارية، والتشويش عليها.

وتجدر الإشارة إلى أن منظومات “كراسوخا” تكتشف رادارات طائرات العدو على بعد 400 كيلومتر وتعطلها وتُسكتها بفعالية، وتتيح إسكات كافة أنواع الرادارات الموجودة في الطائرات المروحية والطائرات المسيرة دون طيار والصواريخ الجوالة (كروز) ومكافحة جميع أجهزة الرادار الحديثة التي تستخدمها الطائرات على اختلاف أنواعها بينما تمكّن منظومات “رتوت” من تفجير الذخائر غير الموجهة على مسافة آمنة.

وفي آب الماضي، أعلن ذلك فلاديمير ميخييف، مستشار النائب الأول للمدير العام لشركة “كا. إر. أ. تي” المصنعة لوسائط التشويش الإلكتروني خلال معرض الطيران “ماكس 2019” المقام في ريف العاصمة الروسية موسكو، أن روسيا بدأت روسيا العمل على إنشاء جيل جديد من وسائط الحرب الإلكترونية والإعاقة التشويشية.