Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 16, 2019
A A A
أنطوان الدويهي يوقّع كتابه “حركة الوعي” في إهدن
الكاتب: موقع المرده
1e22f283-8a67-404f-a5c2-a74debcdd520 30a192c7-ad0b-4453-8c28-883b54597bf1 975a0778-a3a0-4ae7-b9e7-33799c7278e0 3427b5f2-7f6e-48ce-a7ce-46684b678a8b 7c0be216-d342-402f-b2c0-3a529b053eb8
<
>

لمناسبة الذكرى الخمسين لقيام حركة الوعي، وبالتعاون مع بلدية زغرتا-إهدن، الدار العربية للعلوم ناشرون ودار المراد، وقع الشاعر والكاتب أنطوان الدويهي كتابه “حركة الوعي هل كانت هي الطريق لخلاص لبنان؟” في مبنى الكبرى الأثري في إهدن، بحضور النائب السابق قيصر معوض، رئيس بلدية زغرتا-إهدن السيد انطونيو فرنجيه ممثلاً بعضو المجلس البلدي السيد إبراهيم المكاري الى جانب حضور ثقافي وإجتماعي لافت وحشد كبير من المهتمّين، الى اعضاء من الحركة التي تأسست عام 1969.
وقد عمد الدكتور أنطوان الدويهي – الذي كان رئيس “حركة الوعي” ومفكّرها – على إصدار كتابه، على شكل حوار معه قامت به أورنيلا عنتر، الصحافية في “لوريان- لوجور” وفي “المدن”.
والكتاب الواقع في 172 صفحة من القطع الكبير، يضم نحو سبعين وثيقة.
في بداية لقاء التوقيع شرح الدويهي بعض الأسباب الأساسية التي دفعته إلى إصداره، لافتاً الى انه لم يشأ ان تمرّ الذكرى الخمسون لقيام “حركة الوعي” و” كأن شيئاً لم يكن”، كاشفاً عن مخاوفه من أن تمحى الحركة مع مرور الوقت من الذاكرة، بعد أهوال المرحلة الطويلة من الزمن التي باتت تفصل اللبنانيين عنها. واوضح أنه أراد من كتابه ” إنقاذ هذه الحركة من خطر النسيان التام، وإنقاذها من التلاشي، وحفظ وجودها حياً ونهائياً في الذاكرة الجماعية اللبنانية”. وأشار الدويهي في مداخلته الموجزة إلى أنه أعطى هذه الحركة ست سنوات كاملة من حياته “بكل أيامها ولياليها، من آب 1969 إلى شباط 1976″، وانه أعطاها ” عصارة فكره وقلبه”، ولن يتركها ” تذهب إلى العدم”. كما ذكر أنه على مدى حياته، لم ينتمِ إلى أي حزب أو حركة أو جمعية أو جماعة، إلا إلى ” حركة الوعي”، وأن مقامها كبير وعميق في وجدانه. وأضاف : ” لم يكن هذا الكتاب ممكناً لولا مئات الصفحات من مخطوطاتي عن الحركة، ومن الكثير من الوثائق، المحفوظة لديّ عنها، منذ ذلك الحين. وقد تطلب مني جهداً كبيراً على مدى أشهر من العمل والمثابرة”. وختم كلامه قائلاً: “مع احترامي وتقديري للتوجّهات والإنتماءات الراهنة للعديد منكم، فانا كنت أعتقد ولا أزال بأن “حركة الوعي” هي طريق الخلاص للبنان”. وان هذا الكتاب بذرة حية “نرميها في الأرض اللبنانية القاحلة”. وهو يعطي المثال والأمل، على حد تعبيره، “بما يمكن ان تفعله مجموعة من الشبيبة اللبنانية إذا ما تحلّت بالترفع عن المال وهوس السلطة، وبروح الحرية، وبالتحرر التام من جميع مواقع النفوذ في الداخل والخارج، والتحرر من القيود الطائفية والمذهبية والمناطقية والعائلية، وبالرؤية المستنيرة، والجرأة، والإقدام، وحب الشعب، وحب لبنان”.
كما وجّه الدويهي تحية الى والدته، السيدة ماريا جبور يمين، ابنة ال99 عاماً، الجالسة في مقدّم الحضور، مشيراً الى دورها الكبير في تنشئته الفكرية والأدبية.

وتلا الدويهي الناشر ميشال مراد، متحدّثاً باسم “الدار العربية للعلوم” و” دارالمراد” عن ظروف إصدار كتاب الدويهي، وما ينطوي عليه من مميزات ومعانٍ، خصوصاً ضمن الوضع الراهن الذي وصل إليه لبنان. فذكر أنه ” قبل بضعة أشهر فاتحنا الدكتور أنطوان الدويهي برغبته في نشر كتاب له في حدود شهر آب 2019. رحبّنا بالفكرة، وسألناه : “هل هو رواية، أم عمل شعري؟”. أجاب: “لا هذا ولا ذاك. سيكون عملا عن”حركة الوعي” في الذكرى الخمسين لتأسيسها، منتصف آب 1969 في مؤتمر ميفوق”. أعادنا كلامه فجأة إلى ذاكرتنا التي كدنا نفقدها، ذاكرة ما قبل حرب، بل حروب لبنان، ما قبل 1975 المشؤومة، يوم كان لنا وطن موضع اعتزاز، ويوم كانت بيروت، مدينتنا، درّة الشرق. و”حركة الوعي” ؟ جزء من تلك الذاكرة، جزء أبيض إذا جاز التعبير، غير ملوّث بشيء من ملوثات البلاد والمرحلة. لكننا لم نعد نعرف عنها الكثير. نأى بها الزمن ونأى بنا”.
وأضاف : ” لكن مع مواكبتنا هذا العمل طوال الأشهر الماضية، كان لنا ان نطّلع على مخطوطات أنطوان الدويهي ومحفوظاته عن “حركة الوعي”، وعن حقبة 1969- 1976. كنزٌ من الوثائق”.

وتوقف مراد عند الجوانب التالية في ظاهرة “حركة الوعي” ، قائلاً:
“1- إذا كان اللبنانيون يتوقون اليوم إلى جماعة، إلى تنظيم، إلى حركة، تخرجهم من الوضع اليائس الذي وصلت إليه البلاد، فهذه الحركة المرجوّة تشبه كثيراً “حركة الوعي”، إن لم تكن هي نفسها. بفكرها المستنير، واستقلاليتها التامة، وتحررها من كل قيد، وشفافيتها، ونظافتها، وصورتها العالية عن نفسها وعن السياسة، وبممارستها الصلبة، الفعّالة.
2- “حركة الوعي” هي الحركة السياسية والنقابية الوحيدة في التاريخ اللبناني الحديث، التي لم تتشكل حول زعامة عائلية، أو دينية، أو مناطقية، أو عسكرية، أو حزبية، ولم تتفرّع عن تنظيمات أو تيارات خارجية. انبثقت “حركة الوعي” من مجتمع الجامعة اللبنانية.
3- في السنوات الست التي عاشتها، قبيل حرب 1975 (من آب 1969 إلى شباط 1976)، كانت “حركة الوعي” ذاهبة في الخط المعاكس. كان التحضير يجري على قدم وساق، في كل مكان، بالمال والسلاح وشحن النفوس، لتلك الحرب الرهيبة التي لم نخرج من فصولها المتوالية حتى اليوم، بعد أربعة وأربعين عامًا من انطلاقها ، تلك الحرب التي أدخلت لبنان في الخراب العظيم. كانت “حركة الوعي” خارج كل ما كان يجري وفي منأى عنه. وحين انطلقت الحرب، قرّرت “الوعي” عدم التسلّح، وعدم الدخول في متاهة العنف، فجمّدتْ نفسها.
4- كيف لا يذكّرنا مشروع “حركة الوعي” لتغيير المجتمع انطلاقاً من الجامعة، وعبر الثورة التعليمية والمعرفية، بهذا المنحى نفسه الذي حقق لدول اوروبا الشمالية والوسطى، الصغيرة، شبه الخالية من المواد الأولية، أرفع مرتبة من التقدّم؟ وكيف لا يذكّرنا بالطريق التي سلكتها كوريا الجنوبية، والتي نقلتها خلال أقل من نصف قرن، من مصاف الدول الفقيرة المتخلفة، إلى إحدى الدول الأكثر تقدّماً في العالم؟ كان لبنان متقدّماً في حينه على كوريا الجنوبية. لكن شاءت أقدار التاريخ أن تقطع حرب 1975 الطريق على كل نهضة وكل نهوض.
5- من الملفت أن قيادات “حركة الوعي” وأعضاءها كانوا في العشرين، او مطلع العشرينات من العمر. إنه جيل الشباب اللبناني، صاحب الإدراك المبكر، المؤمن بأولوية تطوير وطنه، جيل الحلم والالتزام والفعل والجرأة والحرية، كما نرى في هذا الكتاب. فكم كانت “شبيبة الوعي” بعيدة عن معظم شبيبة اليوم، المركّز اهتمامها على مصالحها الفردية والمادية، التي لا يضيرها التزلّم الأعمى للسياسيين لتحقيق أهدافها، كما يذكر الدويهي في إحدى إجاباته.
6- ومن الملفت أيضا أن تكون “حركة الوعي” هي الحركة الوحيدة التي عرفها لبنان، التي اختارت مفكّراً وأديباً رئيساً لها، لا توصيفات أو أسانيد أخرى له “.