Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر July 22, 2016
A A A
الساحل … إلى أين؟
الكاتب: إبراهيم وزنه - البناء

في ستينيّات القرن الماضي، وفي ضوء الانتقال الدائم لأبرز لاعبي كرة القدم في ضاحية بيروت الجنوبية، وتحديداً في الشياح والغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك إلى فرق العاصمة ذات الأسماء الرنّانة والتاريخ العريق والإمكانات الكبيرة، إزاء هذا الواقع المرير، كانت ردّة الفعل سريعة من قِبل بعض المتحمّسين، وخصوصاً من القيّمين على الفرق الشعبيّة الموزّعة في معظم المناطق والأحياء لوقف مسلسل سحب اللاعبين الموهوبين، وتفريغ ملاعب الضاحية من جواهرها الكرويّة وهي كثيرة، بل برّاقة في عيون الكشّافين. وتمحورت القناعة الراسخة عند المندفعين في هذا السياق على مبدأ واحد وردّ وحيد، لماذا لا نشكّل أنديتنا وفرقنا ونشارك في المسابقات والبطولات الرسمية؟ وبالفعل تمّ إنشاء العديد من الأندية في منتصف الستينيّات وما تلاها من سنوات، البرج والإرشاد والضاحية والوفاء والمجد والإخاء والانتصار والأخوّة والعائلي، ولاحقاً التضامن بيروت، الذي شهدت معه الضاحية أولى إطلالاتها على دوريّ الدرجة الأولى … وأخيراً شباب الساحل.

نعم، لقد تعمّدت ذكر شباب الساحل في آخر القائمة، لأنّه وحده لم يزل على الخارطة الكرويّة تحت الأضواء لغاية اليوم، فالبقيّة تفرّقوا وغابوا وضاعوا في بحور النسيان والإهمال … فريق اتّخذ من اللون الأزرق شعاراً وجمع حوله أبناء الغبيري والحارة وعوائل ساحل المتن الجنوبي، هو من مواليد العام 1966، وفيه تدرّجت أجيال ولمعت أسماء، ومن ملعبيه الرمليّين في حارة حريك كانت الانطلاقة نحو المجد، هو اليوم يختصر الحكاية الجميلة، سفير الضاحية، وبرجها الكرويّ الذي جمع النجوم من كل المناطق. عائلة واحدة تحت سقف الإخاء والوفاء، والكلّ يجتهد لمجد النادي وإرشاده إلى منصّات التتويج، الأخوّة وحدها لغة التخاطب في أروقته والانتصار هو الهدف، وبغير التضامن لن تستمر الراية الزرقاء خفّاقة … فهل وصلت الرسالة؟

بصراحة، وحده الساحل اليوم يمثّل الضاحية، فلا تدعوه يترجّل عن صهوة الملاعب وهو خيّالها وفارسها الرائع. ففي شهر الخير، أطلق رئيس النادي سمير دبوق صرخته معلناً عدم ترشّحه لولاية خامسة، قالها بحرقة: «لم أعد قادراً على الاستمرار وحدي»، ثمّ دقّ رئيس مجلس الأمناء فادي علامة النفير منبّهاً ومحذّراً وداعياً إلى عقد «مؤتمر تأسيسي» بهدف إنهاء مسيرة القلق الدائم، وبعد ذلك أطلق أمين السر والعرّاب الأستاذ جلال علامة تصريحات آلمت مضامينها معظم الغيارى. وهنا أؤكّد بأنّه الغيور الأول على مصلحة النادي! ومؤخّراً دار السجال من على صفحات التواصل الاجتماعي، هذا يبخّر وذاك يتهجّم بخفاء وآخر يدافع بحياء، والنوايا مختلفة …

أيّها الأحبة، احتراماً لتاريخ هذا النادي الذي بقي وحيداً في الميدان، أطلق صرختي، متمنّياً مسارعة أبناء النادي وخصوصاً الإداريّين منهم، للتلاقي الفوري تحت سقف واحد عنوانه: «الساحل بيتنا وتاريخنا وعزّنا ومجدنا … الساحل بخير أجيالنا بخير وكرتنا بخير». فلتتوقّف الحملات والتصريحات، وعلى المصطادين في الماء العكر أن يرموا بسنّاراتهم بعيداً، فبحرنا أزرق ولن يتغيّر لونه … مع دعوتي ودعائي لبقاء نادي شباب الساحل منارة الضاحية الكرويّة.