Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر July 21, 2016
A A A
«السلطان» يتحدى «الملك» على إمبراطورية مانشستر
الكاتب: حسن زين الدين - الأخبار

سجال مبكر بين «أسطورة» مانشستر يونايتد إيريك كانتونا والنجم الوافد إلى الفريق زلاتان إبراهيموفيتش الذي قال بما معناه بأنه سيتخطى ما صنعه الفرنسي في ملعب «أولد ترافورد»، ما يضع السويدي أمام اختبار صعب إزاء جماهير يونايتد.

لم يكد مانشستر يونايتد الإنكليزي يعلن تعاقده مع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش قادماً من باريس سان جيرمان الفرنسي حتى خرجت صحيفة “ذا دايلي مايل” الإنكليزية بتقرير شبّهت فيه بين “إيبرا” و”أسطورة” الفريق السابق، الفرنسي إيريك كانتونا، إذ قالت: “مثل كانتونا يمثّل الهداف السويدي خليطاً بين السحر والفوضى، وهو عامل جذب للجمهور ورجل يمكنه احتلال العناوين حتى من غير أن يقول كلمة واحدة”. وأضافت: “إبراهيموفيتش لديه كل غرابة أطوار وعبقرية إيريك كانتونا. الرجلان هما لاعبا كرة قدم بموهبة عنيفة وشخصية رائعة”.

وبعد ذلك، راحت تقارير أخرى تربط بين النجمين، غير أن “كانتو” لم يرق له ذلك بعد كل الذي قدّمه في ملعب “أولد ترافورد” فأراد قبل أيام أن يضع الأمور في نصابها مبكراً قبل انطلاق الموسم عندما توجّه في تصريح لإبراهيموفيتش قال فيه بأنه (أي كانتونا) يبقى الملك في “أولد ترافورد” وبإمكان السويدي أن يصبح الأمير.
ومباشرة لم يتوانَ إبراهيموفيتش عن الرد على أيقونة يونايتد حيث قال بالفم الملآن: “لن أصبح ملك مانشستر يونايتد فحسب، بل إله مانشستر”.

«السلطان» يتحدى «الملك» على إمبراطورية مانشستر

* لا يختلف أحد على أن زلاتان هو الأقرب من بين جميع اللاعبين في العالم إلى كانتونا.
* قال كانتونا بأن زلاتان يمكنه أن يصبح الأمير لا الملك في مانشستر، فردّ الأخير بأنه سيصبح الإله لا الملك فحسب.

لا يختلف أحد هنا أن إبراهيموفيتش هو الأقرب من بين جميع اللاعبين في العالم إلى كانتونا من حيث اللعب والشخصية فكلاهما “مجنون” في الكرة ويمكن أن يفعل أي شيء غير متوقع كما الحال على سبيل المثال مع كانتونا في لقطته الشهيرة عام 1995 التي دخلت تاريخ الكرة، عندما وجّه ركلة «كونغ فو» في إحدى المباريات إلى مشجع فريق كريستال بالاس، التي حوكم بسببها بالسجن لمدة 120 ساعة في خدمة للمجتمع قضاها في تدريب الأطفال على الكرة، ومثلها ركلة “الكاراتيه” التي وجهها زلاتان مع فريقه سان جيرمان لحارس سانت إتيان في الدوري الفرنسي عام 2012 ما أدى إلى طرده، وكلاهما ساحر من خلال أهدافهما الخيالية التي سجلاها، وكلاهما أيضاً سليط اللسان لا يوفر حتى الأقربين قبل الخصوم، لكن ذلك لا يمنع من أن إبراهيموفيتش “رفع السقف” كثيراً بردّه على كانتونا وقوله بما معناه أنه سيتخطاه.
إذ ليس خافياً أن الإرث الذي خلّفه “الأسطورة” الفرنسي في ملعب “أولد ترافورد” كبير جداً وليس من السهولة على الإطلاق على أي أحد أن يكرره خصوصاً أن من غير المتوقع أن تطول فترة إقامة النجم السويدي في مدينة مانشستر لأكثر من سنتين (وقّع عقداً لمدة عام) وذلك نظراً لتقدمه في السن فيما أن فترة الخمس سنوات التي قضاها كانتونا في يونايتد كان فيها في “عزّ” مسيرته من منتصف سن العشرين حتى أوائل الثلاثين، وهذه نقطة بالتأكيد لا تصبّ في مصلحة زلاتان إذ إنه لن يجد متّسعاً من الوقت ليترك بصمة كبيرة كتلك التي تركها في باريس أو كبصمة كانتونا الذهبية في مانشستر، فضلاً عن أن الحال يبدو مختلفاً بين يونايتد في تلك الفترة والآن.

لكن ما يهم في تصريح إبراهيموفيتش أنه أعلن التحدي بوجه أيقونة جماهير “الريد ديفلز” وما يمثّله لهم وهذا ما سيضع السويدي أمام اختبار صعب ارتضاه لنفسه لصنع “شيء كبير” يقرّبه على الأقل من كانتونا خصوصاً إذا ما علمنا بخلاف سن زلاتان بأنه سيكون، بما يمثل من نجومية وشخصية مثيرة للجدل، في مرمى الصحافة الإنكليزية المعروفة بحدّتها على خلاف تجربته مع الصحافة الفرنسية.
هكذا، فقد وضع “السلطان” إبراهيموفيتش نفسه أمام فوّهة المدفع وهو منذ ركلته الأولى للكرة في الملاعب الإنكليزية سيصبح تحت أنظار الجميع وفي مقدمهم طبعاً “الكينغ” كانتونا الذي لن يوفّر أي فرصة سانحة لتذكير «السلطان» زلاتان بأنه أعلن تحديه في يوم من الأيام.