Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر June 19, 2019
A A A
هذا ما يحمله الوفد الروسي الى المسؤولين اللبنانيين..
الكاتب: فادي عيد - الديار

تشغل زيارة الوفد الروسي إلى لبنان الحيّز الأبرز في هذا التوقيت بالذات، نظراً لارتباطها بمسألة النازحين السوريين، وعلى اعتبار أن رئيس الوفد هو موفد شخصي للرئيس الروسي فلاديمير بووتين، وتربطه به علاقة قديمة، وله معرفة بالملف اللبناني، وتحديداً السوري، إذ يتابع ويواكب كل ما يتعلّق بالشأن السوري بصلة.

أما ماذا يحمل معه الوفد الروسي، وهل الزيارة مرتبطة بموضوع النازحين السوريين وعودتهم إلى ديارهم، أم أنها كما يتسرّب تتناول موضوع ترسيم البحرية والبرية بين لبنان وسوريا؟ وفي السياق ينقل عن مصادر سياسية متابعة لهذه الزيارة، أن الأجواء المستقاة من بعض الأصدقاء اللبنانيين الذين تربطهم علاقات بالمسؤولين الروس، يؤكدون بأن الزيارة متشعّبة، إذ تجمع بين استطلاع المواقف الرئاسية والسياسية، وبمعنى آخر تكوين صورة واضحة لدى الروس حول نظرة ومواقف المسؤولين اللبنانيين من عودة النازحين، تالياً ليس من صيغة جديدة لحل هذه المسألة، بل ثمة مبادرة روسية جديدة أقرت في مؤتمر الآستانة، وتقتضي عودة النازحين لأنها تحظى بإجماع دولي وهي غير سياسية، أي تنسق مع كل المعنيين من المنظمات الدولية والإنسانية إلى التواصل مع واشنطن وعواصم القرار.

إضافة لذلك، فإن الوفد، وكون رئيسه وسائر المشاركين فيه على بيّنة من الوضع اللبناني والسوري وفي المنطقة، فمن الطبيعي ان يتناول البحث في ملفات سياسية متشعّبة، إنما ليس هناك، وبحسب المعلومات المؤكدة، أي طروحات حول ترسيم الحدود والعلاقة اللبنانية ـ السورية، أو إعادة طرح موضوع قديم ـ جديد حول تسليح الجيش اللبناني بالسلاح الروسي، والذي كان سبق أن طرح في الحكومات السابقة، وكان هناك توجّهاً يقضي بتزويد الجيش بطائرت مقاتلة وأسلحة نوعية، ولكن جرى صرف النظر عن ذلك لدوافع سياسية وتقنية، بمعنى أن لبنان ليس بمقدوره القيام بالصيانة وأعبائها لهذه المقاتلات، على اعتبار أن سلاحه أميركي وليس هناك من أخصائيين أو وسائل لصيانة السلاح الروسي وبشكل محدّد الطائرات، وإن كانت بعض الدفعات التي كان سيزوّد بها الجيش إنما هي هبة، ولكن تكاليف الصيانة هي باهظة الثمن.

وفي الشقّ الآخر، وهو الأساس، فقد بات واضحاً أنه ليس ممكناً في هذه المرحلة تزويد الجيش والمؤسّسات الأمنية اللبنانية بسلاح روسي، على اعتبار أن سلاح الجيش أميركي أو فرنسي منذ حقبة الستينات، وعلى هذا الأساس، ثمة بروتوكول بين لبنان وواشنطن حول السلاح والتدريبات وكل هذه المسائل، فلهذه الغاية ليس هناك من أجواء توحي بأن لبنان سيتّجه لاقتناء السلاح الروسي.

وبالعودة إلى القضية الأساسية من خلال عودة النازحين السوريين، فإن هذا البند هو طبق رئيسي من خلال ما يحمله معه الوفد الروسي من أفكار تصب في إطار تفعيل المبادرة الروسية وإزالة العوائق أمام هذه العودة، وإن كانت وفق أكثر من مصدر روسي وسواه، تواجه صعوبات كثيرة على المستوى اللبناني الداخلي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، خصوصاً وأن الحل للحرب السورية أو الشروع في انطلاق التسوية السياسية يلزمه الكثير من وقت بعد، لا سيما وأن الحرب لا زالت مشتعلة.

من هذا المنطلق، ثمة توجّه قد يفضي إلى إعادة بعض الأعداد المقبولة من النازحين في إطار تسوية سياسية توافقية وتقنية إلى مناطق آمنة، ولكن أن تعود الأكثرية الساحقة من النازحين، فذلك في غاية التعقيد لمعطيات سياسية وتقنية، أبرزها حصول إجماع بين واشنطن وموسكو على هذه الخطوة.

} لقاءات الوفد الروسي }

وكان الوفد الرئاسي الروسي استهل جولته في عين التينة برفقة السفير الكسندر زاسبيكين حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، ودار الحديث حول التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة لا سيما في سوريا وموضوع النازحين.

وقال الموفد الرئاسي الروسي بعد الزيارة: «اتينا لنبحث مع دولته ومع القيادات اللبنانية الوضع في سوريا وكيف يمكن ان نحل هذه الازمة، وما هي تأثيراتها على لبنان وكذلك ما يمكن ان تفعله روسيا من اجل تخفيف معاناة الشعب السوري. وكانت محادثات مثمرة مع الرئيس بري. كذلك بحثنا في موضوع النازحين السوريين في لبنان وضرورة تكثيف التواصل بين بيروت ودمشق لحل هذه المشكلة باسرع وقت ممكن، كذلك سنبحث هذه المواضيع ايضا مع رئيسي الجمهورية والحكومة. وفي الحقيقة انا سعيد لوجودي هنا في لبنان لأرى الشعب اللبناني ولتعزيز علاقاتنا الثنائية».

وكان الوفد الروسي قد وصل عند الثالثة والثلث من بعد ظهر امس الى مبنى الطيران المدني في مطار رفيق الحريري، المفوض الروسي الخاص الى سوريا قادما من العراق يرافقه نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين على رأس وفد ديبلوماسي في زيارة رسمية الى لبنان يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين الكبار في الدولة اللبنانية. وكان في إستقباله في المطار سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين مستشار رئيس الحكومة للشؤون الروسية جورج شعبان والقنصل رودريغ خوري من وزارة الخارجية اللبنانية.