Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر June 16, 2019
A A A
صلاح تيزاني: التمثيل تحوّل إلى «شمّة هوا»!
الكاتب: الراي

أكد الفنان القدير صلاح تيزاني الملقب بـ«أبو سليم» أن “كل عمل قدّمتُه أعتبره محطة، وكل أعمالي هي أعمالي، ولكن البعض منها حقق نجاحاً أكثر مما كنا نتوقع له، من بينها «سيارة الجمعية» و«المليونير المزيف» و«دكتور الضيعة». كل عمل في وقته وزمنه. وأنا واكبتُ 6 أجيال. في الستينات قدمت «سيارة الجمعية» وفي السبعينات «المليونير المزيف» وفي الثمانينات «خلصنا بقى» و«سوا سوا بدنا نعيش» تزامناً مع الحرب، وفي التسعينات «أبو سليم 2000». كنت أواكب كل مرحلة بالأعمال التي تناسبها. لم أقدّم مسلسلاً من 30 حلقة يدور حول فكرة معينة، بل برامج عن الحياة الاجتماعية، تنتقد المجتمع بقالب كوميدي. نوّعتُ بكل ما قدمته وكنت أجدّد في برامجي، وإلا لَما تمكّنتُ من الاستمرار حتى يومنا الحالي”.
وحول استرجاع ذكريات الحوادث التي رافقت أعماله، قال تيزاني في حديث لـ”الراي”: “الحوادث كانت كثيرة جداً، وكانت العبارات التي نستخدمها في أعمالنا تتردّد على ألسنة الناس. مثلاً، قلتُ لأمين في أحد البرامج سجّل رقم لوحة السيّارة التي تقف على الرصيف واذهب إلى المخفر كي يحرر مخالفة أو يمنع وقوفها على الرصيف، وفي اليوم نفسه نزل الأولاد إلى الشوارع وقاموا بتسجيل لوحات السيارات فيها بعد انتشار إشاعة بأن التلفزيون عرض جائزة على الشخص الذي يجمع أكبر عدد من أرقام لوحات السيارات، فتم استدعائي من المخفر لأن هناك مَن فهم ما عرضناه في الحلقة بشكل خاطئ، وقمتُ بإيضاح الحقيقة. كان الناس يظنون أن ما يشاهدونه في التلفزيون حقيقي. وفي مرة ثانية، أرسل بطلبي مدير التلفزيون وقال لي «خربت بيتي»، فتبين أن الجزّار الذي يتعامل معه توقف عن بيعه اللحم، بعدما عرضت حلقة موضوعها أن الجزار لا يغش الناس فقط، بل بيته أيضاً، فظنّ الجزار أن مدير التلفزيون هو الذي اقترح موضوع الحلقة. الناس لم يتقبلوا الانتقاد بصدر رحب.
واضاف: “خلال الفترة التي امتدّت بين الستينات والسبعينات، لم نكن نصوّر أعمالنا، بل كنا نبثها بشكل مباشر على الهواء. وفي كل حلقة كانت تحصل 100 غلطة، في الحوارات والمواقف، ولجهة نسيان الممثل الدخول في المشهد. كنا نرتجل حواراتنا، والممثل لم يكن مجرد ممثّل يحفظ دوره ويؤديه أمام الكاميرا، بل كان يغنّي ويرقص ويلعب اكروبات ويقوم بالرياضة، واليوم تحوّل التمثيل إلى «شمّة هواء»، وأي شاب جميل أو فتاة جميلة صارت تُطلب للتمثيل، والموهبة اختفت، ولذلك لم يعد هناك عباقرة وفنانون حقيقيون، بل كلهم للاستعراضات. النجوم اختفوا منذ نحو 20 عاماً، وصار مطلوباً من الممثل أن يبذل جهداً كبيراً كي يصبح نجماً، بينما في السابق كان يفرض نفسه من أول عمل يشارك فيه لأنه يملك الموهبة. الفن ليس علماً مع أنه يساعد الممثل ولكن الموهبة هي الأساس، تماماً كما الغناء الذي يحتاج الى صوت جميل. أما اليوم فأي فتاة تجد نفسها حلوة وتتمتّع بقوام جميل تقرّر الغناء، مع انها تنشّز خلال الغناء”.