Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر January 23, 2019
A A A
ما بعد خيبة القمة.. هل من مؤشرات إيجابية؟
الكاتب: الهام سعيد فريحه - الانوار

لبنان يعيش على المحطات، وينتقل من محطة إلى محطة: إما لتحقيق هدف أو لملء وقتٍ ضائع.
من المحطات ما تكون للإنتظار، ومنها ما تكون لإمكان تحقيق شيء ما.
أقرب المحطات في وارسو، عاصمة بولندا، حين سيُعقد ليومين، 13 و14 شباط المقبل مؤتمر دولي أقليمي تحت عنوان “مواجهة الدور الإيراني في الشرق الأوسط”.
لبنان، ووفق معطيات أكيدة، لن يحضر هذا المؤتمر، الذي تدعو اليه الولايات المتحدة الاميركية، فإعتباراته الداخلية تجعله لا يحتمل ما يمكن ان يصدر عنه من مقررات.
يتزامن المؤتمر أيضًا مع الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وسيكون لبنان منهمكاً بهذه المناسبة الأليمة.
مع ذلك، سيترقب لبنان باهتمام شديد ما يمكن ان يصدر عن هذا المؤتمر من مقررات خصوصًا انه معني مباشرة بالتأثير والنفوذ الايراني في المنطقة.


المحطة الثانية القمة العربية العادية الثلاثون التي ستنعقد في تونس أواخر شهر آذار المقبل، ولبنان مدعوٌّ إليها وأعلن أنه سيشارك فيها.
بين وارسو وتونس ليس من المعقول ان يواجه لبنان هذين الاستحقاقين من دون حكومة جديدة. ويبدو ان هناك مؤشرات إلى سعي جدي لأن تبصر الحكومة الجديدة النور قبل وارسو وبالتأكيد قبل تونس.
من المؤشرات ان الرئيس سعد الحريري الغى مشاركته في منتدى دافوس الذي يفتتح أعماله اليوم الثلاثاء ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل. هذا الإلغاء جاء على خلفية الأنباء المتوالية التي تتحدث عن تقدم ولو طفيف وخجول في موضوع تشكيل الحكومة، وان بقاءه في لبنان هو من أجل مواكبة هذه التطورات. لكن وفق أي قاعدة؟ فإذا كان على قاعدة ما كان يُطرَح وما كان يُرفَض، فإن الأمور لن تتحسن. بناءً عليه، كيف ستتطور الأمور؟
من الأمور المتداولة العودة إلى طرح حكومة من 32 وزيرًا من خلال إضافة وزير علوي من حصة رئيس الحكومة ووزير مسيحي من الاقليات من حصة رئيس الجمهورية وإعطاء وزير للقاء التشاوري أي لسنَّة 8 آذار.
لا شيء رسميًا بعد، لكن عدم سفر الرئيس الحريري إلى دافوس يعني أن شيئًا ما يتحرّك. خصوصًا ان تعويم الحكومة الحالية دونه صعوبات، وانه أيضًا يعطي إشارة غير مشجعة الى الخارج ومفادها ان لبنان غير قادر على تشكيل حكومة.


في مطلق الأحوال، يبدو ان ما بعد القمة الاقتصادية التنموية في بيروت غير ما قبلها، على رغم كل الإحباطات التي سادتها، ومن المؤشرات الإيجابية تحريك الوضع المالي ووضع سندات الخزينة، ما يعطي انطباعًا بأن لبنان غير متروك، فهل بالإمكان القول إن مرحلة جديدة بدأت؟


لا بد من الإنتظار، لئلا يكون منسوب التفاؤل أكبر من الواقع.