Beirut weather 16.41 ° C
تاريخ النشر July 5, 2016
A A A
هذا ما كشفته “جنيفر” ابنة شهيد تفجيرات القاع
الكاتب: Aleteia

 

 

 

جنيفر فارس ابنة شهيد “القاع” تنتفض على المأساة وتنجح بتفوّق:” ارفع رأسي بوالدي لأنه بطل…الله لا يترك أحدا والعذراء ترافقنا ومار شربل ينظر الينا دائما ولا أحد يجب أن ييأس من مصيبته”.
ربما هناك من يقول “كل المصايب بتجي مع بعضها” وربما هذا ما اختربته عائلة فارس في القاع الا ان العائلة رفضت تلك المقولة متحدّية الصعوبات وشاهدة لذاك الذي يرسل النور وسط الظلمة والذي بلمسة منه يعرف كيف يخرج من الشر خيرا ويحوّل الألم الى واحة رجاء!!

خسرت والدها وجدّها…وأمها وصهرها يعانيان
هذا ما تكتشفه بمجرّد أن تجلس وجنيفر فارس، تلك الفتاة الجبّارة ابنة القاع الأبيّ، جنيفر التي خسرت والدها جورج في انفجارات القاع الآثمة وعانت الآلام مع امّها التي ما تزال في عناية الجامعة الاميركيّة المركّزة، وقاست العذاب مع شقيقتها التي أصيب زوجها في التفجير الارهابي عينه وخضع لعملية جراحية اليوم الاثنين، وفقدت جدّها الذي ما تحمّل صدمة استشهاد نجله فرحل بالأمس…
جنيفر ما عرفت الاستسلام لقوى الظلام إنّما سلّمت أمرها لله “الذي يمتحننا” وشكرته على لمسته المميّزة من خلال نجاحها المتميّز في الشهادة العامة عن فرع الاجتماع والاقتصاد وتسرد ما عانته وعائلتها بالقول:”ما عشناه كان صعبا كثيرا وحملا كبيرا انما نرضى بما يريده الله ونسلّم لمشيئته، ايماننا بالرّب كبير وهذا ما سمح لنا بأن نبقى أقوياء ونحاول تخطّي الأزمة التي نجتازها”.

“يا ريت كان البابا حدّي”
وعن وضع الوالدة جرّاء إصابتها في الانفجار، تقول:”حالة أمي تشهد تحسّنا ملحوظا وبعد أن عرفت بنجاحي تحسّنت بشكل كبير والحمدالله فالطبيب قال لنا اليوم، انها قد تخرج من العناية المركّزة اذا بقيت على هذا التقدّم”.
وعن الشهادة العامة وتفوّقها، تقول جنيفر فارس:”كنت متوقّعة النجاح ولكن ليس بهذه النتيجة المميّزة، من المؤكّد انني درست وحضّرت جيّدا وأهلي اعطوني الحافز لأصل الى ما بلغته من نتيجة، فهم سهروا وتعبوا معي، كنت أفضّل لو كان “البابا حدّي” وسمع معي النتيجة لان هذه كانت رغبته ولكن للأسف الرّب أراد ان يمتحنني وان اكون بمفردي عندما تلقيت الخبر، هذه النتيجة ارادها الله في هذا الوقت كي يشجّعنا ويقوّينا وتكون بمثابة النور الذي يرسله كطاقة أمل”.

والوزير اعفاها من الامتحان: الله لا يترك أحدا
جنيفر تهدي نجاحها وتفوّقها اولا لوالدها وروحه الطاهرة، هو الذي شجّعها ودعمها وطلب منها الجهد والكدّ للحصول على هذه العلامة قائلة:”انا ارفع رأسي بوالدي لانه بطل”، وثانيا لوالدتها التي لطالما وقفت الى جانبها ودعمتها، وثالثا لصهرها جورج المصاب وشقيقتها و”في النهاية هذه النتيجة هي لكل أبناء القاع”.
جنيفر التي ستدخل كلية ادارة الاعمال في الجامعة اللبنانية في الاشرفية لدرس المحاسبة، تلفت الى ان وزير التربية الياس بو صعب اتصل بها وأبلغها اعفاءها من امتحان الدخول نظرا لكل الظروف التي مرّت بها العائلة وتشجيعا لها.
“الله لا يترك أحدا والعذراء دائما مع الجميع ومار شربل ينظر الينا دائما ولا أحد يجب أن ييأس من مصيبته، عندما نقع في أزمة يجب أن نبقى متسلّحين بالايمان ونبقي صلواتنا مرفوعة لأنّ وحدها الصلاة تقوّينا وتجعلنا نقف لتخطّي الصعوبات ونكمل المسيرة” زوّادة تحملها جنيفر لكل من ضاقت به الحياة!