Beirut weather 16.88 ° C
تاريخ النشر November 10, 2018
A A A
«رأفت الهجان»… استعادة ملحمة وطنية مصرية

أعادت عدد من القنوات الفضائية المصرية أخيراً في مناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والأربعين لانتصارات السادس من تشرين الأول (أكتوبر) 1973، مسلسل «رأفت الهجان» الذي تناول واحدة من أروع البطولات الوطنية الاستخباراتية، التي ضحى صانعوها بكل ما لديهم فداءً للوطن، وحقق نجاحاً لافتاً مع الجمهور العربي عند عرض جزأه الأول العام 1987، لدرجة أن الشوارع كانت تخلو من المارة وقت عرضه من كثرة تعلق الجمهور به، كونه يمثل انتصاراً للقدرة والإرادة والتفكير العلمي من جانب الاستخبارات المصرية، وصنف المسلسل على أنه العمل الوطني الأول، وحقق أكبر نسبة مشاهدة ونجاح منقطع النظير على مستوى الدول العربية، وتجددت المتابعات الجماهيرية عند إعادة عرضه، خصوصاً في ظل التراجع الكبير لجهات الإنتاج عن تقديم مسلسلات جديدة تبرز البطولات الوطنية المصرية أمام اسرائيل.
وتناولت أحداث «رأفت الهجان» الذي تم تقديمه في ثلاثة أجزاء عرض الأول منها 1987، والثاني 1990، والثالث 1991 سيرة الجاسوس المصري «رفعت على سليمان الجمال» الذي زرع داخل المجتمع الإسرائيلي للتجسس لصالح الاستخبارات المصرية لمدة طويلة، وكان له دور فعال في الإعداد لحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973.
والمسلسل من تأليف الكاتب والروائي صالح مرسي «1929/1996» الذي كتب عدداً من الأعمال الأدبية المنشورة التي تحول الكثير منها إلى أعمال فنية درامية وسينمائية، وجاء غالبيتها من ملف جهاز الاستخبارات المصرية، لدرجة أنه عدّ من رواد دراما الجاسوسية، ومن أبرز أعماله التي قام بإعدادها وكتب السيناريو والحوار لها، فيلم «الصعود إلى الهاوية»، ومسلسلات «دموع في عيون وقحة» و»رأفت الهجان» و»الحفار» و»حرب الجواسيس»، وأخرج العمل يحيى العلمي الذي يعد واحداً من أفضل مخرجي الدراما العربية،
وظهرت قصة «رفعت الجمّال» لأول مرة كرواية مسلسلة حملت اسم «رأفت الهجان» في 3 كانون الثاني (يناير) 1986 في مجلة «المصور» من تأليف صالح مرسي، وعند ظهور القصة، أنكر الموساد الإسرائيلي في البداية وجود مثل ذلك الجاسوس في تاريخ معاركهم مع الاستخبارات المصرية، وأنها مجرد أوهام، وتحت ضغوط الصحافة الإسرائيلية لم يكن لدى الموساد خيار إلا أن يعترف بصحة القصة والأحداث.