Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 4, 2018
A A A
روبير فرنجيه الصادق العنيد
الكاتب: عوني الكعكي- الشرق

معرفتي بالمرحوم روبير بك فرنجيه جاءت بعد علاقتي المميزة مع شقيقه الشهيد المرحوم طوني بك فرنجيه النائب ووزير الاتصالات في عهد الرئيس الراحل المرحوم والدهما سليمان فرنجيه الذي كانت تربطني به علاقة مميزة، خصوصا ان اخر حديث صحافي أجري مع المرحوم طوني بك قبل استشهاده كان معي.

روبير بك كان الرقم الصعب في المعادلة السورية خصوصا بسبب علاقته مع الرئيس حافظ الاسد مباشرة بعد اغتيال طوني، كان روبير بك رجلا صادقا عنيدا آدميا صاحب قرار، وكانت لديه حساسية من نائب الرئيس السوري انذاك عبد الحليم خدام… طبعا بسبب غيرة خدام من العلاقة المباشرة المميزة بين الرئيس فرنجيه والرئيس الاسد، واتذكر في “مؤتمر لوزان”عندما قال خدام لفرنجيه: اذا ما بتتفقو رح ارجع الى سوريا.

وردّ فرنجيه بحدّة: بيكون أحسن شي بتعملو!

يومها طلب مني الرئيس فرنجيه أن أعود معه على متن الطائرة الرئاسية، الا انني عدت عن طريق باريس.. وعاد الرئيس فرنجيه عن طريق دمشق واقام له الرئيس حافظ الاسد مأدبة غداء كنت بين المشاركين فيها.

وعندما ودّع الأسد فرنجيه رافقه الى باب السيارة هابطا نحو خمس درجات من باحة بيته الى حيث كانت السيارة متوقفة.

لقد كانت علاقة فرنجيه والاسد خطاً أحمر لم يكن أي مسؤول في سوريا يقدر على ان يؤثر عليها او يتخطاها.

وهكذا انتقلت العلاقة بقدرة قادر من روبير والرئيس حافظ الاسد الى ما بين سليمان والمرحوم باسل الاسد ثم بينه وبين بشار بعد رحيل باسل.

ألا رحم الله روبير فرنجيه رحمات واسعة قدر وطنيته الصافية وحرصه الكبير على مصلحة لبنان وأدواره التي أداها من وراء الستارة أحيانا كثيرة.