Beirut weather 18.54 ° C
تاريخ النشر August 22, 2018
A A A
سلاح فضائي أميركي في حرب نجوم
الكاتب: لو موند

بعد 35 سنة على افتتاح الرئيس الأميركي، رونالد ريغن، «حرب النجوم»، يُنزل دونالد ترامب الفضاء في منزلة نواة الاستراتيجية الأميركية، والجسر إلى الهيمنة عليه (الفضاء). وأعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أمام البنتاغون إنشاء «قوة (أو سلاح) الفضاء» منفصلة عن سلاح الجو. واليوم، يعد البنتاغون لإرساء مركز قيادة فضائية، على غرار مراكز القيادة الأميركية الجغرافية، ومنها «سنتكوم» (القيادة المركزية الأميركية الوسطى في الشرق الأوسط) أو المراكز التي تعنى بمسائل، مثل «ستراتكوم» للأسلحة النووية.

فنجاعة أداء القوات البرية المسلحة وثيقة الصلة، اليوم، أكثر فأكثر بقدراتها على تحديد مراكز العدو الجغرافية وتحصين الأقمار الاصطناعية. وصار مدار الأرض أكثر من أي وقت حيز نزاع محتمل، ورهان استراتيجي بارز. وتزايد عدد القوى العسكرية الفضائية. «فأمم أخرى تسعى إلى الإخلال بأنظمتنا الفضائية وتطعن أكثر من أي وقت في الهيمنة الأميركية»، قال مايك بينس. وعلى خلاف ما كانت عليه الأمور في الحرب الباردة حين كان الاتحاد السوفياتي منافس أميركا اليتيم في الميدان الدفاعي والفضائي، دول كثيرة تنشر أقمارها الاصطناعية في الفضاء. وفي الحرب الباردة، حمل المشروع الأميركي لإرساء درع مضادة للصواريخ، الاتحاد السوفياتي على الانزلاق إلى سباق تسلح وجه إليه ضربة قاصمة وساهم في انهياره. وروسيا فلادمير بوتين اليوم، وعلى رغم ضعف ناتجها القومي الذي لا يزيد على ناتج إيطاليا، قوة فضائية وعسكرية. فهي أطلقت في 2014 قمرها الاصطناعي كوسموس 2499، وأعلنت في آذار (مارس) الأخير، إطلاق صاروخ تفوق سرعته أضعاف سرعة الصوت ولا ترصده أنظمة الدفاع الصاروخي. ولكن التحدي الأبرز اليوم هو الصين. فهي، منذ 2007، دمرت قمرها الاصطناعي القديم بوساطة صاروخ أطلقته من الأرض. وتجاوزت عتبة جديدة في مطلع هذا الجار، مع إعلان نجاحها في إطلاق صاروخ أسرع من الصوت.

وقبل أشهر من الانتخابات النصفية الأميركية، مسألة الفضاء خيار سياسي أقدم عليه رئيس «أميركا أولاً». ففريق ترامب يدعو مناصري الرئيس إلى الإدلاء بدلوهم حول شعار سلاح الفضاء المرتقب. وعلى رغم نجاحاته الاقتصادية وبلوغ شعبيته ذروتها في أوساط الناخبين الجمهوريين، لا يخفى دونالد ترامب أن الانتخابات لم تحسم بعد. وأكثر ما يحفز الناخبين هو الكلام على «فتح الفضاء»، أو الحدود الأميركية الجديدة التي خطها في الفضاء قبل ستين سنة جون أف. كينيدي، والوازنة في أذهان الأميركيين. ورفع الرئيس الأميركي موازنة الناسا، ويريد أن ترسل وكالة الفضاء الأميركية رحلات جديدة إلى المريخ. لكن صين شي جينبينغ تنافس أميركا في السباق على الكوكب الأحمر. فالصين عازمة على احتلال الفضاء، شأن غيرها من القوى العالمية الكبرى.