<

►

>

ايماناً منها بأن الارث الثقافي الذي تركه الشاعر والناقد الأدبي والفنّي الراحل جورج يمين كنزٌ لا ينضب، جددت جمعية جورج يمين الثقافية وبلدة اهدن العهد باحياء موعدها السنوي الذي درجت على تنظيمه في دير مار سركيس وباخوس اهدن بأمسية “قصائد مغناة” شعر جورج يمين وتلحين المدير الأكاديمي لكلية الموسيقى وعلم الموسيقى في الجامعة الانطونية ومدير عام “بيت الموسيقى” في النجدة الشعبية اللبنانية” الدكتور هيّاف ياسين ترافقه فرقة التراث الموسيقي العربي.
وقد حضر الى الوزيرين السابقين روني عريجي ويوسف سعادة، رئيسة جمعية الميدان السيدة ريما فرنجيه، رئيس بلدية زغرتا اهدن الدكتور سيزار باسيم، رئيس دير القديسين سركيس وباخوس الأب ابراهيم بو راجل، الى حشد من الفعاليات الثقافية والاجتماعية ونخبة من أهل الثقافة والفن والاعلام والدين والأدب.

بداية مع كلمة لرئيسة جمعية جورج يمين الثقافية الاعلامية ماريا يمين توجهت فيها بالتحية الى أهلها وقالت: “أمرُّ بالحاضرين وجهاً وجهاً كمن يمرّ بين دقّات القلب، أنتم نبضُ الموعد وأنتم روحُه وأهلُه، وعلى سيرة الأهل، أخصّ بالتحيّة هذا العام وجهَين منحا جورج الحب ووَلدَي رامي وماهر كلَّ الحب، ويواكبان الموعدَ السنوي بهمِّ التفاصيل، لأبي بدوي يمين وأمي ليلى سعاده أقول: إنَّ وجوَدكما إضافةُ حياةٍ وضوء. أطال الله عمرَكما”.

ولفتت الى أن
“18 سنة مرّت على رحيلك جورج يمّين وأنت باقٍ حينَ تحاصرني رتابة الحياة أرى نفسي أستعيدُ أحلامَنا الكثيرة وأرسم وجهَك كي يُضيء عتمةَ الدّروبِ، وما زلتَ في بيتِك تكتبُ معي كلّ كلمة وتُحيكُ كلّ قصص رامي وماهر الجميلة وتجيء الى موعدك السنوي تجدّد العهد مع أصدقائك الكثر ومع بلدتك إهدن التي نثرتها أغنياتٍ ومواويل وكتبت عنها “في جردنا تتنافسُ الأشكالُ والألوان والظلال والأصداء لتكوين المشهد الذي كلّما نظرتَ اليه وجدتَه ثابتا” ومتحركا” ، ومفتوحا” على المرئي واللامرئي”.

وقالت يمين: “وتجيء الى موعدك الذي ارتأيناه لقاء فنّياً لأنّنا وجدنا معك وعبرك الخلاص بالفن والشعر والموسيقى

وانّ “مهمّة الفنّانين هي المساعدة في تألق الجمال، فالجمال يُضمدّ كثيراً من الجراح” كما يقول قداسة البابا فرنسيس …
وضيفُنا اليوم من هذه الطينة، عصامي، ابتكاري، أصيلٌ بانتمائه الى رسالة الموسيقى. انّه الدكتور هيّاف ياسين، اصداراته الفنّية والأكاديمية من اسطوانات وكتب تشكّل مكتبة تتميّز بفرادة الأصالة والمرجعية، ويقول عنه الدكتور نداء ابو مراد انّه الشخص الذي أدخل آلة السنطور إلى تقاليد بلاد الشام ومصر، وهو مؤسس “فرقة التراث الموسيقي العربي” التي يشرّفنا وجودُها معنا لإحيائها هذه الأمسية وتضم الى مؤسسها د. هيّاف ياسين: قيادةً وعزفاً على السنطور، الفنّانون: رهيف الحاج: غناء منفرد، كريستو علماوي: عود وغناء – جورج الشّيخ: نايّ – وناجي العريضيّ: رقّ.

….
عاد د. هيّاف في لحنه لقصائد جورج يمّين الى شكل القصيدة المغنّاة في عصر النهضة للموسيقى العربية وعلى نسق القصائد التي تمّ تلحينُها في مدرسة عبده الحمولي ومحمد عثمان حيث تلتفّ الألحان حول الكلمة الموجودة بالقصائد مع هامش كبير للإبداع والإرتجال الآنيّ الذي يقدّمه المطرب والتخت الذي يقوم بترجمة هذا الإرتجال”.
وأضافت: “د. هياف ياسين ستلبس قصائد جورج يمّين معكم حلّة جديدة، بهيّة، راقية مع مسار لحني يتفوّق على المنطق ليخاطب الروح وسيمنحنا أجنحة تنقلنا الى سماع أمسية قائمة على مقامات نهضة الموسيقى العربية
ليس لي إلاّ أن أتمنّى لأعضاء الفرقة الفنّانين ولحضرتكم ما تريدون
وهو ” التجلّي والطاقة كي ينكشفَ ما في قلوبكم وفكركم من أنوار ويأتي اللحنُ الطارىء والمرتَجل على المستوى الذي تريدون ان كان غناءً او عزفاً وكلّنا إصغاءٌ لكم، وانتم تقدّمون قصائد جورج يمّين مغنّاة مجدّدة انطلاقاً من اسلوب عصر النهضة للموسيقية العربية”، وليس لي إلاّ أن أشكرَكم على عمق رسالتكم الإنسانيّة ونبل نشرها وتعليمها بعيداً عن الجانب المادي… لكم من جمعية جورج يمّين الثقافية كل التقدير والإحترام، وشكرت يمين رئيس دير مار سركيس وباخوس الذي شرّع ابواب الدير لأهله والمغترب السيد سعيد دحدح لترتيب تذوّق وشرب النبيذ بنفسه.

وأشكر حضورُكم صديقاً صديقاً وقريباً قريباً… أنتم نبضُ الموعد وأنتم روحُه وأهلُه.

ثم أدّى الدكتور ياسين والفرقة المرافقة مقاماً بيّاتياً بعنوان “حصار” ومقام العشاق “عَبَثاً تَستَنطِق المرايا” وختموا الامسية بقصيدة “أغنّي لِأُوصد صمتاً” وهذا ما يطلق عليه مقام السّيكاه.

وفي ختام الأمسية قدّمت يمّين منحوتة الجمعية التذكارية للفنان ياسين “على عمق رسالته الإنسانيّة ونبل نشرها وتعليمها بعيداً عن الجانب المادي” الذي بدوره أعرب عن سعادته للقاء جمهور هذا الموعد الثقافي وقال “إهدن كما ناسها على قدر كبير من الجمال والفرادة، اليوم موسيقانا اكتسبت أبعاداً مدهشة مع قصائد جورج يمّين وتجلّت في أقبية هذا الدير العريق الذي نأمل أن يظلّ مرجعاً لروحانية الموسيقى كما الصلاة”، كما دعا الأب بو راجل الحضور الكثيف الذي بلغ حوالى اكثر من مئتين شخص لتذوق النبيذ من منتوجات الدير في الباحة الخارجية للدير.