Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر July 30, 2018
A A A
هل تتحوّل الحرب التجارية الى حرب عملات؟
الكاتب: طوني رزق- الجمهورية

قالت وكالة «بلومبرغ» أن هبوط العملة الصينية الاقوى منذ العام 2015 سوف يلعب دورا في تحويل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى حرب عملات. واتهم الرئيس الأميركي الصين وبعض الدول الأوروبية بالتلاعب بأسعار الصرف.
سجلت عملة الصين «اليوان» هبوطا بأكثر من 5% مقابل الدولار الأميركي منذ منتصف حزيران الماضي. وعاد هذا الانخفاض إلى الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الصين، الأمر الذي تسبب في نشوب حرب تجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر هذا التراجع الأكبر لليوان منذ العام 2015.
من جهة أخرى، كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد اتهم الصين وبعض الدول الأوروبية الأخرى بالتلاعب في أسعار صرف عملاتها المحلية، وذلك لكي تصبح منتجات الصين أقل تكلفة وأكثر تنافسية من منتجات الولايات المتحدة الأميركية. وتسبّب هبوط اليوان في تخفيف الرسوم الجمركية المفروضة ضد السلع الصينية.
وأشار بعض المسؤولين الصينيين إلى أنهم يرغبون في استقرار العملة المحلية للبلاد، أما أخرون فقد برروا هذا الهبوط. وكانت وكالة «بلومبرغ» قامت بنشر بيان قالت فيه أن هبوط العملة الصينية يمكن أن يلعب دورا في تحويل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة إلى حرب عملات.
وقال بعض المحللين أن الصين تفضل بقاء عملتها على هذا الانخفاض ولكن دون خسائر اخرى في العملة بل وتريد استقرار سعر الصرف.
وهبطت العملة المحلية للصين بالتزامن مع رفع الفائدة في بنك الاحتياطي الفدرالي. وفي المقابل كان هناك تباطؤ بالاقتصاد الصيني في الوقت الذي تحتاج فيه الصين لإنعاش الاقتصاد مرة أخرى.
منذ هبوط اليوان في الشهر الماضي، تم سحب ما يقارب الـ 10.7 مليار دولار من رؤوس الأموال في الصين. وقال محافظ البنك المركزي الصيني بأن بكين تفضل استقرار سعر اليوان.
ولكي تضمن الصين عدم سقوط عملتها وهبوطها مرة ثانية، قامت بفرض بعض القواعد الصارمة ضد تدفق رؤوس الأموال الى خارج البلاد.
وسوف تؤثر الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة على العلاقات الطويلة الأجل بين البلدين. فقطاع التعليم والسياحة وهو من أهم القطاعات المشتركة بينهما، سوف يهبط معدل نموهما التجاري، علماً أن هذين القطاعين يحققان للولايات المتحدة فائضاً كبيراً قدّرته واشنطن بنحو 40 مليار دولار. أما بكين فقدّرته بـ 54 مليار دولار.
ومن الآثار السلبية التي قد تحدث نتيجة هذا الصراع التجاري، هبوط في اسواق الأسهم، حيث أن متوسط أسعار الأسهم في بورصة شنغهاي سجل تراجعا بنحو 15% منذ بداية هذا العام، فيما تراجعت بورصة هونغ كونغ بنسبة 5%. في المقابل ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز بنفس الفترة 5%. ويعتقد البعض أن الحرب بين الصين والولايات المتحدة ستمتد لفترة طويلة، ولذلك قرر بعض المستثمرين في الصين الحفاظ على مدخراتهم وأموالهم والانسحاب من بعض البنوك الصينية.
اسواق العملات
هزت التوترات التجارية الأخيرة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الثقة لدى المستثمرين في جميع أنحاء العالم ، ولكن الين الياباني الذي يعتبر ملاذاً آمناً لم يجنِ مكاسب جراء توتر السوق. ولم يهرع المستثمرون لشراء الأصول اليابانية في وقت لا تزال فيه أسعار الفائدة اليابانية قريبة من الصفر. في الوقت نفسه ، إذا اشتدت معارك التعرفات الجمركية وطبقت إدارة ترامب تهديداتها بفرض مزيد من التعرفات ، فقد نشهد تحركًا للمستثمرين يتوجهون نحو العملة اليابانية بأعتبارها ملاذا أمنا. وتراوح الدولار حول مستوى 111.35 ينا يابانيا.
وسجل اليورو مستوى 1.1745 بعد التفاؤل الذى ساد جراء تفاوض الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبى على رفع التعرفات الجمركية بينهما. ولكن مع اعلان البنك المركزى الاوروبي عن سياسته النقدية عاد وتراجع الى مستوى 1.1640.
فقد أبقى البنك على سعر الفائدة عند 0.00٪. وفي الشهر الماضي، قرر البنك المركزي الأوروبي إنهاء خطته لشراء السندات الضخمة بحلول نهاية العام، والتي بلغت نحو 2.6 تريليون يورو. ومع ذلك ، فإن البنك المركزي الأوروبي يتصرف بحذر شديد في ما يتعلق بأي ارتفاعات في أسعار الفائدة ، حيث يقول إنه سيحافظ على معدلات قياسية منخفضة حتى صيف عام 2019.
النفط
تراجعت أسعار النفط يوم الجمعة الماضي، لكن برنت حقق زيادة أسبوعية مدعوما بانحسار التوترات التجارية وتوقف مؤقت لشحنات الخام السعودية عبر مسار ملاحي رئيسي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 25 سنتا ليتحدد سعر التسوية عند 74.29 دولارا للبرميل لكنها حققت زيادة أسبوعية 1.8 بالمئة هي الأولى في أربعة أسابيع. ونزلت عقود الخام الأميركي غرب تكساس الوسيط 92 سنتا لتغلق عند 68.69 دولارا للبرميل، وتتراجع للأسبوع الرابع على التوالي وبنسبة 2.4 بالمئة هذا الأسبوع. وزادت شركات الطاقة الأميركية عدد الحفارات النفطية في الأسبوع المنتهي في 27 تموز بمقدار ثلاثة حفارات وذلك للمرة الأولى في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة إن السوق ما زالت متقلبة وخاضعة لتأثير التصريحات، مضيفا أن السوق استوعبت بالفعل المخاطر المتعلقة بالعقوبات الأميركية على إيران.
وقال إن منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها لا يبحثون خيارا لتعزيز الإنتاج أكثر من مليون برميل يوميا. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أن 4.8 مليون برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات المكررة تدفقت عبر باب المندب في 2016 متجهة نحو أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
الاسهم العالمية
تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية يوم الجمعة مع تعرض قطاع التكنولوجيا لانخفاض كبير بفعل تقارير ضعيفة عن نتائج شركات كبرى.
وانخفض المؤشر داو جونز الصناعي 75.74 نقطة بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 25451.33 نقطة ونزل المؤشر ستاندرد اند بورز 500 بمقدار 18.6 نقطة أو 0.66 بالمئة مسجلا 2818.84 نقطة وهبط المؤشر ناسداك المجمع 114.77 نقطة أو 1.46بالمئة إلى 7737.42 نقطة. على صعيد أسبوعي، حقق «داو جونز» مكاسب بنسبة 1.6%، كما سجل «S&P» مكاسب بنسبة 0.6%، في حين سجل ناسداك» خسائر أسبوعية بنسبة %1.1 وسجلت الأسهم في أنحاء العالم مكاسب للجلسة السادسة على التوالي بفضل انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني 38 نقطة إلى 7701 نقطة، وصعد مؤشر «داكس» الألماني 51 نقطة إلى 12860 نقطة، وارتفع المؤشر الفرنسي «كاك» 31 نقطة إلى 5511 نقطة.
وارتفعت الأسهم الأوروبية إلى أعلى مستوياتها في ستة أسابيع عند الإغلاق يوم الجمعة، بدعم من انحسار المخاوف بشأن الرسوم الأميركية وبعض نتائج الأعمال القوية للشركات.
وارتفعت أسهم ريكيت بنكيزر للسلع الاستهلاكية وكارفور لسلاسل متاجر البقالة ومجموعة فينسي للبناء وبي.تي وبنك بي.بي.في.ايه بعد نتائج أعمال جيدة، مما دفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي للإغلاق مرتفعا 0.6 بالمئة.
وصعد ستوكس الى أعلى مستوياته منذ منتصف حزيران يوم الخميس بفضل الآمال في انفراج بمحادثات التجارة الأميركية الأوروبية في الوقت الذي زادت فيه بقوة أسهم شركات السيارات المعتمدة على الصادرات. وختم المؤشر الأسبوع مرتفعا 1.7 بالمئة. لكن المستثمرين ظلوا يتوخون الحذر إلى حد ما.
الذهب
سجل الذهب يوم الجمعة أدنى مستوى في أسبوع مع ارتفاع الدولار قبيل نشر بيانات النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي انحسرت فيه المخاوف من حرب تجارية بعد اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتراجع الإقبال على أصول الملاذ الآمن.
وانخفض الذهب 0.3 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 1218.92 دولارا (الأونصة) بعد أن بلغ أدنى مستوى في أسبوع عند 1217.86 دولار ويتجه صوب الانخفاض للأسبوع الثالث على التوالي.
وانخفض المعدن الأصفر 0.6 بالمئة في العقود الأميركية الآجلة للتسليم في آب إلى 1218 دولارا .