Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر July 28, 2018
A A A
السويداء لا توحّد «المُوحّدين» في لبنان
الكاتب: الاخبار

أقِف على حافّة النهر وأنتظِر جثّة عدوّي”. على ما يبدو لم تعُد الحِكمة الصينية التي استخدمها وليد جنبلاط قبلَ عدة أعوام تستَهويه. باتَ أكثر اقتناعاً بأنها إن «حبِلت في سوريا فلا بدّ لها أن تلِد في لبنان». لذا قرّر رفع لواء القتال للدفاع عن نفسه أولاً، عابراً فوق سياسة النأي بالنفس التي طالما نادى بها.

إذا كانت الوقائع الدموية غير المسبوقة على أرض السويداء السورية، لا يمكنها أن توحد طائفة الموحدين الدروز، فهل يجب أن ننتظر مجزرة أكثر دموية يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي في أماكن جديدة؟ سؤال يطرحه أحد الحرصاء على «البيت الدرزي»، آخذاً على الجميع أنهم لطالما فوّتوا سابقاً وهم يفوِّتون اليوم فرصة كبيرة للوحدة.

ما جرى في السويداء أذهل وليد جنبلاط. ومن دون أن يدقق، سارع إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الدولة السورية. طرحَ تساؤلات كثيرة عن كيفية وصول عناصر تنظيم داعش إلى محافظة السويداء، واستقرّ رأيه في البداية على الاكتفاء بوقفة تضامنية. لكنه سُرعان ما فاجأ الجميع، أمس، بإلقاء خطاب من أمام مقام الشيخ أحمد أمين الدين في عبيه، من شأنه تعزيز الشرخ الواضح بين أبناء الطائفة في لبنان.
نظرياً، كان من المفترض أن تكون وقفة «عبيه» مجرّد وقفة تضامنية مع السويداء، وأن يشارك فيها الجميع. لكن مسارعة جنبلاط لإطلاق النار على النظام السوري، أعادت إحياء الانقسام السياسي في الطائفة على عنوان كبير لا يستهان به. فوّت جنبلاط المناسبة. على هذا الأساس، صار لقاء عبيه على شاكلة الخطاب الجنبلاطي. أتى إليه حشد يتقدمه عدد من مشايخ الطائفة، وبحسب أحد الحاضرين، اكتشف عدد من رجال الدين أن ثمة من خَدَعَهم. مسيرات سيارة. مظاهر مسلّحة وإطلاق نار عشوائي كثيف. ولو أنها كلها «جاءت من خارج الإطار التنظيمي للحزب التقدمي الاشتراكي»، على حدّ تعبير أحد الحزبيين.