Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 26, 2018
A A A
كريستيانو رونالدو – محمد صلاح … صراع على «الذهب» الليلة
الكاتب: أ ف ب

سيكون نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنكليزي، مواجهة قد تؤدي الى حسم وجهة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم بين اثنين من المطروحين لنيلها، البرتغالي كريستيانو رونالدو (ريال مدريد) والمصري محمد صلاح (ليفربول).

على صعيد الانجازات الفردية، تصعب المقارنة بين رونالدو (33 عاما)، المتوّج بالكرة الذهبية 5 مرات، والمنافس الوحيد للأرجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) عليها في العقد الماضي. أما صلاح (25 عاما)، فبرز بشكل لافت في الموسم الأول مع الـ «ريدز»، واستحوذ على سلسلة ألقاب فردية في الدوري، منها الهدّاف وأفضل لاعب، ما جعل اسمه يطرح كمنافس لرونالدو وميسي على الكرة الذهبية في الموسم الراهن.

ويحتاج صلاح الى ان يثبت نفسه على ساحة الألقاب الأوروبية، ويقود ليفربول الى اللقب الأول في المسابقة القارية منذ العام 2005. أما رونالدو، فباتت المسابقة أشبه بعلامة مسجلة باسمه، اذ أحرز لقبها مع «ريال» 3 مرات في الأعوام الأربعة الأخيرة (2014، 2016 و2017)، وهو الهدّاف التاريخي لها مع 121 هدفا.

وأثار رونالدو القلق في الجزء الأول من الموسم، عندما قدّم أداء دون المعهود، ما طرح أسئلة حول قدرة «ريال» على المضي قدما في ظل أداء غير حاسم من قبله. بيد ان النجم البرتغالي لم يخيّب الآمال في المراحل اللاحقة، وعاد ليكون نقطة الثقل في تشكيلة الفريق، وسجل 41 هدفا في المسابقات كافة. 28 منها سجلت منذ يناير. وقبل الاستراحة الشتوية في أواخر كانون الأول الماضي، كان رونالدو سجل 4 أهداف فقط، إلّا انه أنهى الموسم مع 26 هدفا في الـ «ليغا»، في المركز الثاني خلف ميسي (34).

وبات دوري الأبطال، لا سيما المباريات النهائية، بمثابة المسرح التهديفي لرونالدو.

في العام 2008، سجل الهدف الوحيد لفريقه السابق مانشستر يونايتد الإنكليزي في مرمى مواطنه تشلسي في المباراة النهائية التي انتهت لصالح «الشياطين الحمر» بركلات الترجيح. وفي المباريات النهائية الثلاث التي فاز بها «الملكي» في الأعوام الماضية، كان دور البرتغالي حاسما أيضا.

وفي هذا الموسم، لم تختلف المعادلة، إذ سجل في كل مباراة خاضها «ريال»، باستثناء نصف النهائي ضد بايرن ميونيح الألماني، ولا يزال هدفه المقصي في مرمى يوفنتوس الإيطالي في ذهاب ربع النهائي ماثلا في الأذهان، واعتبره عدد من المتابعين أحد أجمل الأهداف في تاريخ المسابقة.

في المقابل، لم يكن أشد المتفائلين بمسيرة صلاح يعتقد في مطلع الموسم، ان اللاعب سيقدم موسما كهذا مع ليفربول.

ولم يكتفِ الشاب المصري بحصد الجوائز الفردية، بل حطّم في طريقه سلسلة من الأرقام القياسية، أهمها انه أصبح هداف الدوري مع 32 هدفا، وهذا رقم قياسي لموسم من 38 مباراة.

وفي المسابقات كافة، وصلت أهدافه الى 44، منها 11 في المسابقة القارية. وحظي صلاح بدعم كبير من زميليه في الهجوم، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، فسجل الثلاثي 90 هدفا في المسابقات كافة.

أداء صلاح دفع عدد من المعلقين واللاعبين السابقين الى طرحه كمنافس جدّي على الكرة الذهبية، معتبرين ان ما يقدمه حاليا يضعه في مصاف الأفضل، على رغم إقرارهم بأن المقارنة بينه من جهة، وبين رونالدو وميسي من جهة أخرى، تصعب في الوقت الراهن نظرا لما قدماه على مدى عقد من الزمن، وليس فقط في موسم أو موسمين.


*

أ ف ب
زيدان … «الرابح»

عندما طلب من مهاجم ريال مدريد الإسباني لكرة القدم، النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في وقت سابق من الموسم الراهن، بأن يصف مدربه الفرنسي زين الدين زيدان بكلمة واحدة، لم يتردد بالقول «رابح».

وفي يوم مخصص للصحافيين قبيل نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول الإنكليزي، اليوم السبت، في كييف، اختار أحد الصحافيين استشارة عدد من لاعبي النادي «الملكي»، وسؤالهم عن رأيهم بالمدرب الذي قادهم الى اللقب في الموسمين الأخيرين.

ورد الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو بأن «زيدان هو أحد افضل المدربين الذين لعبت في اشرافهم».

لسان حال إيسكو كان مماثلا، فزيدان «هو أحد اعظم من زاولوا كرة القدم. كل ما يقوله لك يبقى في ذهنك». كما أعرب الظهير الأيمن داني كارفاخال عن إعجابه بهدوء زيدان «لا نشعر بأنه متوتر»، وهو «يشد انتباهك عندما يتكلم».

بيد ان زيدان (45 عاما) لا يزال يخضع لامتحان «الجدارة» كمدرب من قبل عدد من المعلقين، على رغم ان النجم الدولي الفرنسي السابق الذي تولى الاشراف على «الملكي» مطلع العام 2016، هو على عتبة قيادته الى اللقب الثالث تواليا في المسابقة.

في رصيد زيدان حاليا العدد نفسه من ألقاب دوري الأبطال لمدربين يتفوقون عليه بأشواط على صعيد الخبرة. لقباه الأوروبيان يوازيان ما حققه «السير» الاسكتلندي أليكس فيرغوسون مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، والإسباني جوسيب غوارديولا مع برشلونة، والبرتغالي جوزيه مورينيو مع بورتو وانتر ميلان الإيطالي.

لكن مما يحسب لزيدان انه كسب ثقة اللاعبين واحترامهم نظرا لشخصيته والـ «كاريزما» التي يتمتع بها وتاريخه الكروي، وأرسى نوعا من الاستقرار في صفوف النادي المتطلب على صعيد الألقاب، والذي عرف 8 مدربين خلال 10 أعوام.

وفي الموسم الماضي، تمكن «ريال» بقيادة زيدان من ان يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه الأوروبي منذ ميلان الإيطالي ومدربه أريغو ساكي عام 1990. كما جمع ثنائية الـ «ليغا» ودوري الأبطال، في إنجاز هو الأول للفريق منذ 59 عاما.

وقد يقلّل زيدان من تأثير خياراته التكتيكية في بلوغ فريقه النهائي القاري. لكنه لعب دورا بارزا في التفوق على باريس سان جرمان الفرنسي ويوفنتوس وبايرن ميونيخ الألماني في الأدوار الاقصائية.

كلوب … «المتحمس»
في المرة الأخيرة التي التقى فيها ليفربول الإنكليزي مع ريال مدريد الإسباني، أشرك مدربه حينها الايرلندي الشمالي براندن روجرز الفريق الرديف، وبالتالي كان من المستحيل على أفضل نادٍ انكليزي على الصعيد الأوروبي الوقوف في وجه العملاق الإسباني «ملك اوروبا».

انتهت تلك المواجهة في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا بفوز ريال مدريد بهدف وحيد في نوفمبر 2014، بعدما كان الفريق «الملكي» ألحق أقسى خسارة بالـ «ريدز» في عقر داره على الصعيد الأوروبي قوامها ثلاثة اهداف نظيفة ذهابا.

وكان الفارق من الناحية الفنية كبيرا بين الفريقين لدرجة ان انصار ليفربول صفقوا للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، عندما استبدل في الشوط الثاني.
لكن وبعد ثلاث سنوات ونصف سنة، نجح المدرب الألماني يورغن كلوب في قلب الأمور رأسا على عقب داخل النادي المتوّج باللقب الأوروبي 5 مرات، واستحق فريقه بلوغ المباراة النهائية لمواجهة «ريال»، بعدما كان الاكثر تسجيلا في الموسم الراهن بـ 46 هدفا مع احتساب الدور التمهيدي.

ولم تكن طريق كلوب مفروشة بالورود، وحتى بعد تخطيه مانشستر سيتي بطل انكلترا 5-1 في مجموع مباراتي ربع النهائي، اعتبر بأن المهلة التي حددها لإحراز لقب في أول 4 سنوات له، شارفت على النهاية.

وفي المقابل، نجح «ريال» منذ اللقاء الاخير بين الفريقين، بالتتويج بطلا لأوروبا مرتين، الدوري مرة واحدة، كأس العالم للاندية مرتين، وكأس «السوبر» الأوروبية مرتين ايضا. بيد ان الانطباع السائد حاليا، هو ان ليفربول قادر على منافسة نخبة الأندية الأوروبية، ومع تجديد كلوب عقده حتى 2022، يبدو المستقبل زاهيا في صفوف الفريق العريق.

وكسب كلوب شعبية كبيرة لدى انصار ليفربول ولاعبي الفريق والصحافة من خلال حركاته «المجنونة» على اطراف الملعب، حيث يقوم بتحفيز لاعبيه ويبثّ الحماس فيهم بشكل مستمر.

ولعل النجاح الاكبر لكلوب هذا الموسم، يكمن في قدرته على تخطي الضربة القاسية التي تلقاها الفريق بخسارة احد اعمدته البرازيلي فيليبي كوتينيو لبرشلونة الإسباني خلال فترة الانتقالات الشتوية مقابل مبلغ ضخم قدّر بنحو 160 مليون يورو.

بيد النقطة السوداء الوحيدة لكلوب هو فشله في الفوز في مباراتين نهائيتين مع ليفربول منذ توليه منصبه، في الموسم الاول، حيث خسر نهائي كأس رابطة الاندية الإنكليزية المحترفة أمام مانشستر سيتي، وامام اشبيلية الإسباني في نهائي الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ».

كما خسر الألماني آخر 5 مباريات نهائية، اذا ما أخذت في الاعتبار المباريات النهائية الثلاث التي خاضها مع فريقه السابق بوروسيا دورتموند، وأبرزها نهائي دوري الأبطال عام 2013 امام مواطنه بايرن ميونيخ.
*