Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر May 8, 2018
A A A
(28) تاريخ الإنتخابات النيابية من الآستانة إلى الدوحة
الكاتب: الرائد ماجد ماجد - اللواء

انتخابات العام 2000: مجلس النواب السادس عشر من16 10 2000 إلى 31 05 2005
جعلت ولاية هذا المجلس 4 سنوات و8 أشهر لأول مرّة في تاريخ لبنان
فوز أحمد فتفت المرشح المدعوم من الرئيس الحريري منفرداً في الدائرة الأولى في الشمال
فوز تحالف فرنجية – ميقاتي بأكثرية مقاعد الدائرة الثانية (15 من 17)
فوز الرئيس عمر كرامي والنائب نائلة معوض من اللائحة الثانية (2 من 17)
الوزير وليد جنبلاط يكتسح كامل مقاعد الشوف ومعظم مقاعد دائرة بعبدا – عاليه
الرئيس الحص أوّل رئيس حكومة في لبنان يترشح للانتخابات ويخسر مقعده رغم أنه رئيس الحكومة المشرفة على الانتخابات
*

قانون الانتخاب: القانون 171/2000 (1)

استعاد معظم احكام القوانين السابقة باستثناء توزيع الدوائر الانتخابية، وإعادة العمل بالبطاقة الانتخابية (جدول رقم 15).
توزيع الدوائر: لم يعتمد القانون مقياساً واحداً لكل الدوائر الانتخابية، فأنشأ دوائر على مستوى القضاء (دوائر محافظة البقاع) والشوف والمتن الشمالي، وقضاءين دائرة واحدة، جبيل – كسروان، وبعبدا – عاليه، وجعل محافظتي الجنوب والنبطية دائرة انتخابية واحدة «استثنائياً». كما جعل في الشمال دائرتين ليس هناك تواصل جغرافي بين بعض اقضيتها، الأولى مجموع مقاعدها 11 والثانية 18. اما في بيروت فقد قسمت الى ثلاث دوائر، كل منها تحوي اكثرية اسلامية وخاصة سنية وازنة، فضمت المزرعة الى الأشرفية والصيفي في الدائرة الأولى، والمصيطبة والباشورة الى الرميل في الدائرة الثانية ورأس بيروت ودار المريسة وزقاق البلاط الى المدور والمرفأ وميناء الحصن في الدائرة الثالثة.
كما أعاد القانون العمل بالبطاقة الانتخابية (بعد 40 عاماً من تعليق العمل بها) وحدد القانون المهلة بين تاريخ نشر مرسوم دعوة الهيئات الانتخابية واجتماعها بثلاثين يوماً.
وحظر القانون كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة وكذلك المكتوبة غير السياسية من التعاطي بالاعلان الانتخابي، خلال الحملة الانتخابية المحددة من تاريخ دعوة الهيئات الانتخابية حتى اجراء الانتخابات وإعلان النتائج النهائية تحت طائلة التعطيل والاقفال التام.
والجديد في هذا القانون انه حدّد ولاية المجلس النيابي لأول مرّة في تاريخ لبنان بأربع سنوات وثمانية اشهر!
تجدر الإشارة إلى أن القانون أثناء اقراره في مجلس الوزراء عارضه بشدة الرئيس سليم الحص والوزير عصام نعمان وسجلا تحفظهما في محاضر مجلس الوزراء، وقد رسمت انتخابات العام 2000 خريطة سياسية جديدة: «تراجعت شعبية العهد، وتقدمت المعارضة بكل اجنحتها، وبرز رفيق الحريري الزعيم السني، وأثبت وليد جنبلاط انه الزعيم الدرزي الأقوى، وانعقدت الزعامة الشيعية للثنائي أمل – حزب الله، وحسم سليمان فرنجية زعامته المسيحية في الشمال، وبرز نجيب ميقاتي حليفه في هذه الانتخابات، اما الرئيس عمر كرامي ففاز مع زميلته في اللائحة نائلة معوض وسقط 15 مرشحاً من لائحته، وكان لافتاً خرق المرشح مصباح الاحدب للائحتين منفرداً.
وقد تقاسم حلفاء العهد والسوريين مقاعد الدائرة الأولى في الشمال (ستة للائحة عصام فارس) وأربعة للائحة الإرادة الشعبية، وتمكن المرشح أحمد فتفت المدعوم من الرئيس الحريري، من الفوز في هذه الدائرة منفرداً، اما الزعامة المسيحية في الجبل فبقيت موزعة بين الرئيس لحود والبطريرك صفير والمعارضة المسيحية التي كانت محدودة الفعالية والتأثير بغياب العماد ميشال عون في منفاه، وسمير جعجع في سجنه.
وحده الرئيس السابق أمين الجميل بدّل بنسبة معينة في المشهد المسيحي حين عاد إلى الوطن بصورة غير متوقعة في 30 تموز 2000 بعد غياب قسري استمر أكثر من 12 عاماً حيث أنجز ابنه بيار مفاجأة في قضاء المتن الشمالي بفوزه منفرداً خارقاً اللائحة القوية والمدعومة (لائحة ميشال المر)(3)، كذلك خرقها النائب المعارض المزمن ألبير مخيبر والمعارض نسيب لحود.
وفي دائرة كسروان – جبيل، تقاسمت اللائحتان المتنافستان المقاعد (خمسة للائحة جورج افرام) وثلاثة لتحالف فريد هيكل الخازن – فارس بويز.
أما في دائرة بعبدا – عاليه، فتمكنت اللائحة المدعومة من رفيق الحريري ووليد جنبلاط، غير المكتملة، والتي تركت مقعدين شاغرين: درزي للأمير طلال أرسلان، وشيعي لمرشح حزب الله علي عمار، من الفوز بثمانية مقاعد من أصل 9، وخرقت من النائب بيار حلو على حساب عبده البجاني، كما سجل خسارة النائب (منذ 1991) ايلي حبيقة الذي ترشح منفرداً.
من جهته، اكتسح وليد جنبلاط دائرة الشوف بكامل مقاعدها الثمانية بعد أن استبعد عنها النائب زاهر الخطيب بالرغم من «الضغط السوري» وحل مكانه النائب محمّد الحجار المدعوم من الرئيس الحريري.
اما في بيروت فكان أكثر ما اساء إلى صورة العهد «الحملة الغبية» التي شنّها «تلفزيون لبنان» على الحريري، فارتدت سلباً على لحود ورفعت شعبية الحريري إلى أعلى درجاتها.
«التف الشارع السني حول الحريري بشكل غير مسبوق، مما حمل النائب نجاح واكيم المعارض للحريري على العزوف عن ترشيح نفسه خشية السقوط، وهذا ما حصل لرئيس الوزراء سليم الحص الذي سقط ولائحته بالكامل، وخسر شخصياً بفارق الضعف أمام مرشحة مغمورة هي غنوة جلول، لمجرد انها على لائحة الحريري»(4)، وفازت لوائحه كاملة في جميع دوائر العاصمة.
ويعتبر سقوط الرئيس الحص انه أوّل رئيس حكومة في لبنان يترشح للانتخابات ويخسر مقعده النيابي، رغم انه رئيس الحكومة المشرفة على الانتخابات!
أما في دائرة البقاع الأولى (بعلبك – الهرمل) فقد تمكنت اللائحة المدعومة من حركة أمل وحزب الله من الفوز على حرير (بفارق يفوق الضعف تقريباً على اللائحة المنافسة الرئيسية).
وفي دائرة البقاع الثانية (قضاء زحلة) فقد تمكنت لائحة الكتلة الشعبية بقيادة ايلي السكاف من الفوز بستة مقاعد من أصل سبعة، مع تسجيل خرق للمرشح يوسف المعلوف على حساب المرشح مخايل الدبس.
وفي دائرة البقاع الثالثة (البقاع الغربي – راشيا) تمكنت اللائحة الوحيدة «لائحة السلطة»، كما اسميت، من الفوز بسهولة على المرشحين المنفردين مع الإشارة إلى نيل مرشّح الحزب الشيوعي فاروق دحروج عدداً كبيراً من أصوات الناخبين.
أما في الجنوب، فإن ما يميّز انتخابات العام 2000 أن أهالي المناطق المحررة اقترعوا للمرة الأولى فيها بعد تحريرها من الاحتلال الإسرائيلي في 25 أيار 2000.
واللافت عدم المس بمقعدي صيدا اللذين يتمثلان بالنائب مصطفى سعد والنائب بهية الحريري وخوضهما الانتخابات معاً على لائحة تحالف أمل – حزب الله والتي ضمّت مرشّح الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان ومرشح حزب البعث قاسم هاشم مع الحفاظ على بعض الرموز العائلية.
«أما النقطة الأبرز في هذه الانتخابات فهي التفاوت في نسبة الأصوات بين مرشحي حزب الله وحركة أمل، والتي شكلت مادة للحديث لم تكن للاستغراب والعتاب والتشكيك حول جدية ما دار من حديث عن تشطيب اعتمد بين قطبي اللائحة»(5).
وقد تداولت معظم القوى السياسية والإعلامية، أن واضع هذا القانون هو اللواء غازي كنعان، حتى أن القانون قد عرف باسمه، لكن الواقع أن واضع هذا القانون هو اللواء جميل السيّد مدير عام الأمن العام وقتها، بالاتفاق مع القوى السياسية النافذة آنذاك، وقد اعترف اللواء السيّد بذلك مراراً وتكراراً خلال معظم مقابلاته الإعلامية. اما الوزير السابق كريم بقرادوني فقد قال في كتابه «صدمة وصمود» أن غازي كنعان وجميل السيّد هما من صاغا قانون العام 2000.

الحكومة التي اشرفت على الانتخابات
سليم الحص: رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للخارجية والمغتربين.
ميشال المر: نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية وللشؤون البلدية والقروية.
محمّد يوسف بيضون: وزيراً للتربية الوطنية والتعليم العالي والتعليم المهني والتقني.
سليمان فرنجية: وزيراً للزراعة والإسكان.
ميشال موسى: وزيراً للشؤون الاجتماعية، وللعمل.
غازي زعيتر: وزيراً للدفاع الوطني.
أنور الخليل: وزيرا للإعلام، ولشؤون المهجرين.
عصام نعمان: وزيراً للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية.
نجيب ميقاتي: وزيراً للأشغال العامة والنقل.
جوزف شاوول: وزيراً للعدل.
حسن شلق: وزيراً لشؤون الإصلاح الإداري.
سليمان طرابلسي: وزيراً للموارد المائية والكهربائية.
ناصر السعيدي: وزيراً للاقتصاد الوطني، وللصناعة.
ارتور ناظاريان: وزيراً للسياحة وللبيئة.
جورج قرم: وزيراً للمالية.
كرم كرم: وزيراً للصحة العامة.

– خاض الانتخابات الرئيس الحص والوزراء: المرّ، بيضون، فرنجية، موسى، زعيتر، الخليل، نعمان، ميقاتي، وناظاريان، ولم يحالف الحظ الرئيس الحص والوزراء بيضون، نعمان وناظاريان، وفاز بقية الوزراء المرشحين.

دعوة الهيئات الناخبة
أجريت الانتخابات على مرحلتين:
– الأحد 27 آب في دائرتي الشمال ودوائر جبل لبنان.
– الأحد في الثالث من أيلول في دوائر بيروت ودائرتي الجنوب (دائرة واحدة) ودوائر البقاع.
نتائج الانتخابات(6)
دائرة الشمال الأولى (عكار – الضنية – بشري) عدد المقاعد 22.
عدد الناخبين: 144812 مسلماً، و113476 مسيحياً، المجموع: 258288.
– عكار سبعة مقاعد (ثلاثة مقاعد للسنة، مقعدان للروم الارثوذكس، ومقعد واحد لكل من الموارنة والعلويين).
– سنة:
جمال جاسم إسماعيل (اللائحة الإئتلافية) 36915 صوتاً – فائز.
وجيه محمّد البعريني (اللائحة الإئتلافية) 34940 – فائز.
محمّد يحيى يحيى (لائحة الإرادة الشعبية) 33849 – فائز.
طلال خالد عبدالقادر المرعبي (اللائحة الإئتلافية) 27681.
خالد محمّد ضاهر (لائحة التضامن والانماء) 23934.
محمّد خالد سعيد الزعبي (لائحة الإرادة الشعبية) 19594.
حسن علي عزالدين (منفرد) 18524.
علي محمّد طليس (لائحة الإرادة الشعبية) 14904.
حسن محمود مرعبي (لائحة التضامن والانماء) 8663.
اكرم محمّد أحمد المراد (منفرد) 8515.
أحمد عارف صبحي الرجب (منفرد) 6430.
زينة سليمان العلي (منفردة) 4846.
منذر محمّد جمال بك (منفرد) 3123.
دريد عبدالرحمن الكنج (منفرد) 3065.
أحمد عبدالرزاق الأسمر (منفرد) 2771.
حسن محمود الكك (منفرد) 2049.
عبدالسلام محمّد الحراش (منفرد) 790.
– عكار – روم ارثوذكس:
عصام مخائيل فارس (اللائحة الإئتلافية) 38101 صوت – فائز.
كريم عبدالله الراسي (لائحة الارادة الشعبية) 32247 – فائز.
رياض نقولا رحال (اللائحة الإئتلافية) 30465.
رياض إبراهيم الصرّاف (لائحة الإرادة الشعبية) 19206.
غسّان حبيب الأشقر (منفرد) 12676.
ملحم أسعد سعيد (منفرد) 7818.
عبدالله رؤوف حنا (لائحة التضامن والانماء) 7746.
فوزي أمين شلهوب (منفرد) 5154.
عفيف يوسف يعقوب طعمة (منفرد) 1943.
– عكار – موارنة:
مخايل انطونيوس ضاهر (اللائحة الإئتلافية) 33900 صوت – فائز.
فوزي اسكندر حبيش (لائحة الإرادة الشعبية) 29273.
جوزف جبرائيل مخايل (التضامن والانماء) 10930.
جوزف خليل الخوري (منفرد) 1640.
رشيد ميشال ضاهر (منفرد) 824.
روجيه جمال ضاهر (منفرد) 793.
– عكار – علويون:
عبدالرحمن محمّد عبدالرحمن (اللائحة الإئتلافية) 30570 صوتاً – فائز.
علي محمّد العلي (الإرادة الشعبية) 17725.
زهر الدين علي عيسى (التضامن والانماء) 13666.
علي حسين ماما (منفرد) 4848.
– منطقة الضنية (مرشحو المقعدين السنيين):
أحمد شوقي خضر فتفت (منفرد) 46383 صوتاً – فائز.
جهاد مرشد الصمد (الإرادة الشعبية) 31242 – فائز.
قاسم علي عبدالعزيز (التضامن والانماء) 24539.
عبدالناصر عصام رعد (اللائحة الإئتلافية) 23582.
أسعد أحمد هرموش (اللائحة الإئتلافية) 19720.
محمّد أحمد طلال الفاضل (التضامن والانماء) 15323.
يحيى حسن عبدالقادر (منفرد) 4906.
رياض قاسم الصمد (منفرد) 1614.
سعيد محمّد الشقيق (منفرد) 764.
حسن علي رشيد طراد (منفرد) 518.
عبدالله حسين جمال (منفرد) 9.
– بشري (موارنة):
جبران ملحم طوق (الإرادة الشعبية) 34971 صوتاً – فائز.
قبلان شبل عيسى الخوري (اللائحة الإئتلافية) 30700 – فائز.
بنوا حبيب حبيب كيروز (الإرادة الشعبية) 23130.
بطرس منصور سكر (اللائحة الإئتلافية) 22649.
سعيد يوسف طوق (التضامن والانماء) 12221.
ايناس أسعد كيروز (التضامن والانماء) 11780.
سابا حليم مخلوف (منفرد) 6948.
اميل جورج المزوق رحمه (منفرد) 5707.

————

(1) نص القانون في الجريدة الرسمية للجمهورية اللبنانية – العدد 2 – تاريخ 13/1/2000 – ص44 وما يليها.
(2) بموجب الجدول رقم (2) الملحق بالقانون 2000/171.
(3) كريم بقرادوني – صدمة وصمود – عهد اميل لحود 1998 – 2007 – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر – بيروت – لبنان – الطبعة الأولى 2009 – ص179 – 180.
(4) المصدر السابق – ص182.
(5) د. هدى رزق – مصدر سابق – ص139. وتعدد د. رزق عدّة أسباب لهذا الفارق منها: «حصول مرشحي الحزب على أصوات إضافية من ناخبي القوى الديموقراطية واليسارية والمستقلة… وتمسك حزب الله بالمرشح جورج نجم من ساحل جزّين رغم ممانعة الرئيس برّي لهذا الترشيح.. مما دفع بأصوات القوى المسيحية القريبة من نجم باتجاه مرشحي حزب الله. كذلك عدم سريان «التكليف الشرعي» أو «التعميم» على جماهير هذا الحزب خاصة في القرى المحررة…».
(6) النتائج كما اعلنها مدير عام وزارة الداخلية عطا الله غشام يوم الخميس في 31/8/2000 كذلك الصحف الصادرة في 1/9/2000. ولم يرد في بعض الدوائر عدد المقترعين.
(7) كريم بقرادوني – مرجع سابق – ص272-273.