Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر April 10, 2018
A A A
قلق على الإنتخابات في لبنان
الكاتب: اللواء

«غيوم داكنة» فوق سوريا.. وقلق على الإنتخابات في لبنان
*

خرق الطيران الحربي الإسرائيلي الأجواء اللبنانية، وقصف مطار طيفور العسكري السوري في حمص، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا عسكريين ايرانيين وروس، وسط احتدام المواجهة في سوريا، وفي ضوء التهديدات الأميركية بالرد على استخدام الأسلحة الكيمياوية، والتحذيرات الروسية من الرد العسكري.
ولم يقتصر هذا الخرق على الجو، بل على الأجواء الانتخابية، في ظل احتدام الإشكالات والاتهامات وإعلان ما تبقى من لوائح، في إشارة غير مسبوقة على ربط مصائر الوضع اللبناني، باقتصاده واستقراره بنتائج الانتخابات، والدور المفصلي فيها للصوت التفضيلي، الذي ادخل القانون الارثوذكسي في صلب التشريع الانتخابي، وليحول الاشتباك بين اللوائح إلى اشتباك داخل اللائحة الواحدة.
وإذا كانت دعوات رؤساء التيارات الكبرى والأحزاب إلى الجمهور للاقتراع بكثافة لرفع حاجز «الحاصل الانتخابي» الذي من شأنه ان يحمي اللوائح الكبرى التي يشعر المعنيون بها بأنها مهدّدة، بفعل كثرة اللوائح والمرشحين عليها.. فإن الحملات لم تنفك تستهدف اللوائح المستقلة، لا سيما في عدد من الدوائر، كبعلبك – الهرمل وبيروت وكسروان – جبيل.

«سيدر»: محاذير
وقبل ان يجف حبر البيان الختامي لمؤتمر «سيدر» الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الجمعة الماضي، أو المواقف الداعمة التي عبر عنها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، نيابة عن مجموع ممثلي 50 دولة أو منظمة دولية شاركوا في المؤتمر، كان اللافت للانتباه دخول هذا المؤتمر في «البازار الانتخابي»، بغرض توظيف المبالغ المالية الكبيرة التي حصدها لبنان في هذا المؤتمر، كل في اتجاه ما يخدم مصالحه الانتخابية، سواء بالنسبة للنواحي الإيجابية منه، على صعيد النهوض الاقتصادي أو بالنسبة لمحاذير زيادة الدين العام التي سترتبها القروض المالية ولو بفوائد متدنية، فيما لو ذهبت هذه القروض في جيوب المنتفعين، على غرار ما حصل في تجارب سابقة.
وإذا كان المؤتمر بوقائعه ونتائجه قد أمن للبنان قروضاً ميسرة على مدى بين ثلاث سوت سنوات بلغت قيمتها 11 مليار دولار ونيف وهبات بقمية 860 مليون دولار، لدعم هذه القروض ولكن بشروط صارمة للاصلاح، ما وصفه الرئيس نبيه برّي «بالحضن العالمي» واعتبر الرئيس سعد الحريري، بأنه «ثمرة التوافق السياسي»، فإن برّي نفسه أضاف على ذلك ان العبرة تبقى بالتنفيذ»، والتنفيذ هنا بحسب مصادر رسمية واقتصادية مقرون حكما برزمة الاصلاحات البنيوية في الادارة والمالية العامة وادارة الدين العام وفي قطاع الكهرباء اساسا ووقف الهدر في الانفاق، لتحقيق خفض في نسبة العجز المالي بقيمة 5 في المائة.
وهذه الشروط مرتبطة بحصول توافق سياسي داخلي كامل على كل الرؤى الاقتصادية والمالية ومشاريع الاستثمار التي ناقشها المؤتمر، لكن الخلاف واقع اصلا بين القوى السياسية ومكونات الحكومة حول الرؤية لكيفية مقاربة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية البنيوية والادارية التي يعيشها لبنان.

ملاحظات انتخابية
وفي المقابل، صدر الكثير من الملاحظات حول المؤتمر ونتائجه عن سياسيين وخبراء اقتصاديين، تركزت على خطورة زيادة الدين العام من 80 مليار دولار الى اقل بقليل من مائة مليار، وتركزت الملاحظات والتساؤلات ايضاً على تنفيذ المشاريع الاستثمارية بشفافية ودقة تؤمن الهدف المطلوب، وعلى قدرة لبنان على الايفاء بالديون التي ستترتب عن المؤتمر ولوكانت بفوائد بسيطة ومتدنية.
وقد عبر عن جانب من هذه الملاحظات الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله، في أثناء اطلالته الانتخابية في مدينة النبطية غروب يوم الأحد الماضي، عندما حذر من الذهاب إلى كارثة بوصول الدين العام إلى 100 مليار دولار، معتبرا بأننا امام وضع مالي استثنائي يتطلب ان ننتخب نوابا يكون لهم موقف جدي لعدم تمرير أي مشروع من أجل أي شخص أو جهة مكسورة ماليا أو محتاجة للمال»، وفي إشارة سريعة معارضة لنتائج مؤتمر «سيدر».

«بيروت الوطن»
وهذا التوظيف الانتخابي لمؤتمر «سيدر»، دفع «لائحة بيروت الوطن» إلى التحذير منه، في خلال اجتماعها الأسبوعي مساء أمس، حيث بحثت تطورات النشاطات الإنتخابية ، وما يرافقها من تجاوزات من قبل مرشحي السلطة، والإجراءات الواجب إتخاذها لمواجهة التعديات التي تمارس ضد بعض أعضاء اللائحة.
وتوقف المجتمعون عند وقائع مؤتمر «سيدر ١»، والضجة المفتعلة حول النتائج التي أسفر عنها ، والتي تبين أن معظم القروض والهبات التي بلغت ١١ مليار دولار ، هي مجرد وعود مشروطة بتحقيق إصلاحات جدية ، مالية وبنيوية ، فضلا ً عن ربطها بنتائج دراسة الجدوى لكل مشروع ، من المشاريع التي قدمها الوفد اللبناني للمؤتمر، مما يعني أن المسألة قد تبقى في إطار الوعود، إذا لم تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذه المعطيات بالجدية اللازمة.
وأعتبرت اللائحة أن المجتمع الدولي أعرب في مؤتمر باريس عن تضامنه مع لبنان، شعباً ومؤسسات ، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوضع الإقتصادي اللبناني ، ولا يجوز توظيف هذا المؤتمر ونتائجه في البازارات الإنتخابية.
وكانت اللائحة عقدت لقاء في منزل الكابتن عماد حاسبيني، لفت خلاله رئيس اللائحة الزميل صلاح سلام إلى ممارسات فيها ملامح لتزوير الانتخابات، داعيا إلى تدارك هذا الأمر، وهناك حالة من التسيب والفساد وغياب الرقابة، مشددا على ان الحل هو في يد المواطن البيروتي من خلال اقتراعه وإيصال المرشح الذي يسعى للعمل والمواجهة، وان هذا الأمر يجب ان يترجم في صناديق الاقتراع في 6 أيّار.

هجوم انتخابي
على ان الهجوم الانتخابي الذي باشره السيّد نصر الله لدعم اللوائح الانتخابية المشتركة بين حزب الله وحركة «امل» غروب الأحد، وسيتابعه بشكل اسبوعي من الآن وحتى موعد الاستحقاق. لم يستو عند الجانب المالي الذي يزعج خصومه، ولا سيما تيّار المستقبل، بل تعداه إلى الجانب السياسي، عندما اتهم حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالتخطيط لصدام بين الجيش والمقاومة، سواء عبر مصادرة الجيش لشاحنات الأسلحة التابعة للمقاومة أثناء حرب تموز 2006، أو عبر إعطاء تعليمات للجيش لإزالة شبكة الاتصالات التي انشأها الحزب قبل احداث 7 أيّار 2008 وهو ما نفاه المكتب الإعلامي للرئيس السنورة، مؤكدا ان كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، موضحا ان قيادة الجيش اللبناني كانت أصدرت بيانا أثناء حرب تموز أكّدت فيه انها لم تتلق امرا من رئيس الحكومة بمصادرة سلاح المقاومة، كما ان رئيس الحكومة آنذاك لم يعقد أي جلسة أو جلسات وقتذاك مع ممثلي حزب الله في موضوع نقل السلاح والذخائر إلى الجنوب. كما ان قرار الحكومة في جلسة 15 أيّار 2008، لم يتضمن على الإطلاق امرا للجيش بالتصادم مع حزب الله من أجل تلك الشبكة التي لا تزال قائمة إلى الآن وتوسعت بعد ذلك توسعا هائلا لتشمل مناطق مختلفة من لبنان».

..واحتدام انتخابي
في هذا الوقت، احتدمت حمى المعارك الانتخابية وبدأت تتحوّل إلى صدامات وعراك وإطلاق نار كما حصل في فندق «كراون بلازا» بالحمرا والبقاع ومنطقة عنايا- مشمش في جبيل، وسواها، فيما استقر الخطاب السياسي والتحريضي، حيث يتوقع مشتغلون في ماكينة مرشّح شمالي بارز تصعيد الخطاب الانتخابي السياسي والطائفي والمذهبي كلما اقترب موعد الانتخاب في حين ردّ مرجع سياسي حماوة المعركة وتصعيد الخطاب الانتخابي الاستفزازي إلى قانون الانتخاب إلى وصفه «بالمسخ الذي جاء ليخدم طرفا أو اثنين من الأطراف السياسية لكنه اضر بالكل، واضطر القوى السياسية إلى استعمال كل الأسلحة الخطابية التحريضية والتخوينية والالغائية».
وفي هذا السياق، كان لافتا للانتباه، هجوم الرئيس الحريري على اللوائح الانتخابية المتنافسة في بيروت الثانية، وخص في هجومه المرشحين الذين قال انهم يدعون الوفاء لرفيق الحريري ويحملون راية مسيرته، مشيرا إلى انه لو كانت هذه اللوائح لمصلحة بيروت لا مشكلة معهم، لكن هؤلاء يخدمون حزب الله وهدفهم تشتيت أصوات الناخبين واصوات البيارتة لمصلحة لائحة حزب الله ودعا إلى التصويت بكثافة للائحة تيّار المستقبل لإفشال مخططات هؤلاء ومشاريعهم، معتبرا ان واجب كل واحد هو الاقتراع وعدم التهاون والتراضي لأنه كلما ارتفعت نسبة الاقتراع كلما تمت المحافظة على قرار بيروت وقطعتم الطريق امام الآخرين لمصادرته».
واوفد الحريري مستشاره الوزير غطاس خوري إلى معراب حيث التقى رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي.
وعرض المجتمعون المسجدات السياسية والانتخابية.

في غضون ذلك، توالت مهرجانات اعلان اللوائح في اكثر من منطقة.ومن ابرز اللوائح التي اعلنت امس، لائحة «عنا القرار» في دائرة كسروان- جبيل التي تضم تحالف حزب الكتائب وفارس سعيد وفريد هيكل الخازن، فيما اعلن تحالف هيئات المجتمع المدني في احتفال أقيم في «فوروم دو بيروت» تسع لوائح بأسم «كلنا وطني» ضمت 66 مرشحا في دوائر: بيروت الاولى والثانية، والشمال الثانية والثالثة، وزحلة، وبعبدا، وكسروان- جبيل، والشوف – عاليه.