Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر April 7, 2018
A A A
حماوة انتخابية في المتن الشمالي و”أبو الياس” على هدوئه
الكاتب: وجدي العريضي - النهار

المزاج المتني تبدّل والمعادلة تغيّرت… وهذا ما يحصل
*

ارتفع “دوز” الحماوة الانتخابية بشكل لافت في معظم الدوائر حيث الغليان سيّد الموقف، ناهيك بالمواكب السيارة ورفع أعلام وأناشيد حماسية وما هبّ ودبّ من عدّة التجييش الانتخابية، لا سيما وأن موعد الاستحقاق بدأ يدق الأبواب. وفي غضون ذلك ثمة دوائر يسودها الهدوء ويبدو انّ مرشحيها مرتاحون نظراً الى غياب المنافسة كما حال دوائر الجنوب، في وقت هناك دوائر تغلي انتخابياً وتحديداً في جبل لبنان حيث المعركة حامية الوطيس، وكل فريق على أهبّة الاستعداد بانتظار إطلاق صافرة فتح صناديق الاقتراع، وذلك ما يسري على المتن الشمالي حيث مراكز القوة السياسية والحزبية في ظل تعدد اللوائح لأحزاب الكتائب والقوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إلى لائحة نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب ميشال المر الذي يبقى علامة فارقة في أي استحقاق نيابي أو بلدي في المتن الشمالي، وإن كانت المنافسة مغايرة عن السابق لجملة اعتبارات وظروف سياسية حيث العهد الجديد ولائحة التيار، إضافة إلى استعمالهم كل الوسائل وسعيهم الى تحجيم دور وزعامة “أبو الياس”.

وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية على بيّنة مما يجري من صولات وجولات انتخابية في المتن الشمالي أن المعركة مستعرة، وبالتالي يمكن وفق قراءة سياسية وانتخابية لما يحصل أن تتظهّر معطيات أساسية لمسار الاستحقاق في المتن الشمالي بعدما برزت في الأيام الماضية سلسلة مناخات يمكن البناء عليها، على اعتبار أن التيار الوطني الحر والذي حصد الغالبية النيابية في الانتخابات الماضية لم يعد البُعبع الأساس بل ثمة شركاء وقوى أخرى ستسجل خروقات واضحة في ظل لوائح حديدية لكل الأطراف. وبالتالي، قد يُقال “ربّ ضارة نافعة” حول طحشة التيار الوطني الحر على معاقل النائب ميشال المر في المتن الشمالي إلى قوى أخرى سعت الى ابعاده عن المعادلة المتنية من خلال تهريب بعض المرشحين على لوائحه إلى لوائح أخرى، وصولاً إلى حملات منظمة سياسية وإعلامية وتوزيع أدوار وتجنيد بعض الوزراء السابقين للتبرّع والقيام بها، بغية ضرب الزعامة الأرثوذكسية للنائب المر ومن ثم وضعه أمام الأمر الواقع لدى تشكيل اللوائح. ولكن، تتابع المصادر، فإن “أبو الياس الخبير المحلف” في الاستحقاقات الانتخابية والدستورية لم يرد على ما تعرض له واستهدفه فالتزم الصمت الهادئ والمعبر في آن، من دون أن يدخل في مساجلات مع أي طرف أو يعلن أي موقف سياسي حيال ما يجري بحقه كونه يعرف حق المعرفة “معدن المتنيين” الذين يبادرونه الوفاء ويكنّون له المحبة والتقدير وهو الذي كان إلى جانبهم يوم عزت الخدمات في معظم المناطق اللبنانية واضمحلت فكان إلى جانب المتنيين يقوم بدور خدماتي بعيداً من السياسات والزواريب الضيقة، أو هذا معي وذاك ضدي، بمعنى أنه كان على مسافة واحدة من الجميع.

وتردف المصادر انه من هذا المنطلق يحفظ أبناء المتن الشمالي على اختلاف عائلاتهم وتوجهاتهم ما قام به المر تجاههم في أصعب وأحلك الظروف، لذا يمكن القول وفق المعلومات على الأرض أن المعادلة تغيّرت في سياق التعاطف المتني مع زعيمهم، خصوصاً من استهدفوه تنقصهم الخبرة السياسية والانتخابية وانسابوا في السلطة ومغرياتها من دون قراءة مزاج المتنيين وسخطهم من الحملات التي طاولت “أبو الياس” وعلى المكشوف، وهذا ما ظهر بشكل جلي في كل قرى وبلدات المتن من خلال الالتفاف حوله من بلديات وعائلات.

وتخلص المصادر لافتة إلى أمر مهم على صعيد تركيبة اللوائح وخصوصاً لائحة التيار الوطني الحر حيث التوليفة المارونية إذ وباستثناء النائب إبرهيم كنعان “أبو الموازنة” والمعروف بديناميته وحضوره وهذا ما يقر به الجميع، فإن المرشحين الآخرين لا يمتّون للتيار بصلة وسياسياً لطالما كانوا مناهضين لسياسته بما في ذلك المرشح الأرثوذكسي عن التيار وهو من بيت قومي ما يعني أن ذلك لا يعطي الحماسة المطلوبة عند الذين كانوا إلى جانب التيار العوني في العام 2005 بعدما تغيرت التحالفات وحصلت تفاهمات غريبة عجيبة وهجينة في آن. كل ذلك سيصرف في صناديق الاقتراع وفق القراءة الأولية على الساحة المتنية، في وقت أن النائب المر لم يسبق له أن غيّر ثوابته ومسلماته المتنية والوطنية، ويرتقب وفق الاحصاءات الراهنة أن يحظى بنسبة عالية من الصوت التفضيلي، الأمر الذي يتبدّى من خلال الأجواء والمناخات المتنية الحالية.