Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر April 2, 2018
A A A
الحريري – ميقاتي – ريفي.. من تُخرجه طرابلس؟
الكاتب: مازن عسّاف - الأفكار

بدأ الحديث الإنتخابي الطرابلسي، يسير باتجاه الحسم في معركة ستكون حامية الوطيس لن تُعرف نتائجها إلا بعد فرز الأصوات. ولكن، وبما ان لطرابلس رمزية خاصة في نفوس أصحاب اللوائح الثلاث الأقوى، وفي نفوس أبناء الفيحاء أيضاً، يُكمل الحديث الإنتخابي سيره على طريق المحاسبة حيث ان ما ستُفرزه صناديق الاقتراع، سيكون الرسالة التي أراد الطرابلسيون توجيهها إلى الخاسر، بعد سنوات من الإهمال والابتعاد والتنكر لهم. وفي ختام رحلة الحديث، لا بد وأن نتوقف عند محطة أخيرة لن يسأل فيها العامل الناس عن تذاكرهم، بل عن ماذا حل بالرئيس سعد الحريري والرئيس نجيب ميقاتي واللواء أشرف ريفي؟

يوم الحساب الطرابلسي
مدينة تعرضت على مر السنوات الماضية إلى شتّى أنواع الاضطهاد والممارسات الكيدية، وإلى أبشع أنواع التوصيفات حتى وصلت بها احداها إلى تشبيهها بقندهار مع ما ترمزه هذه الأخيرة من بقعة اجرامية متأصلة في الإرهاب والأصولية. وبما أن الجسم الطرابلسي لبيّس، فقد انجرت المدينة إلى أمكنة لا تليق بها وتم وضعها في خانات لا تُشرف تاريخها العروبي النضالي ولا حتى حاضرها المتميز بالعيش المشترك على الرغم من سنوات الحقد والتموضع المذهبي والطائفي التي حاول البعض حصرها فيها. وإيذاناً منهم بأن الشارع سوف يُحاكم ويُحاسب، وبأنه سوف يقف لهم عند كل نقطة وسيكمن في التفاصيل، راح الرئيسان الحريري وميقاتي والوزير السابق ريفي يبحثون عن أجواء ملائمة يمكن ان يتكئون عليها في معاركهم الانتخابية في وجه بعضهم البعض. راح كل فرد فيهم يبحث عن فرصة ينجو بها بنفسه ولائحته تماشياً مع قانون انتخابي جديد لئيم يعتمد النسبية والصوت التفضيلي، ويفرّق بين الحلفاء ويجعل المنافسة بين أبناء البيت الواحد، على قاعدة يا رب نفسي ولا يدع مجالاً للتوافق بين هذا وذاك على قاعدة الآية الكريمة التي تقول يوم يفر المرء من أَخيه وأُمه وأَبِيه وَصاحبته وبنيه، لكل امرئٍ منهم يومئِذ شأن يغنيه.

الصوت بألف دولار
والملاحظ في هذه الانتخابات على مستوى لبنان كله وليس في منطقة محددة، أن المرشح أصبح يخضع بشكل كلي لمزاج الناخب ولرؤيته في تحديد خياره السياسي المبني وفق قناعات يكون قد كونها على مدى الولاية السابقة أي طوال فترة أربع سنوات. واليوم وللمرة الأولى ربما في تاريخ الحياة السياسية في لبنان، يذهب الناخب الى صندوق الاقتراع وفي نيته معاقبة مرشحين وإنصاف آخرين غير آبه بعمليات الرشى التي بدأت تظهر معالمها من خلال الانفاق غير المراقب بحيث من المتوقع ان يصل سعر الصوت في بعض الدوائر التي تُعتبر فيها الانتخابات معركة كسر عظام، إلى الف دولار وقد يتجاوز هذا الرقم في حال تبين أن المعركة قد أصبحت على المنخار.

ما هو وضع الحريري طرابلسياً؟
يوم السبت الماضي، أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري لائحة دائرة الشمال الثانية طرابلس – المنية – الضنية، والتي تحمل اسم المستقبل للشمال. وجاءت الأسماء على الشكل التالي: محمد كبارة – طرابلس (سني)، سمير الجسر – طرابلس (سني)، جورج بكاسيني – طرابلس (ماروني)، ديما جمالي – طرابلس (سنية)، نعمة محفوض – طرابلس (روم أرثوذكس)، وليد صوالحي – طرابلس (سني)، ليلى شحود – طرابلس (علوية)، شادي نشابة – طرابلس (سني)، عثمان علم الدين – المنية (سني)، قاسم عبد العزيز – الضنية (سني) وسامي فتفت – الضنية (سني). لكن هل ستفي هذه الأسماء أو اسم تيار المستقبل بحمل اللائحة الى الندوة البرلمانية كممثلة عن أهالي طرابلس؟ وهل سيمنح الطرابلسيون أصواتهم للائحة الزعيم السنيالأكثر تمثيلاً في المجلس الحالي ورئيس حكومة العهد؟.

من المؤكد أن ثمة امتعاضاً طرابلسياً من الطريقة التي تم بها التعاطي مع المواطنين من قبل زعماء السنة جميعهم في لبنان، لكنهم في الوقت عينه، يحفظون وقفات البعض الى جانبهم في زمن المحن الصعبة التي مرت عليهم. واليوم وفي ميزان المحاسبة، ثمة مرحلة جديدة تُرسم ملامحها منذ اقرار القانون الانتخابي الحالي. في ما يتعلق بتيار المستقبل، لا تُبشر هذه المرحلة بالخير له ولا لمشروعه الذي جرى تجريبه لسنوات طويلة، وبما ان اليوم هو يوم عمل وغداً يوم حساب، فمن المرجح أن يحصد تيار المستقبل جزءاً كبيراً من الخيبة في صناديق الاقتراع، نتيجة ابتعاده لفترة طويلة عن الشارع الطرابلسي وتركه في أحلك الظروف يواجه مصيره وحده في مواجهة المشروع الآخر المؤيد للنظام السوري. وكثيراً ما عبّر الطرابلسيون عن أوجاعهم وآلامهم من الطرق التي يُواجهون بها إما معنوياً وإما سياسياً، وإما من خلال التوقيفات والاعتقالات والمماطلة بملف الموقوفين الاسلاميين، وصولاً الى الإنماء غير المرئي في مناطقهم ولا الملموس في أعمالهم ومستشفياتهم ومدارسهم، ولا حتى في لقمة عيشهم المغمسة بطعم المرارة والقهر والظلم.

أحد وجهاء مدينة الفيحاء يرى أن زيارات الرئيس الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري ومعهما زيارات السياسيين من وزراء ونواب للمدينة، لن ترفع من نتائجهم الانتخابية أو مما قد يقرره الناخب الطرابلسي. شدة تأييدنا في الشارع قد خفت بنسبة كبيرة وحتى التعاطف مع رئيس الحكومة على أثر أزمته في السعودية، راح الى حال سبيله واختفى في زحمة الانتخابات ويبحث الناخب عن مصالحه الخاصة. لكن الشخصية نفسها تعتبر أنه توجد فئة من أبناء المدينة يعتقدون أن خيارات الاستقرار هي الأفضل في ظل غياب وسائل المواجهة مع الطرف الذي تعرضوا للإيذاء على يده. كما وأن هذه الفئة قد لمست جزءاً كبيراً من الاستقرار الأمني الذي حط رحاله في البلد منذ بداية العهد الحالي والذي وفرته الاجهزة الأمنية بأوامر مباشرة من رئاسة الحكومة.

ويذهب بعض غير المتحمسين للحريري طرابلسياً إلى حد القول إن الخطاب الذي انتظره الطرابلسيون من تيار المستقبل ورئيسه ليكون عاملاً مساعداً على امتصاص النقمة ضده تحديداً في طرابلس، لا يُصرف شعبياً. إذ إن الحريري تحدث بعناوين عامة تكررها كتلة المستقبل أسبوعياً، في ما يتعلق بانسحاب حزب الله من سوريا، والتوافق على خطة طوارئ رسمية لمواجهة أزمة النزوح، وإعداد خطة وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب.

ميقاتي يسعى لحصد ما زرعه
بدوره أدار الرئيس نجيب ميقاتي مُحرك ماكينته الانتخابية نحو العمل الجدي بعدما أعلن عن أسمائها وفق المنظور الذي بنى عليه رؤيته لتحقيق أفضل النتائج في صناديق الاقتراع. واللافت ان ميقاتي الذي يحظى بتأييد واسع في الشارع الطرابلسي نظراً لخدماته التي قد تكون خفت أو تراجعت نوعاً ما في مرحلة سابقة، إلا أنها لم تتوقف كما فعل غيره، يؤكد أمام القاصي والداني أنه سيُحقق فوزاً كبيراً في الانتخابات وسيعبر الى البرلمان بكتلة وازنة تفسح أمامه في المجال، ليكون في مقدمة الصفوف التي ستحجز لنفسها مقاعد وزارية. ويؤكد مقربون من الرجل، أنه لم يهدأ طوال الفترة الماضية وظلت ماكينته الانتخابية على تماس بالناس، تُقدم لهم جزءاً كبيراً من احتياجاتهم، بالإضافة إلى المساعدات المدرسية التي كانت وفرتها مؤسسة العزم في بداية العام الدراسي.

وعلى طريق سعيه لحصد النقاط الاغلى في حياته السياسية ربما، أعلن ميقاتي عن لائحة قال إن الظروف جميعها تكاملت بها وان ما ينتظرها فقط، هو حسن تعاطي الناخب معها وبالطريقة الصحيحة التي يأملها من الناخبين ومن الشخصيات التي رشحها ضمن لائحته على حد سواء. وقد ضمن اللائحة في دائرة طرابلس – المنية – الضنية كل من:علي درويش (علوي- طرابلس)، جهاد يوسف (ضنيه – سني)، كاظم الخير (سني – المنية)، ميرفت الهوز (سنية طرابلس)، نقولا نحاس اورثوذكس (طرابلس)، محمد الفاضل (سني الضنية)، رشيد المقدم (سني طرابلس)، محمد الجسر (سني طرابلس)، توفيق سلطان (سني طرابلس)، جان عبيد (ماروني طرابلس) ونجيب ميقاتي (سني طرابلس). وبهذه اللائحة، يكون الرئيس ميقاتي للمرة الأولى منذ دخوله المعترك السياسي يتقدم بلائحة خاصة للانتخابات النيابية، تجسّد مبادئ الوسطية والاعتدال، بعيداً عن أية إصطفافات، وينطلق بها لكسب ثقة أبناء طرابلس والضنية والمنية، الذين لطالما طالبوه بخوض الانتخابات بمفرده وتشكيل لائحة من النسيج الاجتماعي لتلك المناطق، وقد لبى هذه المرة رغبتهم تمهيداً لإيجاد حضور لكتلة نيابية وسطية في البرلمان اللبناني.

وإن سألت ميقاتياً أو ريفيّاً في طرابلس، أي أحد مؤيدي الرئيس ميقاتي أو اللواء ريفي عن حظوظ تيار المستقبل، فسوف تأتيك الإجابة على الشكل الآتي: النقمة على تيار المستقبل تزداد يوماً بعد يوم داخل تلك المناطق الساخنة في طرابلس التي يعتبر أهلها أنه تخلى بالكامل عن كثير ممن كانوا يعتبرون أنفسهم محسوبين عليه، وعن كثير ممن حملوا السلاح دفاعاً عنه، فضلاً عن اتهام البعض له بتوفير حمايات معينة للبعض، والاستغناء عن البعض الآخر. ويشير هؤلاء الى ان كل محاولات تيار المستقبل للهروب الى الامام سواء بإطلاقه الاتهامات في كل اتجاه لتبرئة نفسه، أو في منحه العائلات مساعدة مالية، لن يساهم في التخفيف من هذه النقمة، أو في رفع المسؤولية عنه في كل ما حصل خلال السنوات الماضية، علماً بأن ثمة اعتراضات كثيرة على الطريقة التي جرى فيها تسجيل الأسماء للحصول على المنحة المالية التي حصلت منذ فترة وجيزة كخطوة على طريق استعادة الشارع الطرابلسي.

ريفي للأفكار: كل هذا الضجيج لن يُلهينا عن معركتنا الأساس
القانون النسبي ليس وحده من غيّر المعادلة في هذه الدائرة التي جمعت ثلاثة أقضية، بعدما كانت طرابلس تشكل دائرة في حدّ ، وكانت المنية – الضنية عبارة عن دائرة مستقلة، إنما بروز منافس جديد لتيار المستقبل وللرئيس نجيب ميقاتي، هو وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، الذي اثبت حضوراً قوياً وحقق المفاجأة في العام الفائت عندما حصلت اللائحة البلدية المدعومة منه على ثلثي مقاعد المجلس البلدي الطرابلسي، قلب الموازين كلها والاستنتاجات وحتى أنه أبطل عمل استطلاعات الرأي بعدما وجدت المؤسسات الرسمية والخاصة، مدى تعاطف الشارع الطرابلسي معه.

في عمليات التجاذب الحاصلة بين تيار المستقبل من جهة، وبين اللواء ريفي من جهة أخرى، يبرز عاملان قويان إلى جانب الأخير، يجعلانه في مقدمة أي نقاش أو أي عملية تفضيل تحصل بينهما: الأولى ان الرجل برهن في أكثر من مرة أنه منسجم إلى حد بعيد مع طروحاته السياسية ومع الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من وزارة العدل، وهي الخصومة السياسية التي تجمعه بحزب الله، ودفاعه الشرس عن عروبة لبنان في مواجهة المد الإيراني، والرجل أثبت فعلاً لا قولاً، أن ما يُفكر فيه تحت الضوء، لا يُمكن ان يمحوه ألف عتم وظلام ولا حتّى معاقبة شارعه بإبقائه من دون كهرباء لأسابيع وأشهر. أما الثانية، فمن المعروف أن للواء مؤيدين ينتمون إلى كل شارع وحي في طرابلس، ومصنفون من طبقات المجتمع الطرابلسي بمختلف تلاوينه. تجده يُحادث الغني ويُجالس الفقير. لا عيب في دخول الأمكنة المُحرمة على الفقراء، ففيهم يغتني وبهم يكبر ومعهم سوف يُحدث التغيير القادم.

النائب خالد الضاهر أحد أبرز الذين حملوا على اللواء ريفي الاسبوع الفائت وهو الذي تراجع عن ترشحه للانتخابات من بيت الوسط، كان هاجم اللواء واصفاً إياه بأنه لا يحسن الاداء السياسي، وهو لا يخدم المصلحة العامة ووحدة الصف عندما يكون هذا الاداء يتعلق بتمزيق الصف أكثر مما هو ممزق، وهذا الاداء يخدم حزب الله، مشدداً على أننا كلنا نسعى الى توحيد الساحة وأن يخدم آداؤنا السياسي البلد وأن تكون الكتلة كبيرة، وأنا فضلت أن أدعم رئيس الحكومة سعد الحريري وأن نوحد الصف.

بدوره وفي حديث مع الأفكار، يؤكد اللواء وهو اللقب المُحبب إلى قلبه أكثر بملايين المرات من كلمة معالي الوزير، أن كل هذا الضجيج الحاصل من حولنا وكل هذه الاستهدافات التي يُحاول البعض من خلالها النيل منا ومن طرابلس الوفية إضافة إلى كل أصوات النشاز التي تخرج من هنا أو هناك، لن تُلهينا عن معركتنا الأساسية وهي الوقوف في وجه مشروع حزب الله وايران. ويُضيف اللواء: نحن نعتبر أن السادس من أيار هو ليس يوماً إنتخابياً فقط، إنما هو يوم استفتاء لكل اللبنانيين ليُعلنوا فيه عدم رضوخهم لهيمنة حزب الله وسلاحه والوقوف في وجه أي مشروع لا يخدم لبنان واللبنانيين. من هنا نرفع الصوت عالياً وندعو الى التيقظ من محاولات هيمنة الحزب على القرار اللبناني من خلال المجلس النيابي المقبل.

ويؤكد ريفي مدى استعداده وجهوزيته الى جانب أهالي طرابلس، لخوض الإنتخابات النيابية المقبلة المقرر إجراؤها في السادس من أيار المقبل خصوصاً وأننا نقدم أنفسنا كنواة تغيير، لسنا تقليديين، وبالتالي لن نسمح بأن يكون في طرابلس أي نائب يُريد ان يرهن قرار المدينة لا للحزب ولا للإيرانيين ولا لبشار الأسد، مشدداً على أن لا شرعية لأي سلاح خارج إطار المؤسسات الأمنية اللبنانية، منتقداً كذلك ترشيح حزب الله لجميل السيّد، ومبدياً أسفه لمكافأة مَن رافق 24 عبوة ناسفة، كانت المخابرات السورية تأتي بها الى لبنان، بإعطائه وعداً ليكون نائباً في مجلس النوّاب. ورأى أن لا ينقصنا سوى ترشيح ميشال سماحة. وأنا كنت قلت سابقاً إن قانون الانتخاب هذا، تمت صياغته ليخدم حزب الله، ومع هذا قررنا مواجهته.

من المؤكد أن الصراع السياسي بين تيار المستقبل واللواء أشرف ريفي، وصل الى مرحلة اللاعودة، خصوصاً بعد احتدام المواجهة بين الطرفين، التي اكتسبت في المرحلة الأخيرة طابعاً أمنياً، على خلفية توقيف شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ثلاثة من أبرز المقربين من ريفي، وهو ما فتح المواجهة السياسية على مصراعيها باقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في الربيع المقبل، والتي يتحضّر ريفي لخوضها بمرشحين له في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية السنيّة التي تمثل الخزان الشعبي لتيار المستقبل وقد حصل هذا الأمر فعلاً في بيروت الدائرة الثانية.

حروب وتوتر على تويتر
إنتقلت الحرب الإنتخابية من الأرض إلى مواقع التواصل الاجتماعي وذلك لحظة إعلان الرئيس الحريري لائحة طرابلس، عندما قال: إن تيار المستقبل هو من دفع الجميع للاعتراف بأن حماية لبنان تكون بوقف التدخل في شؤون الأشقاء العرب ومنع الحريق السوري من الانتقال الى بلدنا، وأن دور الطائفة السنية في المعادلة الوطنية أقوى من أي سلاح ومن كل سياسات الممانعة. وأضاف: قد يقولون إن طرابلس لا تريد الوصاية الا أنهم خبراء وشركاء بالوصاية، ويحب أن يعرفوا أن زمن الاستيلاء على قرار الشمال لن يعود وزمن الاستقواء بالسلاح والمخابرات لن يعود. وختم: لا يمكن أن ننسى بطل العالم <يلي نازل فينا تقارير ليل نهار ويقول إنه يحارب حزب الله.

الرئيس ميقاتي لم ينم على كلام الحريري فعلق قائلاً: ذاكرة اللبنانيين عموماً وأبناء طرابلس خصوصاً ليست ضعيفة ولا تزال في بالهم وقائع ليلة ١٩ كانون الاول ٢٠٠٩ التي شهدت احتضان الوصاية. وذلك في إشارة منه الى أن تاريخ ١٩ كانون الاول ٢٠٠٩ هو تاريخ زيارة الرئيس سعد الحريري لسوريا. بدوره دعا اللواء ريفي الرئيس الحريري، أن ينسجم مع مواقفه وأن يستقيل من حكومة حزب الله ويسحب أزلام النظام السوري من لوائحه ويتعهد أن يكون خطابه الإنتخابي الذي يقوله في طرابلس وعكار خطاباً سياسياً في بيروت في مواجهة مشروع حزب الله. وأضاف: الوفاء للأشخاص يا دولة الرئيس عبودية واستزلام ، فهم بشر يخطئون ويصيبون. نحن الأوفياء والأحرار بوفائنا لخطنا وقناعاتنا ولقضية الشهداء، ومن استسلم للدويلة ليس له الحق بمطالبة الآخرين بالاستسلام.

انتهت التحالفات أم هناك متسع من الوقت؟
الخبير الانتخابي محمد شمس الدين اعتبر أن الحماوة الانتخابية طبيعية اليوم وذلك بسبب الانقسام الطائفي والسياسي في لبنان والتعطش للإنتخابات بعد تمديد مرتين للمجلس النيابي. إن الشارع اليوم بدأ بالتفاعل مع الانتخابات لأن الناخبين باتوا يفهمون اكثر القانون كما ان اللوائح اعلنت. ووصل عدد اللوائح الى 77 لائحة، مؤكداً ان باب التحالف يبقى مفتوحاً حتى 6 ايار، ويمكن أن يكون هناك تعاون بين اللوائح لإنجاح المرشحين من لوائح عدة، مشيراً الى ان الحوارات السياسية ستستمر بين الافرقاء على الرغم من إقفال اللوائح. وشدد على ان التحالف النيابي يمكن ان يختلف عن التحالف الانتخابي، وستظهر التحالفات فعلياً بعد 7 أيار.