Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر March 8, 2018
A A A
«رأس غوارديولا» … عنواناً لسياسة الأندية
الكاتب: الراي

عندما كان فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم في عزّه خلال حقبة المدرب جوسيب غوارديولا، وقف ريال مدريد في وجهه ونجح في بعض المناسبات في وضعه عند حده، سواء في الدوري المحلي أو كأس الملك.

حتى عندما توجه «بيب» إلى ألمانيا، وجد مزاحمة «خجولة» من بوروسيا دورتموند تجاه فريقه بايرن ميونيخ. صحيح أنها لم تكن لتهدد ريادة «العملاق البافاري» بيد أنها كانت موجودة بنسبة ضئيلة تساير الفارق الكبير بين قدرات بايرن الفنية والمالية وقدرات أترابه من الأندية الألمانية.

وفي انكلترا، احتاج غوارديولا موسماً كاملاً قبل ضبط إيقاع لاعبيه وفق فلسفته، وها هو مانشستر سيتي، اليوم، يأكل الأخضر واليابس، ويتوجّه الى فرض سطوته «الطويلة» على مقدرات انكلترا، وربما أوروبا.

المشكلة أن من بين عمالقة الدوري الممتاز لم يظهر من هو قادر على مجاراة الـ «سيتيزنس»، والأسوأ أن مدرب مانشستر يونايتد البرتغالي جوزيه مورينيو، مثلاً، قام برمي اللائمة على المبالغ التي صرفها «بيب» على التعاقدات، فيما أشاد مدرب تشلسي، الايطالي أنتونيو كونتي، بقدرات «سيتي» وصعوبة تحديد نقاط الضعف لديه.

أما مدرب «المدفعجية»، الفرنسي ارسين فينغر، فقال بأن ثقة أرسنال تعرضت للدهس من قبل مانشستر سيتي «أفضل فريق في البلاد».
اللافت ان «سيتي» يقدم هذا المستوى المذهل منذ بداية الموسم، وهي فترة مقبولة لإيجاد حلول كفيلة بوقف «قطار غوارديولا»، غير ان أبرز مدربي الفرق الكبرى رفعوا الراية البيضاء مبكراً.

في 14 يناير الماضي، تغلب ليفربول على «سيتي» 4-3 في الدوري. لا يمكن أن نعتبر النتيجة مجرد «حدث عابر»، خصوصاً أن رجال المدرب الالماني يورغن كلوب كانوا افضل من خصومهم واستحقوا الفوز.

كان مؤشراً على أن «سيتي» قابل للسقوط، لكن «الحكمة» تكمن في امتلاك المفاتيح الكفيلة بإيقافه، خصوصا ان ذلك يستلزم خوض حرب مع رجال «بيب» بسلاحهم، اي باستخدام الأسلوب الهجومي السلس نفسه.

لا نعلم ما إذا كان كلوب قد أخذ في الاعتبار كل هذه المعطيات قبل انطلاق الموسم، وما إذا كان استبق الامور وتسلّح مبكراً لـ «الحرب المفترضة» مع «سيتي». فإذا فعل، استحق منا التحية على واقعيته ومقاربته الممتازة للأمور.

اما في حال أن كلوب لم يبنِ فريقه بناءً على متطلبات مواجهته لـ «غوارديولا» بل إيماناً بعقليته التكتيكية المستقلة، فهنا أيضاً يستحق منا رفع القبعة.

وبالنسبة الى بقية الفرق التي اثبت الدوري الممتاز عجزها، هذا الموسم بالتحديد، عن مجاراة «سيتي» كحد أقصى، وعن فرض حضورها امام خصوم آخرين كحد أدنى، فإن علامة استفهام كبيرة تفرض نفسها حولها.

عظمة غواريولا لا تكمن في تتويج هنا بكأس رابطة الأندية الانكليزية المحترفة أو في تتويج هناك بكأس الدوري الممتاز، أو حتى بكأس دوري أبطال أوروبا. عظمة «بيب» تكمن في أن على الخصوم، ابتداءً من الموسم المقبل وصاعداً، بناء تشكيلتهم ووضع ميزانية تعاقداتهم وفق خريطة تضمن وضع المدرب الإسباني عند حده.

… هذا إن كانت هناك إمكانية لإيقاف غوارديولا.