Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر June 10, 2016
A A A
غابات غواتيمالا مدرّجات لطائرات تجار المخدرات
الكاتب: الحياة

منذ كانون الثاني الماضي، أحرق رجال عصابات المخدرات 82 كيلومتراً مربعاً من الغابات في شمال غواتيمالا، لإنشاء مدرجات لإقلاع الطائرات المروحية وهبوطها، وفقاً للسلطات ولناشطين بيئيين.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على شمال غواتيمالا وحدها، بل إنها تنتشر في مختلف مناطق هذا البلد الواقع في أميركا اللاتينية، حيث بلغت مساحة الغابات المحروقة لهذه الغاية 120 كيلومتراً مربعاً في عموم البلد، منذ مطلع العام الحالي. وتتوزع هذه المساحات على مختلف المناطق في غواتيمالا، لكن ثلاثة أرباعها تتركز في منطقة بيتين المحاذية للحدود مع المكسيك وبليز.

وهذه المنطقة قيمة جداً، فهي تضم محمية المايا، وهي منطقة تمتد على 22 ألف كيلومتر مربع، تعيش فيها أنواع حيوانية ونباتية، بين الآثار العائدة لحضارة المايا، لا سيما موقع تيكال. وموقع تيكال واحد من أهم الآثار الشاهدة على حضارة المايا، وقد أدرج على قائمة منظمة يونيسكو للتراث البشري في العام 1979.

لكن هذا الأمر لا يعني تجار المخدرات، بل هم يواصلون توسيع نطاق أراضيهم في الغابات، ولا يترددون عن حرق مساحات حرجية أو دفع المال لأشخاص فقراء ليقوموا بذلك عنهم، بحسب ما تقول الما لولانكو مديرة المجلس الوطني للمناطق المحمية في بيتين. ويبحث رجال العصابات عن مساحات واسعة لممارسة أنشطتهم بعيداً عن أعين السلطات، ابتداء من زراعة الممنوعات، وانتهاء بإنشاء مدرجات لإقلاع الطائرات المروحية وهبوطها، لتسهيل نقل المخدرات.

وتشهد غواتيمالا في السنوات الأخيرة تمدداً لنشاط العصابات التي تعتمد على شبكات محلية لتوسعة أعمالها في هذا البلد، سواء لتجارة المخدرات أو لتبييض الأموال.

غابات غواتيمالا مدرّجات لطائرات تجار المخدرات

وتفيد وزارة الداخلية في غواتيمالا بأن العصابات المكسيكية الأقوى حضوراً على أرضها هي «سينالوا» التي يرئسها «أل تشابو» الموقوف حالياً، والذي يوشك أن يسلم إلى الولايات المتحدة.

إزاء حجم المساحات المحروقة في الغابات، أعلنت حكومة غواتيمالا قبل أيام منطقة بيتين منطقة منكوبة. وتأمل السلطات من خلال هذا الإجراء، أن «تحصل أجهزة الإطفاء فيها على مساعدات من المنظمات الدولية»، بحسب ما قال الرئيس يافث كابريرا.

والأحد، وصلت طائرة مروحية تابعة للجيش المكسيكي إلى بيتين للمساهمة في جهود إطفاء الحرائق. يعرب لويس روميرو من منظمة الحفاظ على الطبيعة عن ثقته من أن معظم الحرائق يقف وراءها تجار المخدرات، بهدف توسيع مناطق عملهم.

ويقول: «نحن نحاول أن نواجه ذلك، ونقدم دعاوى للسلطات، لكن اتساع المناطق يحول دون القدرة على الوصول إلى المجرمين وسوقهم إلى القضاء». ويقدر روميرو أن المساحات التي أتت عليـها الحرائق قد تفوق تقديرات السلطات بأنها تناهز ثمانين كيلومتراً مربعاً.

وتشير السلطات إلى أن المسؤولية في حرق الغابات لا تقع فقط على عاتق تجار المخدرات ورجال العصابات، بل أن بعض الجماعات من السكان الأصليين تحرق مساحات من الغابات بهدف استيطانها أو استخدامها للزراعة.