Beirut weather 26.41 ° C
تاريخ النشر February 3, 2018
A A A
العسكرية حكمت بإعدام أبو عائشة فإنهار وبكى
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

غلبت حالة الانهيار على مسؤول اللجنة الشرعية في “جبهة النصرة” الموقوف السوري علي احمد اللقيس الذي نفذ اعدام الجندي الشهيد محمد حميه اثناء احتجازه مع رفاقه لدى “النصرة”. وشعر “ابوعائشة” بأن ساعة محاكمته واصدار الحكم دنت فبكى وانهار وكاد يقع ارضا متوسلا ارجاء جلسته الى الاثنين وتعيين محام مدني له، رافضا المحامي العسكري للدفاع عنه، فرفض رئيس المحكمة العسكرية الدائمة العميد الركن حسين عبدالله، في حضور ممثلة النيابة العامة العسكرية منى حنقير، طلبه، وافهمه ان 11 جلسة استغرق النظر في ملفه امام هذه المحكمة معتبرا ان طلب “ابو عائشة” من باب المماطلة.

بانطلاق الجلسة استفسر رئيس المحكمة العسكرية الدائمة من “ابو عائشة” عن صحته بعد تعرض رأسه للارتطام داخل آلية السوق اثناء نقله الى المحكمة العسكرية يوم الجمعة الماضي لمحاكمته، فأجابه: “الحمدلله اشكركم على اهتمامكم. ان اصابتي كانت طفيفة”.

نظر “ابو عائشة” الى منصة المحامين فوجد محاميا عسكريا يقف في صف الدفاع عنه، وهو يستمع الى العميد عبدالله الذي ابلغه بمسار ملفه في المحاكمة من “تكليف محام له عبر المعونة القضائية في نقابة المحامين في بيروت ووصلنا بها الى مرحلة المرافعة عندها اخبرتنا انك كلفت المحامية ديالى شحاده للدفاع عنك والتي استمهلت مرتين للاطلاع على الملف ، وفي المرة الثالثة اعتذرت عن متابعة التوكل عنك. ونحن مضطرون تان نُعين لك محام عسكري”.

“ابو عائشة”يعترض
“ابو عائشة”: اتمنى من سيادتكم تعيين محام مدني للدفاع عني تحقيقا للعدالة.
رئيس المحكمة: امَنا لك محام مدني من نقابة المحامين ولكنك اعترضت على الموضوع وطلبت تعيين محام . وكان لك ذلك ” ما بقى فينا نعين”.
“ابو عائشة”: العفو منكم . هذا طلب من عدالتكم اذا في الامكان تحقيقه.
رئيس المحكمة: الطلب مرفوض.
“ابو عائشة”: هناك طلب ثان انا ارفض المحامي العسكري المُعيَن لي.

“عاجز عن الكلام”
لم يجبه رئيس المحكمة وتليت خلاصة التهمة الموجهة اليه باعدام العسكري حميه والمشاركة في معارك عرسال عام 2014. وما ان انتهت تلاوة التهمة حتى عاود ” ابو عاشة” طلبه”: سيدي القاضي اريد ان احكي. وعدتني في الجلسة الماضية ان تستمع الي في حال لدي امر ما. وطلبي الاول والاخير ان يكون عندي محامي مدني حيادي .هذا ما اطلبه. مضت ثلاث ساعات على وجودي في مبنى المحكمة وانا معصوب العينين ومكبل اليدين ولا يمكنني نفسيا ولا جسديا ان اخضع للاستجواب اليوم. اتمنى عليك للمرة الاخيرة تعيين محام مدني”.

رئيس المحكمة: هذه الجلسة هي الرقم 11 في عدد جلسات محاكمتك، مكررا على مسمع المتهم موضوع تكليف محام من النقابة ثم تعيين محام للدفاع عنه. وباشر بطرح الاسئلة عليه عن مسؤوليته في اللجنة الشرعية لدى تنظيم”داعش بعد انضمامه الى فصيل السنة حيث تدرب على تصنيع متفجرات وعبوات ناسفة وتفخيخ اطارات تم تفجيرها على مداخل معلولا في سوريا ، الى واقعة توقيفه في مطار بيروت عام 2015 بينما كان يحاول السفر الى تركيا . فأجابه المتهم في واد آخر وقال” لدي تقارير طبية تفيد انني تعرضت للتعذيب في التحقيق الاولي . وتشير المادة 47 في قانون اصول المحاكمات الجزائية الى ان اي افادة تتم تحت الاكراه هي باطلة. واستوضحه العميد ابرهيم إن صرَح بهذا القول خلال استجوابه امام قاضي التحقيق، فاجابه المتهم ” لم اكن اعرف ذلك، ولكن لدي تقرير شرعي وخضعت لجراجة اثناء التحقيق معي في الامن العام ووزارة الدفاع”.

لن اهرب
بعدما اعلمه رئيس المحكمة ان الهيئة ستطلب هذا التقرير بادره ” اذا كنت قادر تحكي جاوب عن الاسئلة التي ساطرحها عليك”. وسارع” ابو عائشة الى القول” لا لست قادرا على الكلام. اطالب بحقي ولا خوف عليَ انا باقي في السجن ولن اهرب اطلب ارجاء الجلسة الى يوم الاثنين وامهالي”.

بدا واضحا ان الجلسة مقررة لانهاء محاكمة هذا المتهم عندما ردً رئيس المحكمة على طلبه اذ قال له” بعد هذه الجلسة لن اعطيك مهلة. بتحب تجاوب عن الاسئلة جاوب. بدك تمتنع عن الاجابة امتنع”. فاجابه” ارجوك وارجو الجميع(في الهيئة) ان ترجىء استجوابي الى الاثنين مثلما ارجأت الجلسة الاثنين الماضي الى اليوم”. الا ان رئيس المحكمة عاجله برده” لن اسمعك وستجيب عن كل سؤال اطرحه عليك. شاركت في معركة عرسال التي حصلت بعد توقيف عماد جمعة؟”.

تمنع المتهم عن الاجابة وانهار عندما شعر ان الجلسة ماضية وكاد ان يقع ارضا فامسكه ثلاثة عسكريين من الشرطة مولجين الامن واجلسوه على كرسي ، مناشدا المحكمة عدم استجوابه. وما لبث ان اخذ صوته يضمحل تحت تأثير ما اضافه رئيس المحكمة عن اتخاذ امير” النصرة” المدعى عليه “ابو مالك التلي” القرار باعدام حميه بحجة تعرض اللاجئين لمضايقات واعتراف المتهم الماثل في التحقيق الاولي باطلاق الرصاص عليه. وامتزج صوت “ابو عائشة” بدموعه التي اخذ يخبئها في ورقة محارم شدَها الى انفه ليعود وينظر اليها متوجسا من ان تكون الدماء تسيل منه ويستنجد بكلماته” انا بريء. بريء. طلبت ارجاء الجلسة لاحضر براءتي”.

طلب رئيس المحكمة من “ابوعائشة” ان يستمع الى كلامه وقال له” اسمع يا علي. ادليت عند توقيفك بتفاصيل عن اختيارك من التلي لتنفيذ عملية الاعدام في مكان يبعد قليلا عن المغارة حيث سجنوا العسكريين المحتجزين بحجة تعرض اللاجئين لمضايقات واقدمت على اعدام حميه بمسدس غلوك بعد احضاره والشهيد علي بزال من مكان سجنهم في المغارة ونقلهما الى مكان التنفيذ بحضور الامير الامني الملقب” ابو فاروق” وابو الحسن وابو حذيقة اللذين قتلا لاحقا والاخير صوَر العملية . تناولت المسدس من ابو فاروق اللبناني واطلقت النار على رأس حميه من مسافة قريبة جدا فقتل على الفور وذكرت انك نفذت الحكم الشرعي ولم يكن لك اي دور في القرار الذي اتخذ. اضاف له رئيس المحكمة “ولدينا تسجيل مصور بعد ذلك تناولت المسدس من ابو فاروق واطلقت النار على حميه”. وقاطعه المتهم ليبدي وهو يمسح انفه ” انا لم اقتل احدا ولم اعدم احدا”.

لم يلتفت المتهم بنظره ابدا الى الشريط المصور لدى عرضه على شاشة داخل القاعة. وسمع الحضور في القاعة حميه وشاهدوه وهو يتوسل الطلب من الحكومة العمل على الدفاع عن اهل السنة في لبنان وسوريا . وانا سادفع الثمن اذا بدو يضل هيك حزب الله حيموتو رفقاتي(الذين كانوا محتجزون معه) كلهم .آخ يا الله. انا حالحقو لرفيقي يللي قتلوه قدامي”.

عند انتهاء عرض الشريط فاتحه رئيس المحكمة “استدلوا عليك بالصور انك انت نفذت هذه العملية. وفي مقابلة بينك وهاني المصري الملقب”ابو البراء” اصر الاخير على قوله عندها ثرت واتهمت الاخير بانه كافر ومرتد وليس مسلما. وعدت واعترفت بالحقيقة بعدما انكرت بهدف الحصول على حكم مخفف. وتابع العميد عبدالله امام صمت المتهم ” وماذا عن صفقة التبادل مع الاسرى العسكريين عندما طالبوا بك وبعبدالله تيسير زعيتر لكن المفاوض اللبناني رفض عندما عرف حجم ارتكاباتك ولم يكن الا”ابو عائشة” واحد في “النصرة” بحسب افادة محمد يحيى في تلك الاثناء ويعرفك جيدا وتعرف الى صورتك”.

واكتفى “ابو عائشة بتكرار طلبه بامهاله الى الاثنين “. واجابه رئيس المحكمة” امهلناك 11 جلسة وطلبك ليس الا للماطلة. ووضع رئيس المحكمة حدا للمحاكمة قائلا” “محمد يحيى قال انك نفذت عملية الاعدام وكذلك سواه. وبعدما طلبت ممثلة النيابة العامة العسكرية منى حنقير عقوبة الاعدام للمتهم اعلن رئيس المحكمة عن ختم المحاكمة و”الحكم في نهاية الجلسات”.

ومساء قضت المحكمة بانزال عقوبة الاعدام باللقيس.