Beirut weather 25.77 ° C
تاريخ النشر January 26, 2018
A A A
المُستجوب الجمل: كنت سأنفذ عملية في القبة لولا توقيفي
الكاتب: كلوديت سركيس - النهار

موقوف كان اصبح في عداد الانتحاريين لو لم توقفه عناصر فرع المعلومات في الشمال بينما كان في طريقه الى تنفيذ عملية انتحارية على متن دراجة نارية في القبة في طرابلس، بطلب من المسؤول عن داعش في الرقة ابو الوليد السوري.

اعتقل هذا الموقوف قبل ساعات من التنفيذ. وبتوقيفه توصلت الاجهزة الامنية الى ربط هذه المحاولة بالتفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا محلة عين السكة في برج البراجنة في 13 تشرين الثاني 2015، وأديا الى 43 قتيلا وأكثر من 200 جريح، وذلك من خلال تطابق بين الحزام الناسف الذي ضبط معه وأحد الاحزمة التي كان ينقلها احد انتحاريي عين السكة وليد الذي قُتل قبل ان يتمكن من تفجيره اثناء تدافع الناس وفقا لما كان مخططا له.

اعترف الموقوف ابرهيم الجمل صراحة لدى استجوابه أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن حسين عبدالله، بأنه كان ينوي تنفيذ عملية تفجير في حي الاميركان في القبة. وبعدما استمع الى التهمة الموجهة اليه أصرّ الموقوف على انه اوقف قبل تنفيذ التفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة قرابة الثانية فجرا، بينما كان على دراجة نارية و”كنت سأضع العبوة في حي الاميركان. لا اعرف مما تتكَون او من صَنعها. اعطاني اياها حمزه البقار (الملاحق غيابيا في هذه الدعوى) وغادرت الشقة عبر زواريب الحي وفي حوزتي مسدس وقنبلتان يدويتان”.

وأقر المتهم، الشاب العشريني العابق بالتجهم واليأس، بانتمائه الى داعش وتعرفه الى هذا التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقال: “نعم. اؤيد الدولة الاسلامية، وتحمست لها بعد متابعتي نشاطها على الفايسبوك مع رفاقي. وقررت الالتحاق بها. غادرت الى تركيا، وعبر حدودها، من طريق تواصلي مع” ابو جلبيب” الذي قابلته في بلدة عينتاب الحدودية، نقلني مع آخرين الى بلدة الراعي السورية حيث خضعت للتدريب على الاسلحة”.

وسئل المتهم عن اختياره بالذات لتنفيذ عمل أمني او انتحاري، فعزا السبب الى “احتمال ان يكون حمزة البقار تكلم عنه مع تنظيم داعش من دون علمي بعدما علم أنني أريد الذهاب الى الرقة”.

وتوجه رئيس المحكمة الى المتهم: “ارسل (احد امراء داعش في الرقة) “ابو البراء” اليك ” “ابو الوليد” الذي هو عباده وليد ديبو من حلب وكلمك واقتنعك بالقيام بعملية امنية. فذكر المتهم ان “ابو الوليد” هو من حضر وتكلم معي واعطاني دروسا على الاسلحة. وعدت الى مقر داعش في الرقة حيث طلب مني “ابو الوليد” العودة الى لبنان في شكل سري واستئجار شقة لتنفيذ العملية لمناهضة الظلم، مشيرا الى ان شبانا سيأتون من سوريا ليقيموا فيها. وبعودتي مع المهرب لمحت والدي مارا بالصدفة في سيارته فاستقلها وبقي في منزله شهرا، وما ان قرر والده تسليمه للاشتباه فيه حتى فر من المنزل ليعاود التواصل مع” ابو الوليد” عبر”تلغرام” واعلمه ان حمزه البقار سيستأجر شقة في القبة. ولاحقا حضر (الانتحاري) وليد اليها من سوريا وحضر سبعة أحزمة ناسفة استحصل على عدتها من مشغليه عبر المهرب.

وقيل له: “صنَعت احزمة ناسفة؟”. اجاب: “انا لم اصنع احزمة انما وليد تولى ذلك”.

وسئل المتهم من أقواله السابقة عن طلب “ابو الوليد” ليلا في اتصال معك أن تنفذ العملية السابعة صباحا في موقع يتجمع فيه الناس حول بسطة خضر، متناولا اسماء اشخاص كانوا يترددون الى الشقة بينهم “ابو طلحة”. ثم انتقل الى شق مباشرة الانتحاري وليد باعداد الاحزمة داخلها وتجهيزها بالصواعق التي احضرها المهرب مع كمية المتفجرات. ثم حضر هذا المهرب قبل ايام من توقيفه وسلم المتهم الفار بلال البقار مبلغ اربعة آلاف دولار سلمك اياه”. انتفض الموقوف قائلا: “لا اعرف لماذا زجوا باسم بلال في هذه القضية وبكل شيء”. واستطرد ان “حمزه البقار تسلم 1500 دولار بدل ايجار الشقة لدفعه ولا علاقة لبلال البقار. وحمزه مَن اختار ايضا المكان المستهدف في القبة لانه قريب وسريع”. ليضيف رئيس المحكمة: “طلب منك وليد وضع العبوة في علبة كرتون وذهبت لاستطلاع المكان قرابة الثانية والنصف فجرا. وبعد توقيفك وضبط الحزام الناسف وتطابقه الكلي مع الحزام المضبوط في عين السكة ووجود مشغل واحد للشبكتين ورصد شخص استأجر شقة في الاشرفية الموقوف السوري عواد مضحي الدرويش من الرقة مساعد “ابو الوليد” السوري الذي تربطه صلة باحد امراء داعش في الرقة “ابو البراء” ومتورط في تفجيري البرج واجراء تحليل تقني ورصد الارقام التي تواصلت معها تبين وجود رابط بين تفجيري عين السكة والتفجير الذي كنت ستنفذه في القبة”.

صمت المتهم حاصرا كلامه بالعملية التي كان يزمع تنفيذها بانها كانت عبوة. وبالانتهاء اطفئت شاشة عملاقة داخل القاعة اظهرت خريطة للشبكتين، ثم بعض ما جاء في افادة المتهم الاولية وصور المتهمين. وارجئت الجلسة الى الثامن من آذار المقبل لمتابعة الاستجواب.