Beirut weather 16.38 ° C
تاريخ النشر December 31, 2017
A A A
معلومات عن مُهاجم ثالث فرّ من موقع الاعتداء
الكاتب: الراي

مقتل 3 من أبرز كوادر «حسم» واعتقال 10 آخرين في مداهمات أمنية
*

بعد ساعات من الهجوم الإرهابي على كنيسة مارمينا في حلوان جنوب القاهرة، أعلن تنظيم «داعش»، قبيل منتصف ليل أول من أمس، مسؤوليته عن الاعتداء، فيما تواصل الجهات القضائية، التحقيق في الحادث في انتظار استجواب منفذ العملية.
وذكرت وكالة «أعماق» الناطقة باسم التنظيم أن «مفرزة أمنية» تابعة له نفذت الهجوم على كنيسة مارمينا.
وبعد ساعات من الهجوم، روى صلاح الموجي بطل واقعة توقيف الإرهابي إبراهيم إسماعيل مصطفى، وهو أحد أبناء المنطقة التي شهدت الحادث، أنه بادر بتوقيف المهاجم وعندما أمسك به، «ظل يردد أنت مش فاهم حاجة، فنزعت خزنة السلاح وضربته على رأسه، وحدثت له حالة هبوط، وسقط على الأرض».
من جهته، قال شاهد عيان كان «هناك شخص آخر بصحبة المتهميْن منفذيْ الهجوم الإرهابي، وهرب مع بدء إطلاق النيران، حيث قامت قوات تأمين الكنيسة بالرد على المتهم الذي أطلق عليه النار في محيط الكنيسة، واتضح بعد ذلك أنه لم يمت، واستطاع الأهالي اعتقال المتهم الثاني بعد إصابته«، فيما أوضح عمرو عبد الفتاح، الذي يمتلك متجراً للمأكولات بالقرب من الكنيسة، أنه وآخرين حملوا أمين الشرطة رضا عبد الرحمن الذي تعرض لإطلاق نار، ونقلوه بسيارة نصف نقل إلى المستشفى، ولكنه توفي قبل الوصول إليها.
وأفاد شاهد عيان آخر، يدعى محمد أحمد، وهو موظف بمحل أجهزة كهربائية أنه فوجئ بشخص ملثم يقود دراجة نارية، توقف أمام امرأة مسيحية وبصحبتها اثنين من أبنائها، حيث أشهر سلاحاً نارياً (طبنجة)، وأطلق عليها 4 طلقات نارية وفر هارباً، مضيفاً «عقب هروبه، حضرت سيارة شرطة ونزل منها عدد من الضباط، وتوقفوا بجوار جثة القبطية للحظة، ثم انطلقوا بالسيارة، وشاهدوا الإرهابي وتبادلوا معه إطلاق الأعيرة النارية في الشارع، حتى تمت إصابته، عن طريق مأمور قسم حلوان، وعقب ذلك تجمع عدد من سكان الشارع حول المتهم، وأمسكوا به».
أما إمام مسجد الدسوقي المجاور لكنيسة مارمينا الشيخ طه رفعت، فقال إنه سمع بتوجه مسلح إلى الكنيسة فنادى في ميكروفون المسجد بضرورة الخروج لمواجهة الإرهابي والإمساك به والدفاع عن الكنيسة، لأنه «واجب شرعي».
في غضون ذلك، أكد مصدر أمني مسؤول خروج الإرهابي المُصاب من غرفة العمليات عقب إجرائه عملية جراحية لعلاجه بعد إصابته بطلقات نارية بالقدم وكدمات متفرقة بالجسد.
وكانت الكنيسة المصرية وأهالي حلوان، شيعوا مساء أول من أمس جنازة الشهداء الثمانية الذين قضوا في الهجوم.
وفي إطار الاستعداد لاحتفالات أعياد الميلاد، نشرت وزارة الدفاع على موقعها، فيديو لانتشار قوات الشرطة والجيش، بمعظم المحافظات، في حين أعدت الأجهزة الأمنية بمختلف مديريات الأمن، خططاً واسعة للحفاظ على النظام ومكافحة الجريمة.
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية، في بيان مساء أمس، مقتل 3 من أبرز كوادر حركة «حسم» الإخوانية واعتقال 10 آخرين في مداهمات أمنية.
وأوضحت أن «قطاع الأمن الوطني تمكن من كشف مخطط لعناصر ما يسمى بحركة (حسم)، أحد الأجنحة المسلحة لجماعة (الإخوان) الإرهابية، لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية المتزامنة، تستهدف المنشآت السياحية والمرافق الحيوية والقوات المسلحة والشرطة، بالتزامن مع احتفالات أعياد الميلاد المجيد، لإحداث حالة من عدم الإستقرار وإثارة البلبلة».
واضافت ان الخطة لإجهاض هذا المخطط اسفرت عن «تحديد مزرعة بطريق الكريمات – أطفيح بمحافظة الجيزة تتخذها تلك العناصر وكراً للاختباء وتصنيع المتفجرات ومنطلقاً لتنفيذ عملياتها الإرهابية، حيث تم مداهمة المزرعة عقب تبادل لإطلاق النيران بين القوات والعناصر المشار إليها، ما أسفر عن مصرع 3 من أبرز الكوادر القيادية التي تتولى الإشراف على عمليات تصنيع المتفجرات وتنفيذ العمليات الإرهابية هم: عبدالسلام محمد عبدالسلام علي صالح، وأحمد محمد كامل سعيد، وعزالدين أحمد مصطفى عبداللطيف».
وأشار البيان إلى «مداهمة أوكار اختباء باقي عناصر تلك البؤرة المتورطين في هذا المخطط بمحافظتي القليوبية والفيوم وضبط 10 منهم».
*

تشييع أحد ضحايا الهجوم في كنيسة بالقاهرة مساء أول من أمس (ا ف ب)

قصص مؤلمة من الهجوم … فجيعة وكرتونة وبطولة
يبدو أن الإرهاب الأعمى في مصر دخل مرحلة جديدة لم يعد يفرق فيها بين المسجد والكنيسة، إلا أن القاسم المشترك لديه بات يوم الجمعة الذي يحصد فيه أرواح المصلين بلا هوادة أو رحمة، وكان آخر المآسي هجوم كنيسة مارمينا بمنطقة حلوان جنوب القاهرة اول من امس الذي راح ضحيته تسعة شهداء بينهم شرطي.
وكان أول من فجع جراء الهجوم عَم شاكر وهو رجل مسن يمتلك محلاً للأجهزة الكهربائية بمنطقة أطلس التي وقع فيها الهجوم بحلوان، حيث فقد ابنيه الاثنين، كما تحطم محله من جراء إطلاق النيران.
وقبل دقائق من الاعتداء واجه ابنا شاكر وهما عاطف وروماني المهاجم بشجاعة، وتصديا له ولكنه عاجلهما بطلقات سريعة من سلاحه الآلي ليرديهما شهيدين، وتسيل دماؤهما في محل والدهما الذي أنفق فيه كل ما يملك لتأمين مستقبلهما.
أما القصة الثانية، فكانت عن كرتونة رضا عبدالرحمن وهو أمين الشرطة المكلف بتأمين الكنيسة، والذي استشهد في الحادث.
وكانت كرتونة عبدالرحمن (45 عاماً)، تحتوي على سجادة صلاة يؤدي عليها الفروض بجوار الكنيسة. وفي يوم الحادث كان يصلي الضحى حين سمع صوت إطلاق الرصاص، فقطع صلاته وأمسك بسلاحه ليواجه الإرهابي، ويستشهد برصاص الغدر، وتسيل دماؤه على كرتونته، ويلقى ربه مؤدياً للصلاة ومدافعاً عن إخوانه الأقباط، لتصبح دماؤه وكرتونته مشهداً يهز مشاعر الجميع.
وتدور القصة الثالثة عن صلاح الموجي (51 عاماً) البطل الشجاع الذي قدم أروع الأمثلة في التضحية والفداء، حيث ظهر في الفيديوهات كافة وهو ينقض على الإرهابي الثاني ويشل حركته، وينتزع سلاحه قبل أن يهرول نحوه بقية المواطنين ويساعدوه في تقييده.
«عَم صلاح»، كما يلقبه الأهالي، لم يخش أن يكون الإرهابي مفخخاً أو حاملاً لعبوات ناسفة أو يباغته برصاصة تفقده حياته، لكنه خاطر بشجاعة وبسالة وانقض عليه وشل حركته في موقف أثار إعجاب المصريين الذين طالبوا بتكريمه.
ومن القصص المؤثرة التي خلفها الهجوم، قصة «عم وديع» القمص مرقس الذي تخطى الخامسة والستين عاماً والمصاب بالشلل، ولقي حتفه برصاصة في رأسه من قبل أحد الإرهابيين وهو يجلس في محل لبيع توابيت الموتى أمام الكنيسة، وعندما سمعت زوجته التي كانت تصلي في الكنيسة مع ابنتها صوت الرصاص هرولت لتطمئن عليه ولكن لم يرحمها ذلك الإرهابي وهي تفتدي ابنتها بحياتها عندما أراد أن يقتل فلذة كبدها أمام عينيها فأرداها قتيلة وأطلق النار على ابنتها فأصابها إصابة بالغة ترقد على إثرها بين الحياة والموت.