Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر December 27, 2017
A A A
هل ينزع الفتيل قبل الانفجار في كوريا؟
الكاتب: أرتيوم ليونوف - "ستوليتيه"

“كيف يمكن تجنب الحرب في كوريا”؟ يخشى البعض أن تكون الحالة في شبه الجزيرة الكورية على وشك مواجهة عسكرية، فلا تزال أطراف الصراع غير مستعدة للتوصل إلى حل توفيقي، فبالعودة إلى مثال تاريخي، فقد تم حل أزمة مماثلة حول البرنامج النووي التايواني بنجاح، في أوائل إلى أواسط سبعينيات القرن الماضي، دون مشاركة الأمم المتحدة. واحقق ذلك، أولا وقبل كل شيء، بفضل فهم واضح في بكين وواشنطن وتايبيه لعواقب عملية عسكرية قد تشنها جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان المدعومة أمريكيا.
أما مقدمات الأحداث التاريخية فسارت على النحو التالي:
قررت سلطات تايوان، التي تلقت بالفعل دعما عسكريا وسياسيا من واشنطن، في العام 1950، صناعة أسلحتها النووية الخاصة بها. وقد تسارعت الأعمال الخاصة بذلك بعد تجربة ناجحة في الصين على القنبلة الذرية في العام 1964، والهيدروجينية في العام 1967. وفي الفترة نفسها، راحت الصين تطور بنشاط أسلحة صاروخية وتختبرها، غير بعيد عن مضيق تايوان.
وخلال المفاوضات بين ممثلي الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، التي تواصلت في وارسو بين العامين 1958-1971، أوضحت بكين في العام 1967 أنها يمكن أن تستخدم أي سلاح ضد المنشآت النووية في تايوان.
وبالنتيجة، جرى نزع فتيل التوتر بين بكين من ناحية، وتايبيه وواشنطن من جهة أخرى، على أساس الحلول الوسط التالية: انسحاب القواعد العسكرية الأمريكية، بما في ذلك الأسلحة النووية الأمريكية من منطقة تايوان؛ اعتراف واشنطن بجمهورية الصين الشعبية؛ تخلي الولايات المتحدة عن الحصار السياسي والاقتصادي للبر الرئيسي للصين. وتخلت بكين، بدورها، عن التوحيد مع تايوان عسكريا وسحبت أسلحتها من مضيق تايوان والمنطقة المتاخمة له، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل. وفي هذا الإطار، تم الضغط على تايبيه لإنهاء البرنامج النووي.
يشار الى ضرورة وجود نهج شامل مماثل، في النزاع الكوري الشمالي. وكما تدل على ذلك التجربة التاريخية الحديثة، فأولا وقبل كل شيء، هناك حاجة إلى إجراء محادثات مباشرة بين واشنطن وسيئول وبيونغ يانغ.