Beirut weather 14.1 ° C
تاريخ النشر December 15, 2017
A A A
بوتين مرشح «مستقل» … لتحديث روسيا
الكاتب: رائد جبر - الحياة

عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبرز ملامح سياسته الداخلية والخارجية للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى أنه يعتزم خوض انتخابات الرئاسة المرتقبة في آذار المقبل بوصفه مرشحاً مستقلاً، وإلى أن برنامجه الداخلي يتضمّن تحسين التوازن السياسي، بما يتيح ظهور معارضة «جدية وعقلانية». وكرّر رفضه «إشاعات مفتعلة» عن تدخل موسكو في الانتخابات الأميركية، مؤكداً أن بلاده لن تنزلق إلى سباق تسلّح آخر، بل ستدافع عن أمنها واستقرارها.

بوتين الذي كان يتحدث في مؤتمره الصحافي السنوي الشامل، بدا واثقاً من الفوز بولاية رابعة، لافتاً إلى أن لديه «تصوّرات» في شأن احتمال التجديد للحكومة الروسية، ومستدركاً أنه يفضل «تأجيل إعلانها إلى مرحلة لاحقة».

وأكد عزمه على الترشح بصفته مستقلاً، للمرة الأولى، مستدركاً أنه يعوّل على دعم حزب «روسيا الموحدة» الحاكم ومواطنيه الروس. وفي ما بدا أنه إطلاق لحملته الانتخابية، عرض بوتين إنجازاته منذ تسلّمه الحكم للمرة الأولى عام 2000، مشيراً إلى ارتفاع إجمالي الدخل القومي لروسيا بنسبة 70 في المئة، وتطوّر البنى التحتية الصناعية بنسبة مشابهة، وزيادة دخل الفرد بنحو 3.5 في المئة.

وتعهد إطلاق برنامج شامل للتحديث، يطاول قطاعات اقتصادية حيوية والحياة السياسية، التي رأى وجوب أن تكون «أكثر توازناً»، داعياً المعارضة إلى التعامل في شكل «جدي وعقلاني من أجل أداء دور مؤثر» في البلاد. وأقرّ بأنه لا يواجه منافسة حقيقية، لكنه اتهم معارضيه بـ «الاكتفاء بإحداث ضوضاء في الساحات العامة وبالحديث عن النظام»، بدل تقديم اقتراحات «فعلية». وبرّر ضعف المعارضة بأن الروس لا يرغبون في «انقلاب»، كما حدث في أوكرانيا عام 2014.

وشدد بوتين على أن التحدي الأبرز الذي تواجهه روسيا دولياً، يكمن في تكثيف الغرب نشاطه العسكري حولها، مشيراً إلى أن بلاده لم تحذُ حذو الولايات المتحدة في الانسحاب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي. وأكد أن روسيا قادرة على تطوير قدراتها الدفاعية وحماية أمنها واستقرارها، من دون انزلاق إلى سباق تسلّح آخر.

وكرّر نفيه اتهام موسكو بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية، متحدثاً عن «إشاعات افتعلتها المعارضة الأميركية لإسقاط شرعية» الرئيس دونالد ترامب. وأضاف: «اتُهم سفيرنا (في واشنطن) بالاجتماع مع شخص، لكن هذه ممارسة معتادة في كل العالم. ما هي المخالفة؟ ولماذا تأخذ أبعاد تجسس؟».

ورأى أن ترامب يحظى بـ «ثقة الأميركيين»، مستدركاً أن «خصومه السياسيين يبذلون كل ما في وسعهم لعرقلة حركته»، ومضيفاً أن ترامب لم يستطع الوفاء بالتزاماته الانتخابية، بما في ذلك حيال ملف العلاقات مع روسيا. وسُئل عن تقويمه أداء ترامب رئيساً، فأشار إلى «إنجازات مهمة في الفترة الوجيزة التي أمضاها» في الحكم، لافتاً إلى ثقة الأسواق والمستهلكين.

ودعا بوتين واشنطن إلى العمل بـ «منطق سليم» في سياستها الخارجية، معتبراً أن ذلك قد يصبح ضماناً لتعاون البلدين في مسائل كثيرة، بينها ملف كوريا الشمالية. ورأى أن بيونغيانغ «لم تجد طريقاً آخر سوى تطوير قدرات نووية، لأن المجتمع الدولي لم يتعامل معها بطريقة إيجابية»، مستدركاً أن موسكو لا تعترف بكوريا الشمالية دولة نووية وتنتقد سلوكها، ومحذراً من عواقب كارثية لأي هجوم أميركي يستهدف الدولة الستالينية.

ودافع بوتين عن تدخل بلاده في شرق أوكرانيا، معتبراً أن سكان الإقليم كانوا سيواجهون مصير سريبرينيتسا في يوغوسلافيا، والتي شهدت مجزرة مروعة أسفرت عن مقتل 8 آلاف فرد. وحضّ السلطات الأوكرانية على تسوية الوضع عبر الحوار وباحترام حقوق مواطنيها.

وتطرّق إلى ملف ضمّ شبه جزيرة القرم، معتبراً أن السلطات السوفياتية أخطأت بإلحاقها القرم بأوكرانيا، وزاد: «قال سكان القرم كلمتهم، وقضية شبه الجزيرة لم تعد مطروحة لنقاش».

وسُئل عن زيارته الأخيرة سورية، فأجاب بأنه كان يعتزم القيام بها منذ فترة طويلة، لكنه انتظر الوقت الملائم عندما «تنضج الظروف، خصوصاً أمنياً». وكشف أن مخاوف سيطرت على الفريق الأمني التابع للكرملين، من تعرّض طائرته لهجوم من الأرض أثناء هبوطها، لذلك رافقتها مقاتلات روسية على ارتفاع منخفض جداً.